الجمعة, نوفمبر 22
Banner

جهوزية لبنانية للتفاوض.. بعد ردع إسرائيل عن الاعتداءات والتهديدات

كتبت صحيفة “اللواء”: ينسحب «الإنكماش» في التوترات الاقليمية – الدولية على خلفية حرب غزة، على لبنان، سواء من الناحية الميدانية او من الناحية السياسية، اذ تكاد السياسة تدخل في «انفاق العجز» وحسابات كي الاذرع، الامر الذي ينعكس، كما بات واضحاً على عمل المؤسسات المصابة بالشلل اصلاً، فلا جلسة بعد لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، ولا امكانية للبحث في تحديد جلسة لمناقشة واقرار الموازنة قبل الاسبوع المقبل، وهو الاخير في شهر ك2، الموعد المتعارف عليه لاقرار الموازنات تشريعياً، بدل اصدارها بمرسوم..

وبانتظار عودة الرئيس نجيب ميقاتي من دافوس، بعدما شارك في المنتدى الاقتصادي العالمي، بقي الوضع يتأرجح بين الترقب والمراوحة، الى درجة نقل عن رئيس المجلس النيابي تشخيصه للوضع في لبنان بأنه في «حالة إعياء شديد على كافة المستويات»، لا سيما الاقتصادية والمعيشية التي بلغت حد الجوع والكفر.. والحل بأيدينا اذا شئنا.

استعداد بري

وفي المحليات اليومية، نقل عن الرئيس بري استعداده لملاقاة اي تحرك خارجي، لا سيما تحرك اللجنة الخماسية من اجل اتمام الاستحقاق الرئاسي، نظراً لحاجة لبنان الى رئيس يتولى التفاوض، عندما تضع الحرب اوزارها..

لكن مصادر سياسية مطلعة قالت لـ«اللواء» أن ما من مؤشرات تدل على أن هناك دعوة قريبة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فالمسألة لا تزال تشهد مراوحة على الصعيد الداخلي، في حين يسود الترقب لأي حراك جديد يخرق هذه المراوحة الممتدة منذ أشهر، لافتة إلى أن الحديث عن هذا الملف يتراجع أمام الأحداث في الجنوب. وفهم من المصادر أن زيارة الموفدين من الخارج إلى لبنان ليست بالضرورة أن يكون محورها الاستحقاق الرئاسي، لأن هاجس توسع الحرب لا يزال هو الدافع الأساسي لأي تحرك سواء كان أميركيا أو فرنسيا أو غير ذلك.

وتحدثت المصادر ان أمام مجلس النواب والحكومة ملفات مالية وغيرها تتحول إلى ضاغطة مع مرور الوقت وتتطلب معالجتها، في الوقت الذي تلوح في الأفق مرحلة لن تخلو من الصعاب على صعيد ارتفاع الأسعار والانقسامات السياسية.

وفي السياق، ‎لاحظت مصادر ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية خرج منذ مدة من حالة السكينة السياسة التي التزم بها منذ تبني ترشيحه لرئاسة الجمهورية من قبل الثنائي الشيعي قبل مايقارب العام، باستثناء اختراقات محدودة واطلالات نادرة، لاتتلاءم مع كونه مرشحا للرئاسة، وبادر بانتهاج حراك سياسي جديد، ميزّه عن باقي السياسين، كانت باكورته تلبية دعوة العشاء الى مائدة قائد الجيش العماد جوزيف عون، في ذروة الحملة التي شنّها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ضد التمديد لقائد الجيش، واتبعها باستقبال وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط في بنشعي، وبعدها زار العماد جوزيف عون معزيا بوفاة والدته، وهي المرة الثانية بوقت قصير، وبعدها لبى دعوة وليد جنبلاط إلى مائدة العشاء في منزل الاخير ببيروت.

‎واعتبرت المصادر ان لقاءات فرنجية هذه، وان كانت محصورة بقائد الجيش وجنبلاط، الا انها تحمل في طياتها اكثر من مؤشر ودلالة، أبرزها كسر حالة الانقطاع التي سادت العلاقة بين رئيس تيار المردة والعماد عون، وبين فرنجية وجنبلاط ايضا، وفتح الابواب لمرحلة جديدة من الانفتاح والتلاقي بينهم مستقبلا، ومايمكن ان يؤدي ذلك من تاثير في مسار الاوضاع السياسية عموما، وازمة الفراغ الرئاسي، لاسيما بوجود سليمان فرنجية مرشحا يحظى بحيز من التأييد السياسي من قبل الثنائي الشيعي وحلفائهما،، وقائد الجيش، المرشح غير المعلن والذي يحظى بتأييد ملحوظ نيابيا وخارجيا وخارجيا، في حين يشكل جنبلاط واللقاء الديمقراطي بيضة القباني بترجيح اي منهما للفوز بالرئاسة.

‎وتوقعت المصادر ان تؤدي هذه اللقاءات التي أسفرت بداياتها إلى التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون سنة اضافية في موقعه، ووضع تعيين رئيس للاركان في سلم الاهتمامات، إلى تشكيل نواة تفاهم سياسي، بمواجهة المعترضين على ترشيح فرنجية وعون للرئاسة، وفي مقدمتهم رئيس التيار الوطني الحر، وبامكان هذا التفاهم اذا استمر ان يدفع انتخابات رئاسة الجمهورية قدما في وقت قريب، ويقرب احد المرشحين منهما، اي فرنجية او عون للرئاسة، باعتبار انه بالامكان إزالة معظم الاعتراضات التي تحوول دون انتخاب اي منهما وخصوصا الاقليمية والدولية وان كانت مؤشراتها تنحاز لقائد الجيش قبل تطورا ت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.

