الأربعاء, نوفمبر 27
Banner

كاميرون قلق ويستطلع جهوزية لبنان «لليوم التالي» لوقف الحرب في غزة

كتبت صحيفة “الديار”: «لا صوت كان يعلو على صوت» المسار التفاوضي لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة بالامس، نجاحه او فشله يحدد مسار الاحداث في المنطقة، ويحدد مستقبلها بما فيها الجبهة الجنوبية. وفيما عممت قطر مساء اجواء تفاؤلية بالاعلان عن قبول اسرائيل «خارطة الطريق» الباريسية، خفض وزير الحرب الاسرائيلي من نبرته التهديدية للبنان، واعلن ان اسرائيل تفضل الدبلوماسية بشان الحدود الشمالية على الرغم من الجهوزية العسكرية، فيما جدد وزير الدفاع الاميركي لويد استون التاكيد ان واشنطن تتواصل مع الحكومة الاسرائيلية لمنع توسع الحرب. داخليا وفيما يرتقب انعكاسات ايجابية اذا ما تم تثبيت هدنة غزة، فان كل الملفات جامدة في الداخل على الرغم من تحرك «الخماسية» وسفرائها في بيروت، واية تسوية محتملة فهي مرتبطة بتوقف العدوان الاسرائيلي على القطاع والتي ستنعكس حكما تهدئة في الجنوب، وبعدها يفترض ان تنطلق جديا محادثات الترتيبات والضمانات وترسيم الحدود البرية، وقد باتت «الورقة» اللبنانية جاهزة وتتضمن عقد تسوية غير مباشرة تحت عنوان «لا انصاف حلول بل صفقة شاملة»، وهي قد تكون على طاولة البحث مجددا مع اعلان الاذاعة الاسرائيلية عن عودة عاموس هوكشتاين الى اسرائيل مطلع الاسبوع المقبل، فيما يسود «الهلع» في المستوطنات من انفاق حزب الله المفترضة.

خفض التوتر

في هذا الوقت،لا احد يرغب في توسع الصراع ليشمل الجبهة اللبنانية،الا ان الجميع قلق من انهيار المحادثات المستمرة على «قدم وساق» لتذليل العقبات من طريق اتفاق باريس الذي يجمد الحرب في غزة ويفتح «الابواب» امام تسوية تمهد «لليوم التالي» لوقف النار، بما يشمل اعادة صياغة جديدة للمنطقة على اسس غير واضحة المعالم حتى الان، الا ان القوى الاقليمية والدولية المؤثرة وفي طليعتها الولايات المتحدة الاميركية وايران، بدات تستشعر ضرورة تخفيض حدة التوتر الحالية بعدما وصلت الامور الى حدود الانفجار.

سيناريو «الجنون»!

هذه الخلاصة لمصادر دبلوماسية غربية في بيروت، تتحدث عن مرحلة شديدة الدقة، راهنا لان تعقيدات المشهد الداخلي الاسرائيلي قد تكون الاكثر خطورة، وهي تهدد بنسف التفاهمات التي يجري صياغتها، ولا احد يعرف طبيعة المشهد في «اليوم التالي» اذا ما نجح اليمين المتطرف في «كابينت الحرب» في اجهاض المساعي الرامية الى التهدئة، وهذه المرة قد لا تكون جبهة غزة وحدها مشتعلة، ولن تكون حدود الجولة العسكرية المقبلة مضبوطة في الزمان والمكان، ويمكن وصفها بسيناريو «الجنون».!

لا للحرب ولا فصل للمسارات

وانطلاقا من هذه المعطيات، انطلق وزير الخارجية البريطانية دايفيد كامرون في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، وبات واضحا وجود قناعة بعدم القدرة على فك مسار الحرب في الجنوب عن العدوان على غزة، حيث شدد على أولوية وقف إطلاق النار في القطاع تمهيدا للانتقال إلى المراحل التالية للحل، لكنه حذر ايضا من امكانية تدحرج الامور نحو الاسوأ في حال فشلت الدبلوماسية في ايجاد مخرج لهدنة طويلة بين اسرائيل وحركة حماس. وفي هذا السياق وصف وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن اللحظة الحالية في الشرق الاوسط بانها خطيرة، وجدد التاكيد ان بلاده لا ترغب في حدوث نزاع بين إسرائيل وحزب الله، ولفت الى انه يجري التواصل مع الإسرائيليين لضمان عدم توسع الحرب، وقال «لا نرى صراعاً شاملاً بين إسرائيل وحزب الله لكن الوقت الراهن يمثّل لحظة خطيرة في الشرق الأوسط، إلّا أن واشنطن ستعمل على تجنب اتساع نطاق الصراع».

ماذا يريد كاميرون؟

وجال وزير الخارجية البريطانية على المسؤولين اللبنانيين في اطار الجهود الدولية لمنع تمدد الحرب الى لبنان، وفقا للمعلومات، حرص على استطلاع جهوزية لبنان «لليوم التالي» ومدى امكانية الاستفادة من الهدنة المفترضة لاجراء ترتيبات جدية على الحدود الجنوبية. في المقابل ابلغ «رسالة» واضحة مفادها ان اي حل لا يتضمن اتفاقا غير مباشر على كامل القضايا العالقة بما فيها مزارع شبعا، لن يجد اي ترجمة فعلية على ارض الواقع.

ماذا في جعبة كاميرون؟

ووفقا لمصادر مطلعة، اعرب كاميرون عن قلق بلاده من التطورات جنوبا محذرا من مخاطر اتساع المواجهات. وكان لافتا تفهمه عدم امكانية التوصل الى تهدئة جنوبا بمعزل عن المواجهات في غزة، الا انه كان قلقا من احتمال فشل المحادثات الحالية في القطاع، ورسم اكثر من علامة استفهام حيال حدود التصعيد المحتملة؟! وفي سياق متصل تحدث عن خطوة متقدمة لبلاده قد تتخذ لاحقا وتتمثل بالاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من خطوة دبلوماسية تتجسد لاحقا في الامم المتحدة كمقدمة نحو حل الدولتين ذلك لإعطاء الشعب الفلسطيني أفقاً سياسياً. وبحسب مصادر دبلوماسية فان الاستراتيجية البريطانية جزء من خطة اميركية تروج لها إدارة بايدن وتقوم على إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح في إطار تطبيع مع السعودية وخطة لإعمار قطاع غزة بقيادة الرياض وأربع دول عربية!

«خارطة الطريق» اللبنانية؟

في هذا الوقت وبعد لقاء عقده مع وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو، كشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب عن الخطوط العامة للتفاوض المقبولة لبنانيا، ولفت الى انه لن يكون مقبولا أنصاف الحلول في جنوب لبنان. وقال ان «المشروع الاسرائيلي يقضي بإنسحاب حزب الله شمالا لتتمكن من اعادة المستوطنين الى منازلهم، وهذا ما رفضناه لاننا نريد حلا كاملا، وهو تبيان الحدود بيننا وبينهم، والتي تم ترسيمها في العام 1923 وتم التأكيد عليها في اتفاقية الهدنة». واضاف «نريد استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي لبنانية، وان تتوقف اسرائيل عن خروقاتها الجوية والبحرية والبرية، ونحن مستعدون لبدء التفاوض غير المباشر، ولكن لا يمكن التوقيع على اي اتفاقية قبل انتخاب رئيس للجمهورية وبالانتظار بإمكاننا التفاوض للوصول الى اتفاقية من خلال تفاوض غير مباشر شبيهة باتفاقية الترسيم البحري التي حصلت. نود اظهار الحدود وهذا ما طلبناه من الجميع، لبنان يريد السلام الكامل وليس انصاف الحلول..

تعزيز دور الجيش

واستهل كاميرون نشاطه من السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. تم في خلال الاجتماع البحث في العلاقات اللبنانية- البريطانية . كما تم البحث في سبيل ارساء التهدئة في جنوب لبنان والحل السياسي والديبلوماسي المطلوب. وتطرق البحث الى دور الجيش وسبل دعمه وتقوية قدراته وتعزيز التعاون بينه وبين قوات اليونيفيل، والسبل الكفيلة بتطبيق القرار الدولي الرقم1701. ووفقا للمعلومات، أكد رئيس الحكومة «أن لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة، وأن الدور البريطاني في دعم الجيش أساسي في الدفع بهذا الإتجاه، وطالب بزيادة هذا الدعم لتتمكن القوى العسكرية من اداء مهامها. وشدد على «أن لبنان مع تطبيق القرارات الدولية بحرفيتها، خاصة القرار 1701، واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل». اما وزير خارجية بريطانيا فشدد على اولوية وقف اطلاق النار في غزة تمهيدا للانتقال الى المراحل التالية للحل.لاحقا التقى كاميرون رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استعرض الخروقات الاسرائيلية واستهداف المدنيين. وثم التقى كاميرون قائد الجيش جوزاف عون في اليرزة.

«الهلع» من انفاق حزب الله

في هذا الوقت تواصلت المواجهات جنوبا، وفيما اعلنت وسائل اعلام اسرائيلية عن تضرر 500 وحدة سكنية في المستوطنات بشكل كامل او جزئي جراء صواريخ حزب الله، يسود الهلع مجددا من انفاق مفترضة للمقاومة تخترق الحدود وكذلك داخل الاراضي اللبنانية، ووفقا لصحيفة «اسرائيل اليوم» قام الجيش الإسرائيلي بسلسلة اختبارات أرضية للتاكد من عدم وجود نفق يصل من لبنان إلى مستشفى الجليل في مدينة نهاريا الواقعة على الساحل والتي تبعد نحو 10 كلم عن الحدود اللبنانية، بعد شكاوى استلمتها إدارة المركز الطبيّ عن ضجيج ناتج عن اعمال حفر. وكشفت ان الجيش أجرى قبل نحو شهر أكثر من 40 عملية حفر بغرض الاختبار، لكن هذه الاختبارات لم تسفر عن أيّ شيء.

الخوف من اصوات تحت الارض!

ونقلت الصحيفة عن مصدرٍ في المستشفى، قوله: إن جنود الجبهة الداخليّة الذين كانوا نائمين في مساكن العمال داخل أرض المستشفى أفادوا أنّهم سمعوا أصوات حفر ليلًا واشتبهوا في أنّه قد يكون حفر نفقٍ، وبتوجيهٍ من الجيش حُفرت42 حفرة في محاولة لتحديد موقع النفق. ولحسن الحظ، لم يُعثر على شيءٍ، مُوضحةً في الوقت ذاته أنّ الحفر جرى في مناطق، مثل مواقف السيارات وفي مناطق سكنيّة. بدورها، أكّدت أنّ قيادة الهندسة التابعة للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيليّ انها عملت لعدّة أسابيع على مسح المسارات بوسائل تكنولوجيّة متقدمة، وبناءً عليه «اُستبعدت الشبهة».

«ارض الانفاق» 45 كلم!

وفي سياق متصل، نشر مركز «ألما» الإسرائيليّ تقريرا زعم فيه ان حزب الله أنشأ شبكة أنفاق تربط بيروت والبقاع بجنوب لبنان. التقرير الذي حمل عنوان «أرض الأنفاق»اشار الى أن حزب الله بدأ في مشروع شبكة الأنفاق بعد حرب 2006، بمساعدةٍ من الإيرانيين وشركة من كوريا الشماليّة. وأشار التقرير الإسرائيليّ إلى أنّ مشروع أنفاق حزب الله هو أكبر بكثير من أنفاق حركة حماس بقطاع غزة، حيث يبلغ طول الشبكة مئات الكيلومترات، من بينها نفق بطول 45 كيلو مترًا بين البقاع وصيدا، يمكن من خلاله نقل المركبات بما يسمح لعناصر حزب الله بالمناورة من مكان إلى آخر لتعزيز مواقعه الدفاعية أوْ لتنفيذ هجومٍ في مكان آمنٍ ومحميٍّ وبطريقةٍ غيرُ مرئيّة.

ماذا تتضمن الانفاق؟

ووفقا للتقرير فان أنفاق حزب الله تتضمن، غرف قيادة وتحكم، ومستودعات أسلحة وإمدادات، وعيادات ميدانية، بالإضافة لممرات مخصصة لإطلاق الصواريخ والقذائف المدفعية بجميع أنواعها عبر منافذ مخفية ومموهة تُفتح خلال فترة الإطلاق.

