كتبت صحيفة “اللواء”: لم تقتصر التوترات الكبرى على البحرين الاحمر والمتوسط، على بل ضربت آسيا الاسلامية الوسطى، من الغرب الى الشرق، عبر التوتر غير المسبوق بين ايران وباكستان، مما جعل الدول الكبرى كالصين وروسيا الاتحادية وحتى الولايات المتحدة الاميركية تخشى من التداعيات، الناجمة عن عامل خطير واحد وهو التعنت الاسرائيلي بمواصلة الحرب المسعورة على غزة، والتي تدخل اليوم الرابع بعد المائة، مع تهديدات اسرائيلية متصاعدة ضد لبنان وحزب الله، والايحاء بأن خيار توسيع الحرب على الطاولة، وفقا لوزير الدفاع الاسرائيلي.
ولم يخفِ وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت تهديداته المتكررة من الاعلان ان جيشه قد يضطر الى حرب مع حزب الله.
وشدد على «الاستعداد في منطقة الشمال، بما في ذلك مدينة حيفا، لاحتمال تدهور الوضع الامني تجاه حزب الله»، الى حملة واسعة النطاق وعلى سلامة المخيمات وسبل الحفاظ على سير الاقتصاد في حالة التصعيد.
واشار الى أن «الجيش الاسرائيلي يفضل التوصل الى تسوية سياسية تسمح لمستوطني الشمال بالعودة الى منازلهم بعد تغير الوضع الامني على الحدود، تعزز الاستعداد الصهيوني لعودتهم من خلال توسيع الحملة العسكرية».
بالمقابل ، رحبت أوساط لبنانية بما نسب الى مسؤولين لبنانيين من ان حزب الله لا يزال منفتحا على الدبلوماسية لتجنب حزب شاملة، لكنه يرفض ما حمل الموفد آموس هوكشتاين من طلب من الحزب سحب قواته 7 كلم على الحدود الجنوبية، ليتاح المجال لسكان مستوطنات الشمال بالعودة الى منازلهم.
واعتبر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ايلون ليفي ان «هناك فرصة دبلوماسية لا تزال سانحة» لدفع حزب الله بعيدا عن الحدود.
ميقاتي يرد
على وقع التوترات والتهديدات هذه خرج الرئيس نجيب ميقاتي العائد من دافوس عن صمته، ورد على من انتقدوه على خلفية ما أعلنه في مجلس الوزراء الاخير لجهة ربط وضع الجنوب بما يجري في غزة، وما استتبع ذلك من انتقادات وحملات، بدأتها الاحزاب المسيحية ولم تقتصر عليها».
فقرّر رد المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي على ما وصفه «حملة سياسية واعلامية على الحكومة وعليه شخصياً»، على خلفية الموقف الاخير الذي اعلنه في آخر جلسة لمجلس الوزراء. وذكر ان الرئيس ميقاتي طالب الدول الفاعلة والمؤثرة الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل الى وقف اطلاق النار، ومن ثم العودة الى البحث في الحل السياسي. طالبا المنتقدين بتقديم حلول عملية، وهو ليس بحاجة الى شهادة حُسن سلوك من أحد.
وكان الرئيس ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وبحث معه في البيان الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
واكد ميقاتي «الوقوف المطلق الى جانب اي دولة عربية ضد اي اعتداء تتعرض لها، وقال: نقف الى جانب العراق ضد القصف الإيراني الذي تعرض له اقليم كردستان العراق».
سجالات أيضاً خلال مناقشة الموازنة
ولم تستبعد مصادر نيابية من اندلاع سجالات في الاوراق الواردة، عندما تعقد الجلسات النيابية لمناقشة واقرار موازنة العام 2024 والمرجح انعقادها الخميس او في الاسبوع الذي يليه، وهو الاخير من شهر ك2 الجاري، لا سيما لجهة الحملة على الحكومة، وانتقاد الاشتباكات الجارية في الجنوب.
