كتبت صحيفة “الجمهورية”: في انتظار استقبال مزيد من الموفدين الدوليين لا شيء متوقعاً هذا الاسبوع على مستوى الاستحقاقات الداخلية، فيما تحل بعد غد ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وما يتوقّع أن تشهده من مواقف قد تحمل مؤشرات على الآتي من تطورات في شأن هذه الاستحقاقات، وقد وصل الرئيس سعد الحريري مساء امس الى بيروت استعداداً لإحياء هذه الذكرى. في وقت غادر وزير الخارجية الايراني الى بلاده عن طريق سوريا متحدثاً عن حل يجري اعداده ومحذّراً من محاولات اسرائيلية الى إجهاضه سواء بالتهديد باجتياح رفح جنوب قطاع غزة او جنوب الليطاني على الجبهة الجنوبية اللبنانية.
في ظل جمود المساعي إن لم يكن فشلها في تهدئة الوضع على جبهة الجنوب، متزامناً مع الجمود على جبهة الاستحقاق الرئاسي إنتظاراً لحراك جديد للجنة الخماسية سواء على مستوى اجتماع لممثليها في الخارج او على مستوى حركة سفرائها في بيروت فرادى او مجتمعين في اتجاه القوى السياسية خلال الاسبوع الحالي والمقبل، تصاعدت المواجهات جنوباً بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي خلال اليومين الماضيين، وبلغت حداً خطيراً يُنذر بتوسع المواجهة خصوصاً بعد الغارة الاسرائيلية على بلدة جدرا في منطقة اقليم الخروب الشوفية الواقعة على عمق 60 كيلومتراً من الحدود الجنوبية.
امّا على مستوى حركة الموفدين فكان البارز زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين اميرعبداللهيان لبيروت، حيث التقى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وعدداً من قادة الفصائل الفلسطينية، قبل ان يغادر امس الى دمشق حيث استقبله الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي معلومات «الجمهورية» ان عبد اللهيان نقلَ الى الذين التقاهم اجواء المفاوضات الجارية حول وضع غزة وصفقة تبادل الاسرى، مشيراً الى احتمالات ايجابية لتحقيق حل سياسي. واكد ان ايران لا ترغب التصعيد في المنطقة، لكنه حذّر من استمرار الحرب، واكد ان حركة «حماس» قادرة على الصمود لمدة طويلة، موضحا ان بلاده تدعم الموقف اللبناني بتطبيق شامل للقرار الدولي ١٧٠١ مثلما يطلب لبنان.
وقد شدد عبداللهيان بعد لقائه نصرالله على أن «في كل مبادرة سياسية، يتعيّن اعتبار دور الشعب الفلسطيني وإجماع القيادات والمجموعات الفلسطينية، الركيزة الأساسية». فيما أكد نصرالله خلال اللقاء أنّ «الجيش الاسرائيلي يعيش في أزمة استراتيجية، ولم يحقق أيّاً من أهدافه في الميدان»، مشيرا الى أنّ «المقاومة باتت تشكل عنصراً مهماً في المعادلات الإقليمية ولا شك في أن انتصار الشعب الفلسطيني والمقاومة «أمر حتمي».
امّا ميقاتي فوصف الأوضاع في المنطقة «بالمتغيرة والمعقدة»، مشددا على «أهمية قضية غزة وفلسطين، وعلى ضرورة استمرار الجهود الرامية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة». وأضاف: «إننا نتطلّع إلى السلام والاستقرار في المنطقة، ويجب بذل الجهود لإنهاء الحرب على غزة وإزالة خطر توسيع نطاق الحرب في المنطقة».
ميقاتي – الراعي
في مجال آخر، وفي جلسة صباحية عقدت في السرايا الحكومية السبت برئاسة ميقاتي، أقرّت الحكومة مرسوم المعاملات الإلكترونية والمعاملات الشخصية، وكلّفت وزير المهجّرين متابعة ملف النازحين ورفع تقرير لمجلس الوزراء. ووافق مجلس الوزراء على رفع بدل النقل للقطاع الخاص إلى 450 ألف ليرة لبنانية.