صاروخ «الالماس1»

في هذا الوقت، ساد نوع من الحيرة في اسرائيل حيال احتمال استنساخ صاروخ اسرائيلي من قبل حزب الله وايران، وكشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان الصاروخ الموجه الذي أطلقه حزب الله في اتجاه القبة التجسسية في موقع «رأس الناقورة» والذي حقق إصابات ما وراء خط الرؤية استُنسخ عن صاروخ إسرائيلي سقط بيد حزب الله، فهو يرتفع إلى الأعلى، يبحث عن أهداف مخفية ويطاردها. والألماس، الذي تم الكشف عنه للمرة الأولى في العام 2016، هو نسخة عن أحد صواريخ المضاد للدروع المتطورة في ترسانة الجيش الإسرائيلي وأصل الصاروخ هو عدة صواريخ سبايك إسرائيلية سقطت غنيمة بيد حزب الله في العام 2006».

والمسألة تقدم نموذجاً عن قدرة إيران على تنفيذ استنساخ لذخيرة غربية – كما فعلت بأنواع كثيرة من الصواريخ. ووفقا للصحيفة، فان «الألماس 1» له مدى يصل إلى 4 كلم، لكن ايران عرضت نماذج تصل أيضاً إلى 8 كلم. وقالت ان تطوير صاروخ من هذا النوع هو مشروع معقد جداً يستغرق سنوات، عملت عليه أفضل الأدمغة.

النزول عن «الشجرة» الرئاسية

وفيما يجري السفير السعودي الوليد البخاري مشاورات في الرياض غداة زيارة «الخماسي» للرئيس نبيه بري، وفي موقف لافت يمهد لنزول كتلة اللقاء الديموقراطي عن شجرة الاعتراض على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اذا كانت نتائج زيارة احد اعضاء الكتلة الى السعودية «مثمرة»، أشار النائب مروان حمادة إلى أن زيارة النائبين وائل أبو فاعور وملحم الرياشي الى الرياض، هي بهدف الاطلاع على مستجدات الانباء والانطباعات في المملكة، والاجتماع بالفريق السعودي المعني بالملف اللبناني بعد عودة السعودية الى لعب دور القاطرة في اللجنة الخماسية». وفي ما يتعلق بموقف «اللقاء الديمقراطي» من دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيه، قال: إن كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط واضح، ولا فيتو على أحد ولكن الكتلة لم تجتمع بعد لدرس الخيارات المقبلة؟!

انفراج نفطي

داخليا، وبعد ساعات من البلبلة، انفرجت الازمة مع الشركات المستوردة للنفط بعدما جرى توضيح نص القانون الذي الذي نص على ان الضريبة ستكون على الايرادات وهو ما كان سيؤدي الى افلاسها، هو نص ملتبس، بينما الضريبة المقترحة ستكون على الارباح، ولهذا صدر بيان عن رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس اكد فيه استئناف توزيع المواد النفطية، وقال «تبين لنا أن الضريبة ستكون على الأرباح لا المبيعات وهذه نقطة ايجابية». اما الموازنة التي دعت بموظفي الادارة العامة الى الاضراب احتجاجا على عدم زيادة رواتبهم، فمن المرتقب ان توضع على طاولة مجلس الوزراء الخميس المقبل اذا تأمن نصاب الجلسة.

التعميم 151 الى اين ؟

ماليا، لم يعقد الاجتماع المرتقب بين حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري مع جمعية المصارف للبحث في تعديل التعميم 151 وفي تحديد آلية الدفع عبر هذا التعميم إن كان بالدولار الأميركي الـ «فريش» أم بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف الذي يحدده «المركزي».

وفيما لا يزال صدور التعميم 151 غير محدد، تحدثت المعلومات عن رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحديد «الدولار المصرفي» وفق سعر صرف السوق الموازية، لاعتباره غير منطقي في ظل الظروف الراهنة. إذ إن اعتماد سعر صرف الـ89،500 ليرة يستوجب في المقابل تعديل الرواتب والمعاشات والأجور، لا إبقائها على حالها.

ووفقا لمصادر مصرفية، اذا صدر التعميم بإقرار سحب 150 دولاراً «فريش» شهرياً، فسيوقع المصارف كافة في عجز وستكون على طريق الافلاس، لأنها لن تكون قادرة على تطبيقه الا لاشهر قليلة فقط.

Leave A Reply