تصاعدت التحذيرات من حدوث كارثة إنسانية في مدينة خان يونس جراء نقص الطعام والوقود والمواد الطبية والأدوية في المستشفيات وانعدام الاحتياجات الرئيسة لبعض الفئات من المرضى، جاء ذلك فيما تتفاقم أزمة الجوع والمأساة الإنسانية في باقي أنحاء القطاع في ظل استمرار الهجمات والحصار.
وحذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أمس، من كارثة إنسانية في «مستشفى الأمل» بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وقالت الجمعية في بيان صحفي، إن «مخزون الطعام للنازحين قد نفد وكمية الوقود المتوافرة تكفي لمدة أسبوع واحد فقط لتشغيل المستشفى ما ينذر بكارثة إنسانية».
وأضافت أن «بعض المستهلكات الطبية والأدوية وصلت إلى الرصيد الصفري ومجموعة كبيرة قلت كأدوية الأمراض المزمنة، وذلك تزامنا مع انعدام الاحتياجات الرئيسة لبعض الفئات الخاصة كحليب وحفاضات الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة».
وأكدت أن «جميع محاولات التنسيق لتأمين تحويل مرضى وجرحى من المستشفى لتلقي العلاج خارج المستشفى فشلت، إضافة إلى فشل تأمين الأكسجين الخاص بغرف العناية المركزة والعمليات وتأمين الوقود اللازم لتشغيل المستشفى».
وأشارت الجمعية إلى أن «المستشفى لا يزال يتعرض لإطلاق رصاص كثيف وتمركز الآليات في جميع الاتجاهات حوله التي تمنع حركة سيارات الإسعاف والأطقم الطبية وحركة النازحين من الدخول والخروج منه».
وفي سياق متصل، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، من أن سكان قطاع غزة «يموتون أمام أعين العالم في كارثة فريدة من نوعها».
وأشارت «الأونروا»، في تغريدة على حسابها عبر منصة «إكس»، إلى أزمة الجوع والمأساة الإنسانية اللتين تتفاقمان يوماً بعد يوم بقطاع غزة، في ظل الهجمات المستمرة والحصار. وقالت: «كارثة غير مسبوقة تحدث أمام أعيننا في غزة»، مشددةً على أن «الناس يموتون أمام أعين العالم».
وحتى 30 يناير الماضي، قررت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلها لـ«الأونروا»، بناء على مزاعم بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في هجوم 7 أكتوبر.
كما حذّرت وكالة «الأونروا»، من أن محدودية الحصول على مياه نظيفة والصرف الصحي في قطاع غزة. وأضافت الوكالة الأممية، أن «الماء هو الحياة، فيما تعيش غزة بلا ماء». وأوضحت أن «الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بسبب محدودية عمليات تسليم المساعدات وتدمير البنية التحتية، تعرض آلاف الأشخاص الضعفاء لخطر الإصابة بالأمراض».
وتأسست «الأونروا»، بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.
إلى ذلك، كشفت بيانات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أن حوالي 570 ألف شخص في غزة يعانون الجوع الكارثي، ومن الصعب على الوكالات الإنسانية تقديم مساعدات فعالة، مطالبة بزيادة المساعدات بشكل كبير مع تزايد خطر المجاعة.
وقال خبراء وسياسيون فلسطينيون، إن هناك آلاف الأسر غير القادرة على توفير غذائها اليومي والكثيرين فقدوا حياتهم، خاصة الأطفال والنساء وأصحاب الأمراض المزمنة لعدم توافر الطعام والاحتياجات الأساسية.
وذكر المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الدحدوح لـ«الاتحاد»، أن الوضع الإنساني في غزة فوق الكارثي، وهناك شح في المواد الغذائية اللازمة بشكل كبير يعاني الآلاف من قلة المواد الغذائية التي تعد عنصراً أساسياً بالحياة، مع دخول الحرب شهرها الرابع فإن المشهد يزداد سوءاً، مع عجلة المساعدات البطيئة في الحركة ويدخل القطاع بحدث أقصى 150 شاحنة يومياً، في حين كان ما قبل الحرب يدخل القطاع ما لا يقل عن 500 شاحنة.
بدوره، ذكر متحدث الصليب الأحمر في قطاع غزة لـ«الاتحاد» أن هناك مخاطر مجاعة تلوح في شمال القطاع؛ لأن ما يصل من مساعدات لا يذكر مقارنة بالاحتياجات، مطالبا بالسماح بزيادة الدعم الإنساني بشكل مستمر وبشكل آمن.