عبر مسؤولون بمنظمة الصحة العالمية، أمس، عن قلقهم إزاء احتمال انهيار المستشفيات في جنوب ووسط قطاع غزة مع فرار كثير من أفراد الأطقم الطبية والمرضى للنجاة بأرواحهم.
ولا يعمل إلا ثلث مستشفيات غزة تقريباً، وبعضها يعمل جزئياً فقط، نتيجة القصف المستمر والقتال في وسط وجنوب غزة مما يزيد الضغوط على كاهل المستشفيات المثقلة بالأعباء والتي لا تزال مفتوحة.
وقال شون كيسي منسق فرق الطوارئ الطبية لمنظمة الصحة العالمية في غزة خلال مؤتمر صحفي: «ما نراه حول مستشفى الأقصى ومن تكثيف للأعمال العدائية على مسافة قريبة جداً من مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى ناصر يثير قلقاً حقيقياً».
وأردف قائلاً: «لا يمكننا أن نخسر هذه المرافق الصحية، يجب حمايتها بكل تأكيد، إنها الخط الأخير من الرعاية الصحية الثانوية والأخيرة في غزة من الشمال إلى الجنوب، وهي تسقط مستشفى تلو الآخر».
وذكر أن المرضى يخاطرون بحياتهم كي يصلوا إلى المستشفيات في مدينة خان يونس بجنوب القطاع بسبب استمرار القتال.
واكتشف كيسي خلال زيارته لمستشفى الأقصى في وسط غزة قبل يومين أن 70 % من موظفيه تركوا وظائفهم. وقال: إن مئات المرضى الذين كانوا في حالة جيدة تسمح لهم بالفرار فعلوا نفس الشيء في ذات الليلة.
وأضاف أن العديد من العاملين في مستشفى ناصر بخان يونس انضموا أيضاً إلى مئات الآلاف من سكان غزة المكدسين في الملاجئ في أقصى جنوب القطاع.
وقال إنه لا يوجد سوى طبيب واحد لأكثر من 100 من مصابي الحروق هناك.
وأردف قائلاً: «لا نزال نرى أن النظام الصحي يعاني، ولا يستطيع العاملون في مجال الصحة الذهاب إلى أماكن عملهم لرعاية المرضى لأنهم يخشون على حياتهم، المرضى وعائلاتهم يخشون من الذهاب إلى المستشفيات لأنهم قد يموتون في الطريق».
وأضاف «نشهد انهيار المنظومة الصحية بوتيرة سريعة للغاية».
بدوره، قال ريك بيبيركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في نفس المؤتمر الصحفي: إن «توصيل المساعدات الطبية إلى داخل غزة أصبح صعباً على المنظمة». وأضاف «نشهد مجالاً إنسانياً معقداً ومنكمشاً بسبب امتداد الأعمال العدائية إلى الجنوب وصعوبة العمل به».
إلى ذلك، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» إصابة أفراد من أسر العاملين في طواقمها جراء استهداف منزل للاجئين جنوبي القطاع.
وأصيب 4 أشخاص من أسر العاملين في كوادرها بعد سقوط قذيفة هاون على منزل يضم لاجئين في خان يونس جنوبي القطاع.
وأشار البيان إلى أنّ من بين الجرحى طفلة بعمر 5 سنوات.
وشدّدت المنظمة على عدم تلقيها لأي تحذير بإخلاء المنزل قبيل قصفه، مجددة تأكيدها على عدم وجود أي مكان آمن في غزة.
Follow Us: