السبت, نوفمبر 23
Banner

زيارة الحريري حرّكت المشهد السياسي

كتبت صحيفة الديار تقول: إتجهت الانظار السياسية الى كلمة الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في مناسبة يوم الجريح، حيث تطرّق الى الوضع في الجنوب وغزّة، واشار الى أنّ 130 يوماً مرّت من العجز «الإسرائيلي» في تحقيق الأهداف في غزّة، و129 يوماً من الدعم في الجنوب واليمن وسوريا والعراق وإيران، وهذه الجبهات مستمرّة مع تواصل الحرب.

واعتبر أن ما نقوم به على الجبهة اللبنانية استجابة للمسؤولية الإنسانية والدينية الملقاة على عاتقنا، لأن ما يحصل في غزّة يشمل كل بشري على الكرة الأرضية، وغير مرتبط بحدود فلسطين أو لبنان أو الأردن أو غيره.

ورأى نصرالله أن المصلحة الوطنية اللبنانية، أن تخرج «إسرائيل» من المعركة مهزومة، أما انتصارها فهو خطر على كل دول وشعوب المنطقة، وبالدرجة الأولى على لبنان، وبالتالي كان يجب فتح جبهة الجنوب لمنع «إسرائيل» من الانتصار. واشار الى ان ثمة فئة في لبنان لها موقف مسبق وعداء مطلق للمقاومة، وهذه فئة ميؤوس منها، وثمة من يقول إن القرار 1701 يحمي لبنان، لكن هذا القرار لا يحمي البلد بل معادلة «جيش شعب مقاومة» هي مَن تفعل.

ودعا نصرالله الموقف اللبناني الرسمي للمطالبة بشروط إضافية على تطبيق القرار 1701، لافتاً الى أن الحرب في الجنوب مستمرة ضمن انضباطية معينة جوهرها موازين الرد.

ميقاتي: نحن مع تطبيق القرار 1701 كاملاً

بدوره اشار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى انّ الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، لكن الاتصالات مستمرة في هذا الصدد، وقال: « سأعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين، خلال مشاركتي في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين، من بينهم المسؤول الاميركي آموس هوكشتاين، لمعرفة أين اصبحنا في مسار التهدئة واعادة الاستقرار».

رأى «انّ التحدي الاكبر امامنا يتمثل بوضع الجنوب، وكل الرسائل التي اتوجّه بها الى الموفدين الخارجيين تؤكد بأننا طلاب أمن وسلام واستقرار دائم في الجنوب، ونحن مع تطبيق القرار 1701 كاملاً، ونريد خطة لدعم الجيش بكل المقومات»، متمنياً ان تنتهي هذه المرحلة الصعبة بالتوصل الى الاستقرار الدائم.

وعن المبادرة الفرنسية أجاب ميقاتي: « نقدّر المساعي الفرنسية لدعم لبنان، لكننا لم نتبلّغ من الجانب الفرنسي ورقة رسمية، بل ورقة افكار طلبوا الاجابة عليها».

إقتراح فرنسي مكتوب لوقف القتال على الحدود

ضمن الاقتراحات والمبادرات الداعية لوقف القتال على الحدود، قدّمت فرنسا اقتراحاً مكتوباً الى المسؤولين اللبنانيين، للتوصل الى تسوية بشأن الحدود المتنازع عليها بين لبنان و»إسرائيل»، بحسب وثيقة اطلعت عليها وكالة «رويترز» تدعو»وحدة النخبة» التابعة لحزب الله للانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود.

وقد سلّم الوثيقة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى الرئيس نجيب ميقاتي، وتهدف الى منع الصراع ووقف إطلاق النار، على ان تجري في نهاية المطاف مفاوضات حول ترسيم الحدود البرّية المتنازع عليها بين لبنان و» إسرائيل».

وتسعى الخطة المكوّنة من ثلاث خطوات الى عملية تهدئة مدتها 10 أيام تنتهي بمفاوضات بشأن الحدود. ويقضي المقترح أيضاً أن يتم نشر ما يصل الى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان.

الى ذلك أشار النائب حسن فضل الله الى انّ حزب الله لن يناقش أي مسألة تتعلّق بجنوب لبنان قبل توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، ورأى انّ إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بفرض شروط. ‏

اجتماع القاهرة بحث تبادل الاسرى ووقف الحرب

في إطار الوساطات الجارية للتهدئة في قطاع غزة، عقد اجتماع يوم أمس في القاهرة بُحثت خلاله مفاوضات بمشاركة الولايات المتحدة و»إسرائيل» ومصر وقطر، بشأن تبادل الأسرى ووقف الحرب، لاستكمال مباحثات «الاتفاق الإطاري»، الذي تم التوصل إليه في باريس الشهر الماضي، نتيجة اجتماعات شارك فيها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

وافيد بأنّ الاجتماع إنعقد في ظل ازدياد الضغوط الدولية للتوصل الى هدنة بين «إسرائيل» وحركة حماس، تتضمّن إطلاق سراح رهائن جدد، بعد إعلان « إسرائيل» عن هجوم وشيك على رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة. بعد ان دعا بنيامين نتنياهو جيشه للتحضير لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، وقد واصل نتنياهو تهديداته، معتبراً انّ الضغط العسكري وحده سيؤدي الى إطلاق سراح جميع الرهائن.

وقبل ذلك بساعات، أعلنت «إسرائيل» أنها تمكّنت من تحرير رهينتين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية، كانا محتجزين في قطاع غزة، خلال عملية ليلية في رفح.

في السياق افيد بأنّ مصر تعمل على خط التحرّك الاقليمي والدولي، للضغط على «إسرائيل» منعاً لتلك العملية، وتجنّب تدهور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، مما سيُلقي بتداعيات على اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين.

‏وليلاً اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن» اننا نعارض أي تهجير قسري لسكان غزة، ويجب ألا تمضي إسرائيل في العملية العسكرية برفح، دون وجود خطة لتأمين سلامة المدنيين»، كما اعلنت محطة CNN نقلاً عن مسؤول كبير» بأنّ المحادثات حول المحتجزين ووقف النار في غزة صعبة ولا صفقة وشيكة بعد».

عبد اللهيان: «حماس» مستعدة للحل السياسي

في موازاة ذلك أعلن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، استعداد حركة حماس للانخراط في حل سياسي، لإنهاء الحرب «الإسرائيلية» على غزة، وقال بعد لقائه وزير الخارجية القطري في الدوحة، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني،» إن «حماس» والمقاومة الفلسطينية أظهروا حسن النوايا للامتثال للحل»، كما التقى عبد اللهيان أمير قطر الذي تسهم بلاده في جهود الوساطة، وأجرى محادثات في وقت لاحق مع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

يوم ساخن جنوباً… كيف جاء الرد؟

ككل يوم تبرز السخونة الامنية جنوباً خصوصاً في القرى الحدودية، حيث لم تهدأ الجبهة على وقع تعرّض القرى والبلدات لعدوان وقصف «إسرائيلي»، منها كوكبا في قضاء مرجعيون، وسط تحليق مساءً للطيران الاستطلاعي فوق الساحل البحري في صور وصيدا ، كما أغار الطيران الحربي على منزل في بلدة يارين ومبنى في ميس الجبل، وعلى بلدة راميا وأطراف عيتا الشعب – محيط خلة وردة، كذلك تعرّضت أطراف عيترون والضهيرة ووادي بيت ليف لقصف مدفعي «اسرائيلي» كثيف.

وكان الجيش «الإسرائيلي» قد أطلق صباحاً نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه جبلي اللبونة والعلام وأطراف بلدة الناقورة وعلما الشعب، وحلق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً الى نهر الليطاني.

في المقابل إستهدفت المقاومة تجمعات للجنود الإسرائيليين، في محيط موقع المرج وقلعة هونين وثكنة ميتات، كما قامت بتنفيذ سلسلة عمليات ضد التجهيرات التجسّسية في عدد من المواقع، وإستهدفت مبنى ‌‏تابعاً للشرطة الإسرائيلية في كريات شمونة بالأسلحة المناسبة وأصابته ‏إصابة مباشرة، ولاحقاُ اعلنت وسائل اعلامية اسرائيلية عن إصابة جنديين جراء إطلاق الصواريخ على كريات شمونة، كما ادى القصف الى انقطاع للكهرباء في أجزاء كبيرة من المستوطنة. وسيطرت المقاومة على مسيّرة ‏إسرائيلية من نوع «سكاي لارك».

لقاءات الحريري و«تعوا ننزل ليرجع»

تصدّر حراك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري المشهد السياسي، لليوم الثاني حيث التقى السفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون، ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على رأس وفد من دار الفتوى، كما التقى النائب الآن عون وسياسيين وفعاليات، على ان يواصل لقاءاته مع شخصيات ديبلوماسية وسياسية واقتصادية وجمعيات أهلية من بيروت والمناطق، حتى يوم السبت المقبل. ومساءً زار رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بيت الوسط، ضمن لقاء فجائي عُقد خلاله اجتماع بحضور النائب طوني فرنجية والنائب السابق غطاس خوري.

وعند الواحدة من بعد ظهر اليوم سيكون موعد إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وستكون لسعد الحريري وقفة على الضريح مع العائلة والمقرّبين، وسط حشد شعبي كبير تحت عنوان» تعوا ننزل ليرجع»، سيبدأ بالتوافد إعتباراً من التاسعة من صباح اليوم الى الضريح، وسيشمل الحضور أيضاً شخصيات سياسية وديبلوماسية وروحية لوضع اكاليل الزهر، ومن المرتقب ان تكون له كلمة في بيت الوسط ودردشة مع الصحافيين.

ومساءً وصلت مسيرة شعبية داعمة للرئيس الحريري الى محيط بيت الوسط، حاملة اعلام تيار «المستقبل» مع هتافات مؤيدة له ولعودته النهائية الى لبنان. وسوف تكون دارة الحريري يوم غد الخميس مفتوحة امام الزوار والوفود من مختلف المناطق.

في السياق افيد وفق المعلومات بأنّ الرئيس الحريري أبلغ فريقه بأنه سيغادر ولن يبقى في البلد، الامر الذي رأت فيه مصادر سياسية متابعة لما يجري في هذا الاطار، بأنّ ساعة عودته لم تحن بعد، طالما لم تغيّر المملكة العربية السعودية موقفها منه، معتبرة بأنّ زيارته هذه السنة لإحياء ذكرى والده أكدت مدى شعبيته، اي أتت ضمن محاولة جسّ نبض للعودة حين تسمح الظروف السياسية.

Leave A Reply