وفي مداخلته خلال الجلسة رد ميقاتي على مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس مار مارون حول «الدويكا»، وصلاحيات رئيس الجمهورية. فقال: «هناك موضوع يثير لديّ الحساسية المفرطة، ويتعلق بالحديث الذي يتم تداوله عن الاستئثار بإدارة البلد والدويكا وما الى ذلك من كلام لا يمتّ الى الحقيقة بصلة. وفي هذا المجال اكرر القول إنني غير راغب في أخد دور أحد أو الحلول مكان أحد، وعندما يكون هناك فراغ فالعتب واللوم يجب ان يوجّه الى من يتسبّب بهذا الفراغ لا على من يسعى لإدارة البلد لمنع التأثير السلبي للفراغ. نحن نكرر الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت، واذا كنّا نتولى اليوم صلاحيات رئيس الجمهورية ودوره كحَكم بين جميع اللبنانيين، فحينما يشعر أحد أن هناك جنوحاً ما أو تجاوزاً ما، فليلفت النظر الى ذلك على طاولة مجلس الوزراء بعيداً عن المنطق الطائفي البغيض، لأنّ الاساس ان نتحدث بعضنا مع بعض ونتوصّل الى الحلول المرجوّة لما فيه خير جميع اللبنانيين لا طائفة وحدها، او فريقاً بمفرده».
ورد المكتب الاعلامي لميقاتي امس على الحملة التي يتعرض لها منذ صدر قرار مجلس الوزراء بتعيين اللواء حسان عودة رئيساً لأركان الجيش، «حيث انبرى عدد من السياسيين والصحافيين الى شن حملة على القرار واتهام رئيس مجلس الوزراء والحكومة بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية والانقلاب على اتفاق الطائف».
واوضح المكتب في بيانه ان ميقاتي «لم يَستشر رئيس مجلس شورى الدولة في شأن مسألة التعيين، ولم يحصل اي تواصل بينهما بشأن هذا الملف او غيره». وقال: «لقد كان ميقاتي واضحاً في مقاربة هذا الملف لدى عرضه على مجلس الوزراء، حيث شرح الاسباب الموجبة للقرار وضرورته لضمان استقرار مؤسسة الجيش، بعدما امتنع معالي وزير الدفاع عن القيام بواجبه في هذا الملف. وكان ضروريا ان يقوم مجلس الوزراء، بما له من سلطة جامِعة، باتخاذ القرار المناسب. واذا كان القرار لا يعجب البعض، فهناك عدة طرق قانونية يمكن سلوكها للطعن به، كما انّ الحكومة سوف ترضخ لأيّ قرار قضائي قد يصدر في هذا الصدد في حال تقديم اي طعن».
وشدد البيان على «ان الحملات الاعلامية الممجوجة التي تشن على ميقاتي والحكومة في هذا الموضوع تفتقد الى الصدقية والحجة، وهدفها العراضات الاعلامية، بما يثبت ان البعض يفتش عن حيثية مستقلة او ينصّب نفسه وصيّاً وقيّماً على عمل الوزراء والوزارات وعلى حقوق الطائفة التي ينتمي اليها».
الراعي
وكان البطريرك الراعي قد طالب المسؤولين اللبنانيّين بـ«القيام بواجباتهم تجاه المرضى والمستشفيات والمستوصفات ودور المسنّين ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصّة». وأكّد، في عظة الأحد في مستشفى الكرنتينا الحكومي الجامعي لمناسبة «اليوم العالمي للمريض العالمي»، أنّ «هؤلاء المسؤولين لم يستطيعوا إتمام ما يترتّب عليهم من واجبات، مثل دعم الدّواء أوّلًا، إيفاء الديون المتوجّبة لهذه المؤسّسات، وإخراج البلاد من أزماتها المميتة، من خلال انتخاب رئيس للجمهوريّة، الذي هو مدخل وحيد وأساسي لحلّ الأزمة السياسيّة المتسبّبة بالأزمات الأخرى الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة والتّجاريّة».
وتوجّه البطريرك الرّاعي إليهم بالقول: «كفى مخالفات للدستور، ومخالفات قاتلة للدولة، من أجل مصالح فرديّة أو فئويّة أو حزبيّة أو سياسيّة»، مشدّدًا على أنّ «كلّ هذه المصالح مُدانة ومرفوضة، فابدأوا أوّلًا بانتخاب رئيس للجمهوريّة لكي تنتظم كلّ المؤسّسات». واعتبر أنّ «الدستور معطّل عمدًا، ونتوجّه إلى الضّمير الوطني لرئيس وأعضاء المجلس النيابي، لعلّ وخزّ الضّمير يستحثّهم».
عودة
من جهته، لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في قداس الاحد امس، إلى «أنّنا منذ عقود لا نرى سوى من يستبيح سيادة الوطن ويجعله مطيّةً، إمّا لمطامعه أو لجهات تستغلّه لمصالحها، حتّى أصبح ورقة مساومة في يد الأقوياء يستعملونها لما يناسبهم. كما نرى مَن يُسخّر خيرات الوطن لخيره، أو من يستبيح كرامة أبنائه لغايات، ومن يغتال مفكّريه وأحراره، ومن يقحمه في حروب رغم إرادة معظم أبنائه». وشدد على «أنّنا بحاجة إلى رئيس يتولّى مع حكومته بناء المؤسّسات، وتعيين الأكفّاء في مراكز القيادة، من دون محاباة أو محسوبيّة، لكي يقوم كلّ مسؤول بواجبه من أجل المصلحة العامّة».
بوصعب
وكان كلام ميقاتي وتعيين مجلس الوزراء رئيساً لاركان الجيش من دون موافقة وزير الدفاع وفي ظل شغور رئاسة الجمهورية، قد أثار ردود فعل عنيفة ابرزها من نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، الذي قال بعد زيارته رئيس المجلس نبيه بري: «أصبحنا نرى تمادياً كبيراً جداً لرئيس الحكومة في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، والأخطر منه الصلاحيات التي بدأ يعتدي عليها، وهي صلاحيات بعض الوزراء، لماذا أقول «بعض الوزراء» لأنه أكيد لا يتصرف بالطريقة نفسها مع جميع الوزراء، وكما سبق وقلت من المجلس النيابي وسألته لو كان الوزير غازي زعيتر هو وزير الدفاع هل كنت تصرّفت معه بهذه الطريقة؟ وأنا وقتها كنت أعرف لماذا قلت هكذا، واليوم وصلنا الى هذه المشكلة، ويقول رئيس الحكومة أنه لا يسعى لأخذ دور أحد مثلما سمعنا اليوم ونحن صدقنا، ولكنه يوجّه رسائل في اتجاه المرجعيات الدينية ليقول لها أنا أقف على خاطرك في بعض الأمور، ولكنه يقف على خاطرها في بعض الأمور الثانوية، أما الأمور السياسية الأساسية مثل الاعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية وبعض الوزراء طبعاً، فإنه يُمعن في موضوع التعدي على صلاحيات كهذه. واضاف: ان ما يقوم به (رئيس الحكومة) هو نسف لدستور «الطائف»، وهو سيتحمل مسؤوليته، وهذه سابقة خطيرة ما سبق لأحد أن تصرّف مثلما يتصرف هو، وهذا استفزاز لشارع طويل عريض. أنا لا أتكلم أبداً من منطق طائفي أو مذهبي، ولكن أرى ردات الفعل. ونصيحتي لرئيس الحكومة انه اذا تواصل مع المرجعيات الدينية فليس هذا معناه أنه أصبح لديه رضى أو غطاء لكي يتصرف، لأن حتى المرجعيات الدينية لا تقبل بالتصرف الذي حصل في الحكومة وبهذا الشكل».
جنبلاط
في غضون ذلك أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط تضامنه مع موسكو في مواجهة توسّع حلف «الناتو» باتجاه روسيا، مؤكدا أهمية احترام اتفاقات مينسك.
وقال جنبلاط في حديث لبرنامج «نيوزميكر» انه «من النقاط التي جرى النقاش حولها مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هي أنّ كذبة كبيرة خرجت من أوساط غربية مفادها حلّ الدولتين، وكان موقفي واضحا وتطابقَ مع موقف لافروف».
وردا على سؤال، أجاب جنبلاط: «نريد ونوافق على تطبيق القرار 1701، لكن لا يكون هذا التطبيق إلّا بالاتفاق بين «حزب الله» والقوى اللبنانية، ومن خلال الدولة، وتعزيز الجيش اللبناني كي يملأ الفراغ في هذه المنطقة، شرط أن نطبق الأمور نفسها على إسرائيل». واضاف: «حزب الله والجمهورية الإسلامية ليسا في وارد توسيع الحرب، لكن علينا أن نسأل الفريق الآخر، أيّ إسرائيل وكلّ من يدعمها، الغرب والولايات المتحدة بالتحديد».
وعن سؤال حول عدم توسّع «حزب الله» في الحرب من أجل تسهيل وصول سليمان فرنجية إلى بعبدا؟ أجاب جنبلاط: «لم أسمع بهذا الموضوع، وليس بأمر يعنيني، كوني أتحدث كمراقب من بعيد، وما يقرره اللقاء الديموقراطي والقوى السياسية بالتوافق. هذا شأنهم وليس شأني». ولفت إلى أن «العلاقة إيجابية مع «حزب الله» ومع كل فصيل لبناني أو غير لبناني يقاوم إسرائيل». وتابع: «موقفي واحد وثابت وهو محاولة عدم استدراج لبنان لحرب واسعة، وتطبيق القرار 1701، والعودة إلى قرار الهدنة من قِبل جميع الفرقاء ما يوفّر الكثير على لبنان». وأضاف: «نتمنى أن يتوصّل دور الدول العربية مع روسيا وأمير كا إلى وقف إطلاق للنار في غزة لدى الأمم المتحدة».
وشدد على أن «اللقاء الإيراني ـ السعودي إيجابي إذ خفف من التشنج الإيراني – السعودي، ونتمنى أن ينتج علاقات أفضل تنسحب من اليمن إلى لبنان».
مؤتمر ميونيخ للأمن
على صعيد آخر، علمت «الجمهورية» أن ميقاتي يستعد للتوجه الى ميونيخ بعد غد الأربعاء على رأس وفد يضم اليه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وعدداً من المستشارين للمشاركة في اعمال «مؤتمر ميونيخ للأمن والتعاون» بنسخته الواحدة والستين منذ انطلاقته العام 1963، والمخصّص هذه السنة للبحث في الأزمات الدولية في ضوء ما يجري من أحداث في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان وتداعياتها امتدادا الى البحر الأحمر واليمن وفي سوريا والعراق. بالإضافة الى ملفات دولية كبرى مختلفة منها ترددات الحرب في اوكرانيا بعدما كان مخصصا العام الماضي لهذه الازمة وتداعياتها المختلفة، ذلك انّ المؤتمر الذي سبقه كان منشغلاً بالترتيبات العسكرية الروسية التي كانت جارية في محيط أوكرانيا بعد ضَم جزيرة القرم الى روسيا قبَيل إعلان الحرب عليها بعد أيام قليلة من انتهاء أعمال المؤتمر.
وسيتناول المؤتمر ايضا قضايا أخرى تعني الأمن والسلام الدوليين، ومنها ما يتصل بقضايا المناخ والعلاقات بين الغرب والشرق والمواجهات المحتملة في بحر الصين، إضافة الى ما يَعوق إمدادات الطاقة في العالم في ضوء العقوبات المفروضة على بعض الدول ولا سيما منها تلك التي طاوَلت إنتاج روسيا وإيران من صادراتها من النفط والغاز والمشتقات النفطية وما تسبّبت به أحداث البحر الأحمر من اعاقة للتجارة الدولية.
تحضيرات حكومية
وعليه، فإنّ غياب رئيس الحكومة حتى نهاية الاسبوع يلغي احتمال عقد جلسة لمجلس الوزراء سيبقى موعدها رهن الترتيبات التي ستُتخَذ لتلبية ما يمكن توفيره من مطالب موظفي القطاع العام من مدنيين وعسكريين وفي الوزارات والمؤسسات العامة والمتقاعدين.
وعلى خلفية إرجاء الحكومة البت بهذه الزيادات، من المقرر ان تستضيف السرايا الحكومية ووزارة المال هذا الأسبوع سلسلة اجتماعات مع ممثلين عن قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي والمتقاعدين بمشاركة من يرغب من الوزراء، وفق ما اعلن رئيس الحكومة في مستهل جلسة مجلس الوزراء السبت الماضي مع الوعد بإمكان التوصّل الى حلول تنصف جميع العاملين في القطاع العام عسكريين ومدنيين والمتقاعدين ايضاً.
وكما بات معروفاً فإن هناك مجموعة اقتراحات بوشر البحث فيها ودفعت عددا من الهيئات الادارية والمتقاعدين العسكريين الى تعليق تحركاتهم الاعتراضية.
تصعيد الجنوب
على الجبهة الجنوبية لم يوقِف العدو الاسرائيلي اعتداءاته العنيفة على لبنان، واستهدف يوم السبت عمق المناطق اللبنانية خارج الجنوب بغارة على بلدة جدرا في اقليم الخروب القريبة من صيدا متجاوزاً كل الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك، ما ادى الى سقوط شهيدين. كذلك استهدف بلدتي الناقورة وحولا ما ادى الى سقود ثلاثة شهداء احدهم في الناقورة واثنان في حولا، وهما العسكري في قوى الأمن الداخلي علي محمد نمر مهدي، وموظف البلدية حسين موسى ابراهيم بالإضافة إلى جرح 7 آخرين.