رئاسياً، أكد النائب غسان سكاف في حديث لـ «اللواء» أن مسعاه الجديد يحمل عنوان «مبادرة تخفيض السقوف»، وأنه باشر لقاءاته مع القيادات اللبنانية ويستكملها، داعيا الجميع إلى النزول عن الشجرة والوصول إلى اتفاق معين وعدم انتظار الخارج ونهاية حرب غزة والاقليم وربط الرئاسة بالمجهول، معلنا أن موقعه المستقل دفعه إلى إجراء تشاور مع الكتل النيابية وتقريب وجهات النظر لإنتاج رئيس للبلاد سريعا لأن خطوة انتخاب رئيس الجمهورية ضرورية سواء اتجهت البلاد إلى الحرب أو الى المفاوضات.
وكرر النائب سكاف القول انه لا يجوز انتظار تطورات جديدة والمبادرة سريعا إلى انتخاب رئيس الجمهورية وذلك قبل أن تهب رياح إقليمية وأشار إلى أنه «لا يمكن فصل الحراك الخارجي في ملف الرئاسة عن المساعي الداخلية وإن هذه المساعي تتم بالتوازي مع الخارج».
وتحدث سكاف عن تنسيق مع هذه اللجنة ومع الفرقاء في الداخل وإن الأطراف المعنية هي الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر والقوات ومعلوم أن التقاطع بين الثنائي المسيحي أدى إلى ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، أما المقاربة الجديدة فتقوم على طرح أسماء على الثنائي الشيعي ويمكن استنتاج مع اللجنة الخماسية مجموعة من الأسماء التي تلقى التأييد فيتم طرحها على الثنائي المسيحي، واذا تم التوصل إلى اسم معين يمكن التوجه إلى مجلس النواب وطرح الاسم مع الأسماء المتداولة الأخرى ، وتعقد بعد ذلك جلسة انتخاب ودورات متتالية في مجلس النواب كي تمنح الفرصة للمرشحين.
ورفض الاتيان برئيس تحد لأي فريق أو أن يملي الخارج علينا أي رئيس، فالتحرك يبدأ داخليا ومن ثم نذهب إلى اللجنة الخماسية.
وفي الإطار الدبلوماسي، استقبل السفير السعودي في بيروت وليد بخاري في مقر اقامته في اليرزة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وتركز البحث على الجمود المبذولة لتحقيق الانتخابات الرئاسية، بوصفها السبيل لاخراج لبنان من ازماته.
بعد ذلك، زار السفير بخاري سفير مصر في لبنان علاء موسى للتنسيق في المواقف تجاه لبنان، والتحضير الجيد للاجتماع المقبل للجنة الخماسية.
دريان لعدم إضاعة فرصة اللجنة الخماسية
وفي الدوحة، التقى المفتي الشيخ عبد اللطيف الدريان وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي الوضع في لبنان والمنطقة.
واشار دريان ان ما تقوم به اللجنة الخماسية بخصوص لبنان خارطة طريق يبنى عليها وعلينا عدم اضاعة الفرصة، موضحا ان خلافات بين اللبنانيين، بل تباين في وجهات النظر، رافضا المزايدات، وداعيا الى الوحدة الوطنية.
الى الاضراب الثلاثاء
تربوياً، اعلنت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة الاضراب الثلاثاء المقبل احتجاجا على تراجع اصحاب المدارس عن الاتفاق الذي تم برعاية وزير التربية، وقضى باعطاء الاساتذة المتقاعدين، ما لا يقل عن 6 اضعاف اسوة بالاساتذة في القطاع العام.
الوضع الميداني
اللافت ميدانياً، كان الغارة بمسيَّرة اسرائيلية على بلدة كوكبا، من دون تحقيق اية اصابات، وهي المرة الاولى التي يستهدف فيها سوق الخان منذ اندلاع الاشتباكات.
واعلنت المقاومة الاسلامية ان مجاهديها استهدفوا موقع الراهب بالاسلحة المناسبة، كما استخدمت موقع السماقة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، وكذلك تم استهداف تجمع لجنود الاحتلال في محيط ثكنة ادميت بالاسلحة الصاروخية.
بدوره، لم يسلِّم الطيران المعادي القرى الحدودية من رأس الناقورة الى الاطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل ومنطقة هور والعزية في دير ميماس.