الإثنين, نوفمبر 25
Banner

“أربطوا الأحزمة”… تذاكر “ميدل إيست” بالدولار قريباً!

باتريسيا جلاد – نداء الوطن

هل فعلاً لم يعد من الممكن شراء تذكرة السفر عبر شركة “ميدل ايست” المملوكة من مصرف لبنان، من خلال بطاقة الإئتمان المحلية بالعملة الأجنبية وحتى الدفع نقداً بالليرة الوطنية؟

سؤال شغل الوسط اللبناني أمس بعيد نشر صحيفة “فاينانشال تايمز” مقالاً أكّد من خلاله رئيس شركة الطيران محمد الحوت أن الشركة “ستتوقف عن قبول الدفع بالدولار الأميركي من الودائع في البنوك المحلية”. مشيراً الى أن الشركة “ستبدأ بيع تذاكرها بالـfresh dollar فقط، أي الدولارات المحولة من الخارج والخالية من القيود المصرفية”.

لم يحدّد الحوت تاريخ بدء العمل بهذا القرار لغاية اليوم ولم يصدر بيان رسمي عن شركة طيران الشرق الأوسط، وقال لـ”نداء الوطن” إن الشركة تسدّد نسبة 85% من نفقاتها نقداً بالدولار من إيجار الطائرات وصيانتها، وكلفة أجرة المطارات، وشراء الفيول. من هنا فإذا كانت ستتابع أداء عملها فهي ملزمة ببيع بطاقات السفر بالدولار نقداً”. مؤكّداً “اعتماد وسيلة دفع ثمن تذاكر السفر نقداً بالدولار عاجلاً أم آجلاً ولكن ليس خلال الأيام المعدودة المقبلة، لأن البديل عن تلك الخطوة هو توقّف أعمال الشركة”.

وكانت مصادر مطلعة في المطار قد أكدت لـ”نداء الوطن” أنّ “العمل بهذا القرار سيؤدي إلى خفض سعر تذكرة سفر الـ”ميدل ايست” بنسبة ملحوظة” قد تصل الى 40 أو 50 في المئة % من سعر البطاقة الأساس بالدولار، حسبما أعلن الحوت، فإذا كان سعرها على سبيل المثال 1000 دولار فستصبح عند الدفع نقداً بقيمة 500 دولار أو 400 دولار تبعاً للوجهة التي تتّجه اليها الطائرة.

أما عن وسائل الدفع التي كانت معتمدة سابقاً من خلال مكاتب السفريات، فأوضح مسؤول واسع الاطلاع في هذا القطاع لـ”نداء الوطن”، أنه “في السابق كانت شركات الطيران تقبل بتقاضي سعر تذكرة السفر من خلال الشيك أو بطاقة الإئتمان ولكن بمبلغ أعلى من سعر تذكرة السفر الحقيقي، وكانت تلك الوسيلة تحظى برضى المسافرين حتى أنهم كانوا يعمدون الى شراء بطاقة الـ”بزنيس كلاس” بسبب عجزهم عن سحب دولاراتهم المودعة في المصارف”. وتابع: “هذا الأمر أتاح لمكاتب السفريات التي لديها فروع خارج لبنان أن تعمد الى حجز تذاكر السفر لزبائنها من لبنان حتى ولو لم يكن مقصدها بيروت، فيسدّد الوكيل قيمة التذكرة شيكاً أو عبر بطاقة الإئتمان، ويقبض من الزبون نقداً Fresh money من خلال ايداعها في حساباته في الخارج. وهكذا جنت مكاتب ووكالات السياحة والسفر الموجودة في لبنان الأرباح الطائلة طالما أنه لا توجد مادة في القانون تمنعها من القيام بهذا الأجراء، فهرّبت اموالاً طائلة الى الخارج رغم توقّف حركة الطيران بسبب “كورونا” ووقف التحويلات من لبنان الى الخارج”.

ولمّا تعاظمت المبالغ المهرّبة الى الخارج، قررت شركات الطيران وقف العمل بالدفع من خلال الـ”لولار” أي الشيكات وبطاقات الإئتمان لحجوزات بطاقات السفر التي لا يكون مقصدها لبنان، ولكن بقيت تلك الوسيلة معتمدةً للحجوزات التي يكون مركز انطلاقها بيروت نحو دولة اخرى.

وها هي اليوم آلية دفع تلك الحجوزات التي تتمّ من بيروت الى الخارج ستجد سبيلها نحو التوقّف، ولن تقبل شركة طيران الشرق الأوسط سوى الدفع نقداً قريباً أو من خلال بطاقة دفع الكترونية عالمية international card، وقد يحين موعد ذلك عند وقف الدعم على المحروقات أي بعد نحو شهر او شهرين حين سترتفع كلفة استيراد النفط، والأرجح بداية شباط 2021.

Leave A Reply