فتى الجنوب .. ملاك
استودعتك الله وقبّلت يديك والجبين
لعينيك الجميليتن أيها الحبيب ..
لاسمك الذي عانَقَ السّحاب شموخاً وعِزّاً
لبسمتك الدافئة الهادئة ..
لروحِك التي سابَقَت نجومَ السماء ..
لعنفوانك والشجاعة
لاندفاعك والرجولة،
لكلِّ تفصيلٍ فيكَ يا محمد،
أيّها المهذّبُ الباسل والملتزمُ الخلوق
ألفُ تحيةٍ وسلام ..
عَمّا أحدِّثُ وأتكلّم وماذا أتذكّر وكيف لي أن أسردَ ..
كيف لي أن أكتبَ وأرثيك وقد ارتحت من همِّ الدنيا وغمِّها وسنين عمرك واحد وعشرين ربيعاً !
هل حان موعد العرس الأبيض؟ أم أنّك اشتقت للّحاق بركب السّعداء، لعلّك لَبّيتَ نداء هل من ناصر !
فتى الجنوب ملاك ..
استعجلتَ الطريق للقاء الله،
تركتَ خلفَك الكثير من الحكايات ..
وسافرت نحو العشق الأبدي،
محمّد أيّها الملاك الذي أحزنني، وأحنى ظهري
وأبكاني دموعاً من فخر،
بكيتُ كثيراً لفقدِك وخسارتك،
لربيع عمرك الذي لم يُزهر بعد،
بكيتُ لكلّ الأشياء،
لكنّي بنظرةٍ خاطفة استرحتُ بالنظر إليك، اطمأنَّ قلبي حيث أنت، استأنستُ عندما سمعتُ الوافدين يتهامسون: ملاك اسمٌ على مسمّى تأْلَفُ وجهَهُ وكأنّك كنت تعرفه منذ زمنٍ طويل ..
ماذا عساي أقول: هنيئاً لنا بك أيّها الشاب الطموح المكافح الهُمام الذي يتواجد أين حَلَّ الواجب.
استودعتك الله وقبّلت يديك والجبين، أسألك الدعاء للمؤمنين وللجنوب وللقرى التي غذّتها دماؤك ..
أيّها الراحل على درب الإمام الحسين (ع) أيّها القمر المشرق في ليالي الأقمار مولانا أبي عبدالله الحسين وأبي الفضل العباس وزين العابدين عليهم السلام،
هنيئاً لكَ ما نِلتَ يا ملاكي
بلّغ السلام للأحبّة
وإنّنا على الوعد الذي حُفِر في قلوبنا أن نحفظَ حركتَنا ونكمل المسيرة كما أحببت وأردت، وأن نصون كشّافنا كما أمرت ..
في أمان الله أيها السعيد
صور في ١٢/٢/٢٠٢٤
الشيخ ربيع قبيسي