نُصاب جميعًا بالصداع، بسبب ضغوط الحياة والعمل التي لا تتوقف، فهو الأرق الذي لا ينتهي في بعض الأحيان إلا باللجوء إلى أحد المسكنات التي رغم خطورتها الشديدة – حال الإكثار منها – فإنها قد تكون الحل الوحيد أمام المصابين بالصداع.
وتتكرَّر نوبات الصداع النصفي بين الفينة والأخرى، ومِنْ ثَمَّ يعتادها بعض الناس، بل يسهل التعامل معها، لكن ما إِنْ تجتاح نوبة صداع نصفي شديدة الإنسان، أو تستمر أكثر من 72 ساعة، فثمَّة الخطر، ومن هنا كانت أهمية كوكتيل الصداع النصفي.
هو مجموعة من الأدوية المُجابهة للصداع النصفي من محاور مختلفة، خاصةً وأن الصداع النصفي مرتكز في تفسير سبب حدوثه على نظريات عديدة، ما جعل استخدام عدة أدوية خيارًا منطقيًا في علاج النوبات الشديدة.
ما هو كوكتيل الصداع النصفي؟
علاج مُركَّب يتضمَّن العديد من الأدوية؛ للقضاء على الصداع النصفي سريعًا، وهو نوع من علاج الطوارئ الذي يلجأ إليه الطبيب في حالة الصداع النصفي الحاد بأقسام الطوارئ.
المُكوِّنات
يحتوي “كوكتيل الصداع النصفي” على أدوية مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، وقد تختلف مكونات الكوكتيل المُستخدَم من قبل الطبيب حسب درجة الصداع النصفي، لكن لا تخرج مكونات كوكتيل الصداع النصفي عن الآتي:
1- الستيرويدات
ديكساميثازون أحد أدوية الستيرويدات، وهو الستيرويد الرئيس في علاج الصداع النصفي هنا.
بالتأكيد لم تسمع عن ديكساميثازون كعلاجٍ للصداع، لكنَّه يُساعِد في منع تكرُّر نوبات الصداع النصفي على المدى القصير، وقد يُفضِّل بعض الأطباء عدم إضافته إلى الكوكتيل؛ لما تحمله الستيرويدات من آثارٍ جانبية، خاصةً عند استخدامها فترات طويلة.
2- أدوية التريبتان
تُعدّ أدوية التريبتان، الخط الدفاعي الأول في مجابهة نوبات الصداع النصفي الحادة؛ إذ تكبح إفراز الببتيدات المُوسِّعة للأوعية الدموية (الصداع سببه اتساع الأوعية الدموية الدماغية)، كما تُضيِّق الأوعية الدموية، وتمنع انتقال الإحساس بالألم في جذع الدماغ.
من أمثلة أدوية التريبتان التي قد تُستخدَم في كوكتيل الصداع النصفي:
سوماتريبتان.
ريزاتريبتان.
زولميتريبتان.
3- قلويدات الإرغوت
تُفصَل قلويدات الإرغوت من فطر الإرغوت، ويتمثَّل في دواء ارغوتامين، وديهيدرو ارغوتامين؛ إذ تُضيِّق هذه الأدوية الأوعية الدموية المُتسِّعة في الدماغ، ومِنْ ثَمَّ تُخفِّف الالتهاب والصداع النصفي، لكن يعيب هذه الأدوية أنَّها قد تُسبِّب غثيانًا.
4- مضادات القيء
يصحب الصداع النصفي غثيانًا شديدًا في بعض الأوقات؛ لذا قد تُضاف مضادات القيء ضمن كوكتيل الصداع النصفي؛ للتغلُّب على الغثيان والقيء، سواء المُصاحب للصداع النصفي، أو الناتج عن قلويدات الإرغوت.
كما أنَّ لمضادات القيء ميزة إضافية؛ ألا وهي تحجيم الشعور بالألم، ومِنْ ثَمَّ تخفيف أعراض الصداع النصفي سريعًا.
أيضًا؛ تُسهِم مضادات القيء في تسريع وقت التماثل إلى الشفاء؛ لأنَّ الغثيان والقيء مُؤدِّيان إلى الجفاف، والذي يزيد أعراض الصداع النصفي سوءًا، فلم لا نقطع عليهما الطريق من البداية؟
5- مضادات CGRP
أحد تفسيرات الصداع النصفي، زيادة مستويات الببتيدات المرتبطة بجينات الكالسيتونين “CGRP”، ومِنْ ثَمَّ فمنطقيٌ أن تُستخدَم أدوية مضادة لها؛ لإعادتها إلى مستوياتها الطبيعية، ومِنْ ثَمَّ تخفيف أعراض الصداع النصفي، ومنع تكرار الإصابة به.
6- لاسميديتان
لاسميديتان دواءٌ جديد، يحجب مستقبلات السيروتونين، والتي تنقل آلام الصداع، وهذا الدواء أفيد عند استخدامه في بداية الصداع النصفي، لكنَّه ملائم كذلك لنوبات الصداع النصفي الحاد.
7- المغنيسيوم
قد يُسهِم نقص المغنيسيوم في الإصابة بصداعٍ نصفي؛ لذا لا ضرر من الحصول عليه عبر كوكتيل الصداع النصفي.
8- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
كذلك، يحتوي كوكتيل الصداع النصفي على أحد مضادات الالتهاب غير الستيوريدية “كيتورولاك غالبًا”، وهي مشهورة بدورها في تخفيف الالتهابات وتسكين الآلام.
متى تحصل على كوكتيل الصداع النصفي؟
لا يُعطَى كوكتيل الصداع النصفي إلا في أقسام الطوارئ بالمستشفيات، خاصةً في أعقاب نوبة صداع نصفي حاد لا يستجيب للأدوية المُعتادة، أو استمرَّ أكثر من 72 ساعة.