لقاءات دافوس

وفي دافوس، التقى الرئيس ميقاتي الامين العام للامم المتحدة غوتيريش وكُلاًّ من وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية انطوني بلينكن والخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان.

وفي معلومات «اللواء» ان ميقاتي ابلغ غوتيريش جهوزية لبنان للسير بتطبيق القرارات الدولية، بما في ذلك سائر مندرجات القرار 1701، ولكن بعد نجاح الضغوط بوقف الاعتداءات الاسرائيلية والتهديدات التي تطلق بين الحين والآخر بتوسيع الحرب على نحو ما هو حاصل في غزة.

ودعا ميقاتي «الدول الفاعلة» الى الضغط على اسرائيل لوقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية، مجدداً «تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار 1701 وسائر القرارات الدولية، مطالباً بالضغط على اسرائيل لتطبيق القرار 1701».

جنبلاط وإرسلان

سياسياً، استكمل اللقاء الديمقراطي تحركاته، ضمن توجه لتقريب وجهات النظر، فزار وفد منه برئاسة رئيسه النائب تيمور جنبلاط خلدة، والتقى برئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب السابق طلال ارسلان بهدف تقريب «اواصر الوحدة الوطنية لحماية البلد من الوضع الخطير الذي تمر فيه المنطقة».

اشتباك كلامي

في المقلب الآخر، تجدد الاشتباك الكلامي بين رئيس حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وقال جعجع في بيان: ما ليس مفهوماً ان تقوم الحكومة اللبنانية بتجيير القرار الاستراتيجي العسكري والامني الى حزب الله، وان تضع الشعب اللبناني ومصالح لبنان العليا في مهب رياح المنطقة.

واشار الى أن القوى السياسيّة المكوّنة لهذه الحكومة، وتحديدًا محور الممانعة والتيار الوطني الحرّ وبعض المستقلّين، وبغضّ النظر عن «خنفشرياتهم» الداخليّة وخلافاتهم المصلحيّة، يتحمّلون جميعهم مسؤوليّة ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في لبنان، في حال استمرّت حكومة تصريف الأعمال في عدم تحمّل مسؤوليّاتها من خلال تبنّيها لموقف محور الممانعة لجهة الحروب الدائرة في الشرق الأوسط.

لم يتأخر رد التيار العوني على رئيس «القوات» فاتهمه بأن «الحقد اعماه لدرجة انه لا يستطيع ان يرى ان التيار غير مشارك اطلاقاً في اعمال الحكومة، بل هو الوحيد المعارض بين القوى السياسية افعالها غير الميثاقية وغير الدستورية، في حين ان رئيس حزب القوات يغطي علناً جلساتها غير المقبولة ومراسيمها غير المسموحة».

قضائيا، قرر مكتب الادعاء في ملف تفجير المرفأ تقديم طعن في قرار استرداد مذكرة التوقيف الغيابية بحق الوزير السّابِق يوسف فنيانوس أَمام محكمة التمييز.

هاليفي: احتمال الحرب أكبر مع لبنان خلال الأشهر المقبلة

على جبهة الحرب، في موقف يعكس تنامي التهديدات قال رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي ان احتمالات نشوب حرب في الشمال (اي المنطقة الحدودية مع لبنان) اكثر احتمالاً في الاشهر المقبلة من السابق.

اضاف: نعمل لرفع الجاهزية للحرب في لبنان، ولدينا من العبر في حرب غزة ملائمة للقتال في لبنان، مشيراً الى ان الهدف واضح يتمثل باعادة السكان الى الشمال.

ووصفت الغارات الاسرائيلية على اطراف القرى الحدودية المتاخمة بأنها من الاشد عنفاً.

وقال الجيش الاسرائيلي انه تم استهداف مجموعة خلال اطلاق صواريخ باتجاه مستوطنة روش هنكارا، بالاضافة الى قصف منصات لاطلاق الصواريخ، ومساءً تعرض سهل القليلة لقصف عنيف، بعد ان كان قصف عصراً.

واستهدفت صواريخ المقاومة الاسلامية تجمعات العدو في اكثر من مستوطنة وابرزها مستعمرة المنارة رداً على الاعتداءات على المدنيين.

واعلن حزب الله عن استهداف انتشار لجنود الاحتلال في محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا، بصواريخ بركان.

واعلنت كتائب القسام عن رشقات طالت ثكنة ليمان في الجليل رداً على استهداف الشهيد الشيخ صالح العاروري ورفاقه.

ونعت «القسام» الشهيد وليد احمد حسنين (من مخيم المية ومية) الذي استشهد مساء امس في الجنوب.

وتحدثت مصادر اعلامية عن تلقي المستوطنين الاسرائيليين رسائل على «الواتساب» و«التلغرام» من ارقام مجهولة، تحدثت الميادين عن انها من «حزب الله»، وفيها مشاهد سقوط الصواريخ وحرائق وكتابات: هل تريدون عودة الحرب؟ اذا حدثت فلن يكون لديكم مكان تعودون اليه.

Leave A Reply