أكّد عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الإجتماعي ماهر الدنا أن الحزب كان قد أعلن عن عودته الى ساحات الجهاد قبل طوفان الأقصى بعد فترة من التغييب وأعلن عنها بشكل كبير، وهو خلال هذه الحرب منخرط بشكل تام ويقوم بواجبه الى جانب مختلف فصائل المقاومة ضمن غرفة عمليات موحدة في مواجهة هذا العدو، مؤكداً أن هذا هو واجبه دوره الطبيعي وهو بمكانه الطبيعي سواء في جنوب لبنان أو في الشام أو فلسطين ضمن خط المواجهة والصراع مع هذا العدو.
كلامه جاء خلال لقاء عبر أثير إذاعة صوت الفرح في صور ضمن برنامج “من الجنوب” مع الزميلة الدكتورة بثينة بيضون.
وقال الدنا أن المقاومة كانت صاحبة الطلقة الأولى في غزة من أجل وقف الإعتداءات على فلسطين وتبييض السجون وكانت تريد القول أن الحالة الدفاعية التي نشأت تحولت الى قوة هجومية لتحرير الأرض المحتلة وليس فقط دفاعية من أجل تحصينها وهنا نجحت المقاومة مع فشل العدو في تحقيق أهدافه، سواء باستعادة أسراه أو القضاء على المقاومة وتهجير أهل غزة الى سيناء، قائلاً أنه بعد الحرب ستنتج المفاوضات ضمانات دولية في هذا الإطار.
ورأى أن العدو يريد احتلال غزة بأي طريقة ولكنه عاجز ومأزوم، ونحن لأول مرة نرى الإسرائيلي مربك، وفي هذه الحرب اليوم الخطر وجودي لهذا الكيان، مؤكداً أن فلسفة الأمن والأمان سقطت.. فالمستوطنين فضلوا حرب أوكرانيا على الحرب في فلسطين وتوجهوا الى أوكرانيا لأنهم وجدوا أن لا مستقبل آمن لأولادهم على هذه الأرض، وهذا هو الانتصار الحقيقي الذي تحدث عنه السيد حسن نصر الله عندما قال ننتصر بالنقاط، كما قال أن هناك مفاجآت تغيّر من قواعد الاشتباك وتغيّر من المعادلات وترسم معادلات جديدة إذا كان هناك حرباً مفتوحة على لبنان.
وأضاف أن “اسرائيل” اليوم تخوض أطول حرب وأطول هزيمة في تاريخها، مؤكداً أن لبنان ساهم اليوم في انتصار غزة كما غزة ساهمت في انتصار لبنان في هذه الحرب، مشيراً الى أن العدو يتردد الى الآن في القيام بحرب مفتوحة على لبنان بسبب خوفه لأن المقاومة صنعت أسلوب ردع قاسٍ مع هذا العدو تحمي به لبنان، مؤكداً أن المقاومة بكل فصائلها من حماس والجهاد الى حركة أمل وحزب الله والحزب القومي و كل من يقاتل وشنّ حرباً على هذا العدو ساهم في تأمين الحماية لهذا الوطن.
وتابع أن المقاومة توجع الإسرائيلي وتعلن عن جزء من العمليات التي تقوم بها فيما العدو الإسرائيلي يبحث عن إنجاز ويسارع الى تبني أي عملية وإن كان غير متأكد من نجاحها وهذا فشل استراتيجي ، وها هو العدو يفشل على عدة جبهات، لافتاً الى أن المقاومة نجحت على كافة الصعد فيما العدو نجح في قتل الأطفال وهو ليس بإنجاز بل أمر يدان عليه أمام المجتمع الدولي.
وتحدّث عن أهمية الإعلام الحربي الذي بيّن أن المقاوم هو إنسان وأن الإسرائيلي يعتقل الأطفال وغيّر نظرة العالم له.
وقال أنه الى الآن المفاوضات مستمرة وهناك احتمالات مفتوحة لكل الخيارات، مشيداً بما يقوم به لبنان الرسمي ومواقف الرئيس ميقاتي و الرئيس بري، فهذه الحماية للداخل اللبناني سياسياً جاءت ردودها إيجابية، مشيراً الى أن الموضوع السياسي قد يأتي بوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار ولكن النار هي من تقول الكلمة الأخيرة ونحن سنكون أصحاب الطلقة الأخيرة بالتأكيد، مؤكداً أن هذه المقاومة سجلت إنتصاراً كما سجل الشعب إنتصاراً.
وتطرق الى الموضوع الرئاسي الذي هو صراع سياسي، قائلاً أن هناك مواقف علنية كما هناك مواقف مخبأة، لافتاً الى أن موقف الحزب القومي يرفض فرض أي خيار سياسي على أي طرف لبناني بالقوة،” ننتصر اليوم بأبناء شعبنا على هذا العدو الذي يشكل خطراً على وحدة لبنان والأمة وترابطها”، داعياً الى طاولة الحوار لتبديد كل الهواجس.
وأكّد أن القوميين كانوا دائماً حيث يجب أن يكونوا، وعادوا اليوم الى ساحات الجهاد بشكل منظم وفعال أكثر، وهو الحزب الوحيد الذي استطاع القيام بمحاربة الفساد داخلياً وعاد الى المسار الى حيث يجب أن يكون وحيث يريده القوميون وهو انجاز حققه برئاسة الرئيس ربيع بنات.
وأشار الى أن حبيب الشرتوني هو بطل من أبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي قام بواجبه تجاه شعبه وتجاه مشاريع مراد منها تقسيم لبنان، وكلنا حبيب الشرتوني ومن الطبيعي تكريمه نفتخر به، فلبنان توحّد بفعل جرأة حبيب الشرتوني على إقصاء من كان يريد أن يقسّم لبنان، فإنجازه وإنجاز غيره من قوميين وغير قوميين حمى لبنان، واليوم هناك آلاف حبيب الشرتوني يتصدون في الجنوب للعدو، و لا داعي للرد على شخص لا يملك قوة حقيقية للمواجهة ، و سامي الجميل لن يغيّر من نظرة الناس الى حبيب الشرتوني، خاتماً أن “أحفاد أنطون سعادة يكملون ما بدأه ومشروعه ينتصر كل يوم لأنه مشروع حياة”.