قال الوزير السابق محمد فنيش إننا بتنا نسمع عن مبادرات لهدن إنسانية طويلة، والقبول بعملية تبادل، والحقيقة هذه ليست عملية إنسانية حرّكت الإدارة الأميركية دوافع إنسانية لتقديم هذه المبادرة، وإنما هي تلافياً للإحراج، لا سيما بعدما أُعطي العدو الإسرائيلي كل الفرص على مدى أربعة أشهر، ولكنه لم يفلح في تحقيق أي من الأهداف التي رسمها في معركته ضد غزة، ولم يحرر الأسرى، ولم ينهِ المقاومة، وهو يعاني يومياً من خسائر في غزة وعند الجبهة مع لبنان، التي لها تأثيرها في إشغاله وتهجير مستوطنيه، وإلحاق خسائر يومية في صفوف جنوده، تماماً كما كان لضربات محور المقاومة تأثيرها فيما يعيشه اليوم جيش الاحتلال الإسرائيلي من وهن وضعف وضغوطات.
كلام فنيش جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس محمد علي مازح في حسينية بلدة طيرفلسيه الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وشدد فنيش على أن قيادة المقاومة في فلسطين هي المعنية بتحديد الموقف وتشخيص المصلحة من المبادرة المطروحة اليوم بشأن تبادل الأسرى والهدن الإنسانية، ونحن لا نتدخل في هذا الأمر، وهم أدرى في كيفية التعامل مع هذه الطروحات السياسية التي لا يُخفى أن القصد منها إراحة العدو، ودفع الإحراج الأميركي، وإبقاء فرصة للعدو للخلاص من المقاومة ولو بوسائل أخرى.
وأشار فنيش إلى أن قادة العدو قد شعروا أن التهديدات التي يطلقونها تجاه لبنان على مدى الأيام والأسابيع الماضية، هي تهديدات جوفاء، لا تؤثر في تصميم المقاومة في لبنان، ولا في عزمها، وحتى أن رسائل الموفدين والمبعوثين الذين حملوا تهديدات قادة العدو، لم يتركوا تأثيراً، بل كان الجواب واضحاً لكل من جاء يسعى لإيقاف عمليات المقاومة في الجنوب، بأن هذه العمليات هي مساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وعلى العدو أن يوقف الحرب العدوانية كي تقف المواجهة في جنوب لبنان.
وأكد فنيش أنه ليس هناك من رابط بين أي شق داخلي في علاقاتنا الداخلية وبين عمل المقاومة في الجنوب، وأن كل كلام يصدر عن ربط أو مساعٍ أو صفقة هو كلام غير صحيح ومغرض، إمّا ينم عن جهل صاحبه، أو عن نوايا هدفها تشويه صورة المقاومة والتحريض عليها داخل المجتمع اللبناني.