هل كوكتيل الصداع النصفي آمن؟
يُعدّ كوكتيل الصداع النصفي المُستخدَم في أقسام الطوارئ آمنًا عمومًا، لكنَّه لا يخلو من آثارٍ جانبية محتملة بالطبع.
أضرار كوكتيل الصداع النصفي
تتنوَّع الآثار الجانبة المُتوقَّعة من كوكتيل الصداع النصفي باختلاف الأدوية المُتناوَلة، ومِنْ ثَمَّ ينبغي إفراد الحديث لكل دواءٍ مُتوقَّع له آثار جانبية على حدة:
1- الستيرويدات
الغثيان.
القيء.
صعوبة النوم.
زيادة مستويات السكر في الدم.
2- أدوية التريبتان
الإرهاق.
الشعور بضيق في الصدر، الرقبة، أو الفك.
3- قلويدات الإرغوت
النعاس.
اضطراب المعدة.
الغثيان.
القيء.
4- مضادات القيء
النعاس.
هبوط ضغط الدم.
5- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
اضطراب المعدة.
الإسهال.
ألم البطن.
ما هو كوكتيل الصداع النصفي دون وصفة طبية؟
كما يتوفَّر كوكتيل الصداع النصفي في أقسام الطوارئ بالمستشفيات، فثمَّة كوكتيل صداعٍ نصفي أيضًا دون وصفة طبية، وهو يتضمَّن ثلاثة أدوية أقلّ تأثيرًا، وذكر موقع “healthline” أنهم:
الأسبرين 250 مغم: لتخفيف الالتهابات وتسكين الألم.
الباراسيتامول 250 مغم: تسكين الآلام عبر تقليل كميات البروستاجلاندين التي يُنتِجها الجسم.
الكافيين 65 مغم: يُضيِّق الأوعية الدموية المُتسعة، ومِنْ ثَمَّ يطيح بالصداع النصفي بعيدًا.
عندما يتناول المرء هذه الأدوية الثلاثة معًا، يحصل على فعالية كبيرة في تخفيف أعراض الصداع النصفي.
وينصح الأطباء عمومًا – في إطار تسكين الآلام – بالحصول على إيبوبروفين، أسبرين، أو باراسيتامول، لكن لا يُحبَّذ الحصول على الكافيين الدوائي دون وصفة طبية؛ لما قد يُسبِّبه من آثارٍ جانبية، كالأرق وتسارع دقَّات القلب.
هل كوكتيل الصداع النصفي دون وصفة طبية آمن؟
قد لا يكون كوكتيل الصداع النصفي دون وصفة طبية آمنًا لجميع الناس، خاصةً في حالة:
الحساسية تجاه أي من الأدوية الثلاثة.
إذا كان الرجل يتناول أدوية أخرى تحتوي على الباراسيتامول.
الأطفال الأقل من 12 عامًا؛ لخطر الإصابة بمتلازمة راي؛ نتيجة وجود الأسبرين في الكوكتيل.
خطر الصداع الناجم عن الإفراط في استخدام الدواء.
كما ينبغي استشارة الطبيب قبل الحصول على كوكتيل الصداع النصفي ذي الثلاث أدوية في حالة:
المعاناة من صداعٍ نصفي شديد لم تعهد مثله من قبل.
الإصابة بأمراض القلب، الكلى، أو الكبد.
سبق تعرُّض لحرقة المعدة، أو قرح الجهاز الهضمي.
الربو.
تناول أدوية أخرى، مثل: مدرات البول، الستيرويدات، أدوية السيولة، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية “المُسكِّنات سوى الباراسيتامول”.
ما البدائل؟
تتوفَّر بدائل كثيرة لعلاج الصداع النصفي، مثل:
1- تجنُّب المُحفِّزات
تُسهِم العديد من العوامل الخارجية في الإصابة بنوبات الصداع النصفي، ومِنْ ثمَّ ينبغي تجنُّبها قدر المُستطاع؛ منعًا للصداع النصفي، ومن أهم النصائح في ذلك الصدد:
الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
شرب كميات مناسبة من الماء دومًا.
تناول الوجبات الغذائية بانتظامٍ على مدار اليوم.
تجنُّب الكافيين.
الابتعاد عن الأطعمة التي تفاجئك بنوبات الصداع النصفي.
2- الأدوية
يساعد الحصول على دواءٍ واحدٍ مُتخصص في الصداع النصفي في التغلب عليه، خاصةً إذا لم يكن الصداع النصفي شديدًا، ومن هذه الأدوية:
أدوية التريبتان والإرغوتامين.
مثبطات CGRP، مثل: ايرينوماب.
حقن البوتكس.
كما لبعض الأدوية فعالية في الوقاية من الصداع النصفي، لكن لا ينبغي تناولها إلَّا بعد استشارة الطبيب، وذلك مثل:
أدوية ارتفاع ضغط الدم: مثل حاصرات بيتا “بروبرانولول”، وحاصرات قنوات الكالسيوم “فيراباميل”.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: مثل أميتريبتلين، وفينلافاكسين.
مضادات الصرع: مثل توبيرامات.
حقن البوتكس: مرة واحدة كل 3 أشهر؛ إذ تُساعِد بعض الناس في تجنب الصداع النصفي.
يُنصَح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ إذ تُطلق الإندورفينات في الجسم، وهي مُسكِّنات طبيعية للألم، كما للرياضة دورٌ في تخفيف التوتر، ومِنْ ثَمَّ تجنُّب الصداع النصفي.
Follow Us: