التقى وفد اتحاد الكتّاب اللبنانيين، في زيارة رسمية أولى، دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، في مقرِّ الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور سعادة النائب الدكتور إيهاب حمادة، لوضعه في أجواء الانتخابات الأخيرة، وخطة عمل الهيئة الإدارية الجديدة، وطلب إقرار مشروع قانون نقابة اتحاد الكتّاب اللبنانيين في مجلس النواب.
وقال الأمين العام للاتحاد الدكتور أحمد نزال، في كلمةٍ، في مستهلِّ اللقاء: “من فلسطين وشعبها المقاوم نبدأ، فهي المبتدأ والخبر، ومن جنوبنا الشامخ الذي يقدِّم الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على المقدّسات والتراث والقيم، والحفاظ على الأرض والعرض من اعتداءات الكيان الصهيوني الغاصب، والسلام للشهداء الذين ينصهرون مع الأرض، ويلتزمون قضايا الوطن والإنسان، للحفاظ على لبنان وطناً نهائيّاً لجميع أبنانئه، عربيّ الانتماء والهوية، وطن المقاومة ووطن الممانعة، في صورة المشهد المزدحم بالتطورات والتحديات على مستوى لبنان والمنطقة.
وأضاف: “أنقل إليكم، يا دولة الرئيس، تحيات الكتّاب اللبنانيين، المجلِّين في المحافل العربية والدولية. وبينما نحن هنا الآن، هناك وفد أكاديمي لبناني يشارك في “المؤتمر الدولي للدراسات القرآنيّة والسيرة النبويّة من منظور الأوروبيين” الذي تنظِّمه “جامعة إصفهان”، ووفد شعري آخر يشارك في “ملتقى جامعة بغداد الثقافي الدولي للشعر الفصيح” الذي تنظِّمه “جامعة بغداد”. وبالأمس عدنا مع وفد ثقافي كبير من حضور “المهرجان الختامي لجائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم” التي تنظمها “جمعية أسفار للثقافة والفنون والإعلام” في العاصمة العراقية بغداد، ومن حضور “مهرجان المربد الدولي” في البصرة.
أقول هذا، يا دولة الرئيس، لأؤكد دور اللبناني الفاعل على المستوى الثقافي في أربع جهات الأرض، يحملون رسالة لبنان: العيش المشترك والوحدة الوطنية والكلمة الحرة والإبداع الخلاق، صنّاع حضارة وروّاد فكر.
هؤلاء الكتّاب متروكون لمصيرهم بلا مركز يأويهم، وبلا ضمان يقيهم شرور الأمراض وغدرات الزمن، وهم يطمحون لكي يكون اتحادهم نقابة تدفع عنهم الأنواء وتؤمن لهم استقراراً صحيّاً واجتماعيّاً يدفعهم إلى الإبداع غير المحدود.
وتابع: “إننا، يا دولة الرئيس، في اتحاد الكتّاب اللبنانيين، لبنانيون مؤمنون بالعيش المشترك، وبالحوار وسيلةً لتجاوز الصعوبات التي تحيط بوطننا لبنان، وعلى رأسها الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يحفظ العيش المشترك واتفاق الطائف وهوية لبنان العربية وعلاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة في محيطه العربي، وعلى مستوى العالم”.
وأضاف: “لطالما كانت مواقفكم يا دولة الرئيس هي مواقف تؤكد أن قوّة لبنان في قوته وشعبه وجيشه ومقاومته، وأن الحوار هو الوسيلة المثلى لتجاوز الصعوبات التي تظهر بين اللحظة والأخرى”.
وختم الأمين العام للاتحاد بالقول: “دولة الرئيس، نثمِّن دوركم الكبير في الحفاظ على وحدة لبنان، نقيّاً مثل قلوب أطفال الشهداء، ونبتهل وإياكم إلى الله، لكي يكون اتحاد الكتّاب اللبنانيين، بتوجيهاتكم وعنايتكم، علامةً فارقةً في تعزيز موقع الثقافة في لبنان، وطن الحرف والإشعاع الحضاري”.
بدوره هنّأ دولة الرئيس نبيه بري الهيئة الإدارية الجديدة على إنجاز استحقاق الانتخابات، متحدثاً عن تألّق اللبنانيين وإبداعاتهم في كل أصقاع الأرض، في السياسة والاقتصاد والطب والتجارة وغيرها، مشدِّداً على ضرورة الترفّع عن صغائر الأمور لما فيه مصلحة الوطن والإنسان.
وفي حديثه عن مشروع النقابة المنوي تأسيسها، وعد الرئيس بري بتحويل مشروع القانون إلى اللجان المختصة لإقراره في مجلس النواب في أسرع وقت. وهو المشروع الذي سيتقدّم به بعض النواب.
كما كان للنائب الدكتور إيهاب حمادة، عضو الهيئة العامة للاتحاد، مداخلة عرض فيها مسيرة الاتحاد وضرورة دعمه لأداء الدور الوطني المناط به على غير صعيد.
وقدّم الوفد لدولة الرئيس بطاقة عضوية شرف في اتحاد الكتّاب اللبنانيين، شاكراً إياه على موافقته على مشروع قانون النقابة، كما قدّم أمين شؤون التراث الأستاذ بسام ضوّ كتابه الجديد “الوعي والمواجهة”، وأمين السر الأستاذ يامن صعب لوحة عبارة عن صورة سماحة السيد موسى الصدر مرسومة بأقواله، وأمين الصندوق الأستاذ طوني مطر قصيدة، إضافة إلى التداول في شؤون ثقافية عامة.