الخميس, نوفمبر 28
Banner

في سابقة تاريخية.. محاكمة إسرائيل في “العدل الدولية”

كتبت صحيفة “الشرق”: في سابقة تاريخية بدأت محكمة العدل الدولية (أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة)، الخميس، المداولات في طلب تقدمت به جمهورية جنوب أفريقيا لإقامة دعوى ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

واتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل أمام المحكمة، بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وبأنها تقوم بارتكاب “أعمال إبادة” في قطاع غزة، واعتبرت أن الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه في قطاع غزة.

وأكد الفريق القانوني لجنوب أفريقيا بقيادة وزير العدل رونالد لامولا، أن “نية إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية متوفرة وهدف جنودها إبادة غزة، وأن الفلسطينيين يتعرضون لقصف لا يتوقف أينما يذهبون ويقتلون في كل مكان يلجأون إليه، وأن أكثر من 80% من سكان غزة يعانون من الجوع”.

وأشار إلى أن جنود إسرائيل يلتقطون صورا لأنفسهم وهم يحتفلون بتدمير المدن والقرى. وأن مئات من العائلات في غزة مسحت بالكامل ولم يبق منها أي فرد على قيد الحياة. وأن أعمال القتل الإسرائيلية كبيرة جدا وجثث الفلسطينيين تدفن في مقابر جماعية. وبأن إسرائيل تحدد مناطق آمنة للفلسطينيين في قطاع غزة قبل أن تقوم بقصفها”.

ولفت إلى أن إسرائيل ترتكب عنفا جنسيا بحق النساء والأطفال. وأن المصابين في قطاع غزة محرومون من الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ حياتهم. وأن الأمراض والجوع تفتك بقطاع غزة. وإسرائيل تتعمد اختلاق ظروف تحرم الفلسطينيين من المأوى والمياه النظيفة. وأن إسرائيل فرضت عن عمد ظروفا في غزة لعدم السماح بالعيش والتدمير الجسدي للفلسطينيين، حيث إن شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة تخضع إلى 3 مراحل من التفتيش”.

وأكد الفريق أن إسرائيل يتّمت أعدادا كبيرة من الأطفال في قطاع غزة، وأنها تقصف وتقنص النساء والأطفال في قطاع غزة. وأن إسرائيل تستخدم الخطاب الديني لتبرير قتل الأطفال والمدنيين في غزة.

وأشار الفريق إلى أن هناك مؤججين ومحرضين في إسرائيل على ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة، منهم وزراء كوزير الدفاع الذي استعمل تعبير “حيوانات” وحتى رئيس الحكومة. وأن إسرائيل ارتكبت أعمالا وحشية كثيرة في قطاع غزة، وهي مستمرة في استهداف البنى التحتية الحيوية في غزة.

وشدد على أن إسرائيل تحاصر غزة وتمنع الدخول برا وبحرا وهي سلطة احتلال، وقد حولت قطاع غزة إلى سجن مغلق ترتكب فيه جريمة إبادة جماعية. وأن إسرائيل لا تميز بين المحاربين والمدنيين، وما تقوم به يرقى إلى مستوى إبادة جماعية.

واعتبر وزير عدل جنوب أفريقيا رونالد لامولا أن العنف لم يبدأ في 7 تشرين الأول بهجوم حماس، و”أن عنف إسرائيل على الفلسطينيين على مدار 76 عاما، وأن هجوم حماس لا يمكن أن يبرّر انتهاك إسرائيل لاتفاقية الإبادة الجماعية”.

وشدد الفريق على أن أفعال إسرائيل في غزة تنتهك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، وأن ما أثبتته الوقائع في قطاع غزة يقتضي تدخل محكمة العدل الدولية.

ويجب على القضاة البت أولا في طلب عاجل من جنوب أفريقيا للوقف الفوري للعملية العسكرية. وقد يستغرق اتخاذ القرار عدة أسابيع، وبعد ذلك فقط سيناقش القضاة اتهامات الإبادة الجماعية.

ورافعت جنوب أفريقيا، التي رفعت القضية لأنها رأت أصداء الفصل العنصري من تاريخها في تصرفات إسرائيل، أولا الخميس. وسترد إسرائيل اليوم الجمعة لكن الحكم قد يستغرق سنوات.

وأنكرت الدولة العبرية ارتكاب “أعمال إبادة”، ووصفت الاتهامات بأنها “تشهير دام”.

واعتبر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أنه “ليس هناك ما هو أكثر فظاعة وسخافة من إعلان” بريتوريا.

وفي رام الله، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن “ما شجع ويشجع إسرائيل وأدواتها المختلفة من مسؤولين حكوميين وعسكرين ومستعمرين على ارتكاب الجرائم وصولا إلى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، سببه التخاذل الدولي، وعدم اتخاذ خطوات عملية لمحاسبتها”.

وجددت وزارة الخارجية التأكيد على “استمرار التنسيق والدعم الكامل، بالإضافة إلى شكرها لجنوب أفريقيا قيادة وشعبا على الخطوة الشجاعة والعمل، من أجل تعبئة المجتمع الدولي لتوضيح ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية وأبعادها القانونية”.

كما عبرت عن ثقتها بالمرافعة القانونية التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، مستذكرة الإرث المبدئي لنضال جنوب أفريقيا ضد الاستعمار و”الأبارتهايد”، بما يؤهلها لأن تكون الدولة التي تدافع عن رفعة القانون الدولي ومؤسساته، وفي وجه الظلم والعدوان، ولمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية.

من جهتها، أعربت حركة “حماس”، عن تطلعها لأن تصدر محكمة العدل الدولية المنعقدة في لاهاي قراراً “ينصف الضحايا بوقف العدوان فوراً”.

نفي أميركي و”عدم استيعاب” ألماني

وفي تكرار لتصريحات الوزير أنتوني بلينكن، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن ما سمتها الادعاءات بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية لا أساس لها من الصحة.

وفي سديروت بالكيان الإسرائيلي صرح روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني أولاف شولتس، بأنه لا يمكنه استيعاب الاتهام بالإبادة الجماعية الذي توجهه جنوب أفريقيا ضد إسرائيل على خلفية الحرب بقطاع غزة.

وعشية الجلسات، عبر نتانياهو للمرة الأولى علناً عن معارضته لدعوات وزراء ينتمون لتيار اليمين في حكومته ومن بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير للفلسطينيين لمغادرة غزة طوعاً بما يفسح المجال للإسرائيليين لتوسع استيطاني في القطاع.

ورغم أن هذا الموقف هو السياسة الرسمية لإسرائيل، فإن تصريحات سابقة لنتانياهو حول الاحتلال الدائم لغزة كانت غير متسقة وغامضة في بعض الأحيان.

وقال نتانياهو عبر منصة إكس “أريد أن أوضح بعض النقاط بصورة قاطعة: إسرائيل ليس لديها أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين”. وأضاف أن “إسرائيل تقاتل إرهابيي حماس، وليس السكان الفلسطينيين، ونقوم بهذا مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي”.

ولاحقا، قال نتانياهو تعليقا على دور جنوب افريقيا “اننا نرى اليوم عالما مقلوبا ونفاقا من جنوب افريقيا”.

Leave A Reply