السبت, نوفمبر 23
Banner

خسر الحربين الإعلامية والعسكرية!

يخوض نتانياهو حربين متوازيتين الأولى ضد حماس في الميدان، والثانية ضد الإعلام في فضاء الرأي العام. وخسائره في الثانية كشفت إخفاقاته المستمرة في الأولى، والتي ستضاعف مسؤوليته السياسية والقضائية، فور وقف النار في غزة، وتأكيد الفشل الذريع للعدوان الإجرامي في تحقيق أهدافه، رغم الدمار الممنهج لأحياء ومناطق بكاملها في القطاع الصامد، ورغم الخسائر البشرية التي خلفتها المجازر الإسرائيلية الهمجية ضد أهالي غزة، والتي تجاوزت المئة ألف ضحية، بين شهيد وجريح.

خسارة نتانياهو وفريقه اليميني المتطرف في المعركة الإعلامية مدوّية، لأنها المرة الأولى التي تظهر فيها صور ومشاهد حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الإحتلال، على مدار الساعة منذ ١٠٠ يوم ونيّف، براً وجواً ويحراً ضد المدنيين من أهالي القطاع، ويقتل بلا هوادة الأطفال والخدج والنساء، الأمر الذي أثار الرأي العام العالمي، وأدى إلى خروج التظاهرات المليونية في واشنطن والعديد من المدن الأميركية والأوروبية.

وللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي يكون فيها الإعلام العربي شريكاً مُقتحماً في الميدان، ويسجل العديد من السباقات الإعلامية على الإعلام الغربي، ويدفع ضريبة المعركة من دماء وأرواح عشرات الصحافيين الذين قضوا في القصف الوحشي الذي تركز على المستشفيات والإعلاميين ومكاتب محطات التلفزة ووكالات الأنباء.

وبلغ حقد آلة الحرب الصهيونية حد إستهداف عائلات الصحافيين، وأماكن سكنهم، الأمر الذي أدّى إلى إستشهاد عائلات بكاملها، كما حصل مع المراسل الباسل لقناة «الجزيرة» وائل الدحدوح، والذي كاد أن يلحق بعائلته في الغارات المركزة على خانيونس، حيث كانت إصابته الثانية أقسى من الأولى، ومع ذلك إستمر في متابعة وقائع العدوان ساعة بساعة، بجسارة مشهودة، قبل أن يتم نقله إلى الدوحة لتأمين العلاج اللازم لجروحه.

وبالأمس سحبت قطر أيضاً المدون معتز عزايزة ، بعد التهديدات المباشرة له، رثر إستشهاد العديد من أسر عائلته، وهو الذي ساهم بتوثيق جرائم الحرب ونشرها على وسائل التواصل الإجتماعي، وكانت لقطاته وشرائطه الوسيلة الأولى لنشر فظائع العدوان الوحشي في اوساط الأجيال الشابة في العالم.

خسارة نتانياهو للمعركة الإعلامية هي المقدمة الطبيعية لخسارته الحرب الإحرامية على غزة.

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply