السبت, نوفمبر 23
Banner

بايدن حدّد الردّ على مقتل جنوده: لا نريد حرباً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط

كتبت صحيفة “البناء”: تبدو المنطقة على موعد مع أحداث متسارعة سياسياً وعسكرياً تؤثر ببعضها وتتداخل منصاتها. وفيما الأنظار شاخصة نحو معرفة الرد الأميركي على عملية مقتل الجنود الأميركيين بعملية نفذتها المقاومة العراقية، أعلن حزب الله العراق أحد المكوّنات الأساسية لقوى المقاومة في العراق عن تعليق عملياته ضد القوات الأميركية، تحت عنوان عدم التسبّب بإحراج الحكومة العراقية، فيما لم تشترك بالإعلان ذاته سائر فصائل المقاومة، خصوصاً حركة النجباء التي تشكل الفصيل الموازي في الأهمية لحزب الله العراق في تركيبة قوى المقاومة؛ بينما قرأت مصادر متابعة في موقف حزب الله العراق نوعاً من صفقة تمّ إبرامها بين الحكومة العراقية والأميركيين تطال الانسحاب من العراق مقابل اتفاق بين الحكومة وحزب الله العراق على مهلة تلتزم الحكومة بإنهاء التفاوض ما لم يتحقق الانسحاب ضمنها، وليس بعيداً أن تكون الصفقة قد تضمّنت تخفيض حجم الرد الأميركي الذي قال الرئيس جو بايدن إنه اتخذ قراره بتحديد مكانه وزمانه وطبيعته، مضيفاً أنه لا يريد حرباً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.

بالتوازي كان على الطاولة مشروع الاتفاق المقترح لصفقة تبادل تضمّن الإفراج على آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل 35 أسيراً من الجنود والمستوطنين في كيان الاحتلال وتؤمن هدنة لـ 45 يوماً تتضمّن توفير تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان قطاع غزة في ظروف شديدة القسوة يعيشونها في ظل الحصار والتجويع والتدمير والقتل المفتوح. وفي ظل عدم حسم قيادة كيان الاحتلال لموقفها أعلنت حركة حماس أنها تدرس المقترح وسوف تردّ عليه وتبلّغ الرد للوسيطين المصري والقطري، بينما أخذ الوسيط الأميركي على عاتقه ضمان موافقة الإسرائيلي، فيما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي رفضها لكل تبادل لا يسبقه وقف نهائيّ ثابت لإطلاق النار. وهو الموقف المبدئي المتفق عليه بين قوى المقاومة، وبانتظار موقف حماس من المقترح، سوف يكون لموافقتها، ولو بشروط، تأثير على مسار التفاوض.

وقالت مصادر متابعة لحركات المقاومة في المنطقة إن تباينات قوى المقاومة في المقاربات ليست جديدة، وإن مثل هذه التباينات كانت موجودة دائماً، لكن قوى المقاومة أظهرت نضجاً وحكمة في إدارة تنوّعها بصورة حوّلته من تحدّ الى فرصة تحسّن موقعها وتراكم المزيد من الإنجازات، سواء في الميدان أو في التفاوض.

انطلق حراك سفراء اللجنة الخماسية أمس، من عين التينة، حيث زار السفراء رئيس مجلس النواب نبيه بري، في لقاء استمرّ زهاء الساعة جرى خلاله عرض للمستجدات لا سيما الاستحقاق الرئاسي. وأوضح الرئيس نبيه بري بعد اللقاء أن الموقف كان موحداً والاجتماع مفيد وواعد. وعلى هامش اللقاء، قال السفير المصري: «سنجتمع ونتفق على كلّ شيء وموقف اللجنة الخماسيّة موحّد». أما السفير الفرنسي فأكد ان «موقف السفراء موحّد وسنلتقي المسؤولين السياسيين في لبنان قريباً».

وأكدت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء أن السفراء الخمسة أكدوا الدور المساند في دعم الخطوات التي يقوم بها رئيس المجلس لجهة ضرورة التشاور بين القيادات السياسية والكتل النيابية باعتبار أن هذا الاستحقاق هو لبناني بامتياز ودور اللجنة الخماسية هو دور مساند. ولم يدخل المجتمعون بالأسماء إنما كان تأكيد على ضرورة إنجاز الاستحقاق بأسرع وقت ممكن لما تمر به المنطقة من مرحلة خطيرة، واعتبار الانتخابات الرئاسية هي عمل برلماني وأن التشاور يجب أن يحصل بين الكتل النيابية. وسيكون هذا الحراك الذي يُجريه سفراء الدول الخمس مقدمة لانعقاد اللجنة الخماسية قريباً في الرياض أو باريس على أن تعقب اجتماعها زيارة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.

وليس بعيداً يعتبر مصدر سياسي أن حراك السفراء مرده الذهاب الى مقايضة بين الوضع في الجنوب والملف الرئاسيّ، إلا أن الأمور كما هي مطروحة لن توصل إلى نتيجة، ووسط معلومات أن الطرح السعودي – الفرنسي، ليس محل تأييد أميركي، فهناك اقتناع في واشنطن أن الأمور كلها معلقة بما سيحصل في غزة. ويشير المصدر الى أن حزب الله على موقفه من الملف الرئاسي ومن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية. وزارت السفيرة الأميركية ليزا جونسون الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو، وخلال اللقاء، تمّ البحث في آخر التطورات السياسية.

إلى ذلك، بقيت التطورات في الميدان في الواجهة. وتعرّضت أطراف اللبونة الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي. وأطلق جيش العدو الإسرائيلي، من مواقعه في بركة ريشة نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب. كما حلق الطيران الاستطلاعيّ الإسرائيلي، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً إلى مشارف مدينة صور، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

في المقابل، استهدف حزب الله «تجمعاً ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حدب يارين بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة». كما أعلن أن «قوة ‏القناصة في المقاومة الإسلامية استهدفت ‏تجهيزات تجسسيّة مقابل قرية الوزاني وأصابتها إصابةً مباشرة».

ليس بعيداً، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو في السراي، وجرى البحث في الوضع الأمني في الجنوب حالياً وكيفية تنفيذ القرار 1701، والتنسيق القائم بين اليونيفيل والجيش. وزار لازارو أيضاً قائد الجيش العماد جوزف عون وتناول البحث التعاون والتنسيق بين الجيش واليونيفيل في ظل الوضع الراهن.

وتؤكد أوساط سياسية مطلعة على موقف حزب الله أن الحزب تلقى رسائل غربية بالمباشر وغير المباشر في ما خصّ وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 وكان رد الحزب واضحاً وصريحاً بأن لا بحث في أي ملف يخص الجنوب قبل انتهاء الحرب على غزة.

وأكّدت العلاقات الإعلاميّة، في «حزب الله» أنّ التفاوض غير المباشر في ملف ‏الحدود البريّة، بين لبنان وفلسطين المحتلّة، هو حصرًا في يد الدولة اللبنانيّة.

وفي حين تتواصل حرب الإبادة التي تشنها «إسرائيل» على قطاع غزة منذ ما يقارب أربعة أشهر، وتصاعد القصف على خان يونس وغيره من مناطق القطاع وارتقاء مئات الشهداء، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة تمثلت باغتيال ثلاثة فلسطينيين عندما اقتحمت قوة إسرائيلية معادية خاصة مستشفى ابن سينا في جنين وهي مؤلفة من عشرة أفراد متنكّرين بالزيّ المدنيّ وبلباس أطباء وممرضين ونساء فلسطينيات.

وفي ظل تصاعد المجازر بحق الفلسطينيين يجري الحديث عن مساعٍ لهدنة مؤقتة وإجراء عملية تبادل أسرى وفق اقتراح توصلت إليه الاجتماعات الاستخبارية التي عُقدت في باريس، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أنّ ردّ حماس سيكون على قاعدة انّ الأولوية هي لوقف العدوان وسحب قوات الاحتلال خارج قطاع غزة، في حين أكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أبو حمزة للعدو قائلاً له ولقادته: «لو فتشتم في كلّ رمال غزة لن يعود أسراكم الا بقرار من المقاومة.»

بالتوازي، فإنّ جزم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بأنّ جيشه لن يخرج من غزة ولن يطلق آلاف الأسرى، لا يبدّد مع ما فرضته صواريخ المقاومة الفلسطينية من قناعة لدى الصهاينة بعجز الاحتلال عن القضاء على قدرات المقاومة الصاروخيّة مهما كان حجم الدمار والقتل.

اما الضربة الموجعة التي استهدفت القاعدة الأميركية في الأردن، استدعت تصعيداً أميركياً اذ طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من مستشاريه البحث في خيارات للردّ، فيما أشار مسؤول مجلس الأمن القومي جون كيربي الى أنّ الردّ على استهداف القاعدة الأميركية في الأردن سيكون على مراحل.

الى ذلك أصدرت لجان المساعدين القضائيين في عدد من قصور العدل تعميماً وزّع على القضاة والمحامين تضمّن «الإعلان عن المباشرة بتنفيذ الإضراب العام الشامل، بدءاً من يوم غد الخميس، في المحاكم والسجل التجاري في بيروت وبعبدا».

Leave A Reply