كل الكلام يسقط امام عظمته. فهو إمام السيف والقلم. وهو إمام المتقيين وسيد الوصيين. لم تعرف الدنيا رجلاً جمع الفضائل ومكارم الأخلاق، بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، كأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب. هذا الرجل الفذ الذي سبق الأولين، وأعجز الآخرين، ففضائله أكثر من أن تحصى، ومناقبه أبعد من أن يصلها أحد.
لقد كانت أخلاقه قبساً من نور خلق النبي الأكرم الذي تربى في حجره وتشرب من مكارم أخلاقه، حتى شب عن الطوق، واكتملت رجولته، حيث كان يتولاه بالمواعظ والآداب العظيمة، فتنامت أخلاقه شموخاً، وسجاياه علواً ورفعةً، وظلت فضائله وأخلاقه ومكارمه حية متألقة في روحه حتى فارق الدنيا.
هذا هو الإمام ابو الحسنين الذي نحتفل بذكرى مولده الشريف. كم نحتاجك يا سيدي الإمام في هذا الزمن الرديء.