وحول الغارة على بلدة جدرا، فقد استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة في البلدة ادّعى العدو انه كان فيها احد مسؤولي حركة «حماس»، ما أدى الى سقوط الاصابات التي تضاربت المعلومات حول عددهم بين اثنين وثلاثة واربعة. لكن رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي قال لقناة «الميادين»: «ان أحد شهداء القصف لبناني وشهيد آخر سوري يدعى م. ع». واكد «أن الاعتداء الذي طاولَ بلدة جدرا هو اعتداء على كل لبنان، واسرائيل هي عدو يستهدف كل لبنان». أما الجرحى فهم «ع. ن» وهو عسكري مصاب بإصابة طفيفة تمّ نقله إلى مستشفى سبلين، و ع.غ نقل من مستشفى سبلين الى الرسول الاعظم، بالإضافة إلى س.ع سائق السيارة المستهدفة، وهو فلسطيني.
ونقلت وكالة «رويتر» عن أربعة مصادر امنية قولها ان «شخصية فلسطينية قريبة من «حماس» نجَت من غارة إسرائيلية على سيارة في منطقة جدرا، على بعد نحو 60 كيلومترا داخل الأراضي اللبنانية، الا انها اسفرت عن مقتل 3 آخرين». وقال «مصدر إسرائيلي» لقناة «سكاي نيوز عربية»: ان باسل صالح الذي نجا من الاغتيال في جدرا مسؤول عن التجنيد لمصلحة حركة «حماس».
لكن «المقاومة الاسلامية» نعت «الشهيد المجاهد خليل محمد علي فارس «حمزة» مواليد عام 1969 من بلدة عيترون في جنوب لبنان وسكان بلدة جدرا في جبل لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس». اما الشهيد السوري فقد صادف مروره على دراجة نارية قرب السيارة اثناء الغارة.
ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية القصف الذي طالَ بلدة جدرا بـ»عملية القتل والتصفية غير العادية».
واستمرت المواجهات طوال نهار امس، فشَنّ الطيران الحربي الاسرائيلي فجراً غارة على وادي «الدلافة» في بلدة حولا. وسجل صباحاً قصفٌ مدفعي استهدف منطقة «البرج» في أطراف بلدة كفرشوبا، بينما قصفت دبابة ميركافا محيط الحارة الشمالية لبلدة كفركلا.
وظهراً، وصلَ تحليق الطيران الحربيّ الاسرائيلي على علو مرتفع الى اجواء مناطق البترون وكسروان وإقليم التفاح وطرابلس وبعلبك والهرمل، في خرقٍ مُتمادٍ للسيادة اللبنانية. ونفّذ منذ العاشرة والنصف صباحاً غارات وهمية في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح على علو متوسط.
وقرابة الثانية بعد الظهر أغار على منطقة بين بنت جبيل ويارون في القطاع الأوسط، ثم اغار على بلدة شيحين حيث افادت المعلومات عن سقوط شهيدين، وعلى جبل بلاط واطراف بيت ليف ويارون. فيما استهدف قصفٌ مدفعي اطراف الناقورة وعلما الشعب وشيحين والجبين وطير حرفا وكفرحمام.
ونفذت المقاومة عددا من العمليات، جاء كالآتي: تجهيزات تجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وإطلاق صواريخ في اتجاه موقع الرمثا في مزارع شبعا المحتلة و»المنارة» و»يفتاح›» في الجليل الأعلى. وأعلنت قناة 12 العبرية مساء عن إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان في اتجاه مستوطنة «المنارة» في إصبع الجليل.
كذلك استهدفت المقاومة تجمعاً للجنود الإسرائيليين في مثلث الطيحات والتجهيزات التجسسية في موقع العباد وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وتجمعاً للجنود في جبل نذر.
وبثت الإذاعة الإسرائيلية امس انه «ليس هناك مفر لإسرائيل من الحرب مع «حزب الله». وقالت: «لن يكون أمام الجيش الإسرائيلي مخرج من الحرب مع «حزب الله»، وأن الحرب هي السبيل الوحيد لإعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم». واضافت: «انّ الحرب بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي مجرد مسألة وقت».