الجمعة, نوفمبر 22
Banner

إنتخابات مبكرة للتخلص من نتانياهو؟

المتابع للإعلام الإسرائيلي، المرئي والمكتوب، يدرك بسهولة الهوة التي تفصل بين تصريحات نتانياهو العنترية والمتغطرسة، كما يصفها جنرالات سابقين في الجيش الإسرائيلي، ومشاعر الإحباط والكآبة المهيمنة، ليس على عائلات الأسرى لدى حماس وحسب، بل على الأكثرية الساحقة من الإسرائيليين، الذين يتعاطف الكثيرين منهم مع عائلات الأسرى، ويشاركونهم في التظاهرات التي تطالب بوقف الحرب وإعادة أولادهم وأحبائهم سالمين.

ليس تفصيلاً أن تمضي ١٠٥ أيام على حرب الإبادة الوحشية على غزة، دون أن تحقق أياً من أهدافها، رغم الغارات الإجرامية ضد المدنيين، والقصف المدمر لأحياء، بل لمناطق بكاملها في غزة، ورغم الخسائر الفادحة بالعتاد والنخب العسكرية التي مُني بها الجيش الإسرائيلي في المواجهات القاسية مع مقاتلي حماس والفصائل الفلسطينية.

إعلاميون ومحللون وخبراء عسكريين يتساءلون على شاشات التلفزة وفي الصحف اليومية: ماذا حققنا غير تدمير إكثر من نصف مدن القطاع، وأوقعنا أكثر مئة ألف قتيل وجريح من المدنيين، وخسرنا سمعتنا الدولية، وعطف شعوب العالم معنا، ولم نصل إلى أحد من قياديي حماس، ولم نستطع إستعادة رهينة واحدة حيّاً، بل العكس، يتزايد عدد القتلى بينهم ،سواء بسبب القصف الجوّي الأعمى، أو برصاص جنودنا أنفسهم، أو حتى نتيجة الجوع والمرض وعدم توفر الأدوية اللازمة لهم.

ثمة هاجس يُقلق النخب الإسرائيلية حول الطريقة العشوائية لنتانياهو في إستنزاف التأييد الأميركي، الذي بدأ يفتر في الأسابيع الأخيرة، وظهور التباينات بين واشنطن وتل أبيب إلى العلن، وعلى أعلى المستويات، بعد الإتصال الهاتفي الصاخب بين بايدن ونتانياهو ، والذي إنتهى بإقفال الهاتف من قبل الرئيس الأميركي.

ويرى يهودا باراك، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أن الولايات المتحدة تكاد تكون خط الدفاع الوحيد عن إسرائيل، سواء عبر توفير الذخيرة والمستلزمات الحربية الأخرى، أو من خلال إستعمال الفيتو في مجلس الأمن لمرات عدة، وكذلك الفيتو المنتظر في المحكمة الدولية. وبالتالي فأي خلاف معها ينطوي على مجازفة كبيرة، تهون معها عملية الذهاب إلى الإنتخابات المبكرة خلال تموز / يوليو على أبعد حد، والتخلص من نتانياهو ورفيقاه بن غفير وسيموريتش، للخروج من وحل غزة بأسرع وقت ممكن.

المأزق الإسرائيلي المتفاقم يزداد تعقيداً كلما إستمرت الحرب على غزة، وبقي نتانياهو وفريقه المتطرف على عنادهم المتهور، ويتمسكون بالمواقف المتغطرسة، ويرفضون الإستماع إلى نصائح الحليف الأول لإخراجهم من وِحول غزة، وإنقاذ من بقي من الرهائن. على حد ما جاء في إحدى مقالات «هآرتس» الإسرائيلية.

صلاح سلام – اللواء

 

Leave A Reply