الجمعة, نوفمبر 22
Banner

«الخماسية الدولية» تراوح بين مصالح لبنان وتهديدات إسرائيل!

كتبت الإعلامية وفاء بيضون في ” اللواء “

ما من شك أن مروحة الاتصالات والرحلات السندبادية للدول الخمس المعنية بالملف الرئاسي إلى لبنان، لم تؤتِ ثمارها المرجوّة في ظل انكشاف الرؤى المتباعدة لمقاربة هذا الملف، بالتزامن مع تطورات المنطقة بعدما أخذت المواجهات في فلسطين المحتلة وفي شمالها مع لبنان حيّزاً مختلفاً أوشك أن يدفع الكيان للاعتراف بهزيمته، في ظل انفلات جزئي للجبهات المتنقلة بين إيران وأميركا، من الأردن إلى باب المندب، إلى الحدود السورية – العراقية، وسط تزايد التهديدات باتساع المشهد العسكري، بما ينذر بقلب طاولة التسويات الدولية رأساً على عقب.

يأتي ذلك مع استمرار الحديث عن اقتراب موعد الحرب الواسعة مع لبنان، رغم الأجواء المحملة بغيوم بيضاء، تفسح للهدنة مجالاً للعبور، والتي بدأت تتقدم في الساعات الأخيرة، بما يوحي بإمكانيّة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، يتوقع أن ينعكس تلقائياً على الجبهة اللبنانية المشتعلة منذ الثامن من تشرين الأول.

من هنا يزداد الحراك الإقليمي والدولي في لبنان، على المستويين الدبلوماسي والسياسي، في دلالة بأن لبنان عاد إلى جدول الاهتمامات بشكل أو بآخر.

من هذا المنطلق ترصد الأوساط المتابعة زيارات الموفدين الدوليين التي تكثفت خلال الأيام القليلة الماضية، حيث سُجلت زيارتان متزامنتان لوزيري خارجية بريطانيا دافيد كاميرون وهنغاريا بيتر سيارتو، في وقت يتوقع أن يحط وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورني في بيروت مطلع الأسبوع المقبل، وهي زيارات تندرج بمجملها في خانة الدعوة إلى تهدئة الوضع على الحدود الجنوبية، ومنع نشوب حربٍ كبرى مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وسط هذا الحراك، ترصد الأوساط نفسها انخراط الملفات السياسية الأخرى ضمن جدول الحراك الإقليمي والدولي حول لبنان؛ فبعد إعطاء اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني جرعة تفعيلية لحراكها، وهي التي تضم ممثلين عن كل من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، حيث كانت باكورة عملها المتجدد، اللقاء الذي جمع سفرائها في لبنان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل ترقب لاجتماعها الذي يُتوقع أن يعقد قبل منتصف الشهر الجاري في إحدى العواصم، والتي يرجح أن تكون الرياض. وبين تسريع وتيرة اللقاءات، وتوسيع حلقة المشاورات داخلياً وخارجياً، المتزامنة مع اصطدام واضح للهدنة المرجوة بحائط الكيان وشروطه، ورؤية الفصائل الفلسطينية، لا سيما حماس، وشروطها يبدو أن عجلة المساعي ستراوح مكانها بانتظار جلاء المشهد الميداني جنوباً، بعد اعتماد قادة الاحتلال سقفاً عاليًا من التهديد، وفصل أي وقف لاطلاق النار في غزة عن جبهة الجنوب اللبناني بغية تحصين شروطها المتعلقة  بتنفيذ القرار الأممي ١٧٠١. من هنا تتقاطع مصالح البعض وتتعارض عند البعض الآخر. ففي وقت تريد دول الخماسية برمّتها المجيء برئيس يمهّد الطريق إلى التطبيع مع «إسرائيل»، ولو كان بعيد الأمد، وتأمين الحدود مع فلسطين المحتلة. أطراف أخرى، وعلى رأسها إيران، ومعها حركات المقاومة في لبنان وبقية الساحات، تريد إقفال كل طريق يؤدي إلى تحقيق مطالب «إسرائيل»، فما لم تأخذه «إسرائيل» بالسلم لن تاخذه بالحرب. لذلك يرى العارفون بتفاصيل المسعى الدولي، أن جبل الحراك الدولي إن تمخض فحتماً سيولد فأراً، إذا لم تتمكن هذه الدول من إنزال قادة «إسرائيل» من على الشجرة، وإذعانهم منصاعين للقرارات الدولية بكل مضامينها، قبل تفسخ أغصان حكومة نتنياهو وتفرقها بين يمين ويمين متطرف، تمهيداً لبلوغ العد العكسي رقماً إضافياً في انهيار الكيان برمته. فهل يستمر ترنح الخماسية الدولية أم أن الدخان الأبيض بات قريباً تصاعده من قصر بعبدا؟

Leave A Reply