الجمعة, نوفمبر 22
Banner

رؤساء اتحادات الكتّاب في العالم العربي في طرابلس عاصمة الثقافة العربية

وزير الثقافة:

-لبنانُ أوّلًا وكل وطنٍ من أوطاننا أوّلًا، لكنَّ الأمر لن يصيرَ كذلك، ما لم تكن فلسطينُ هي الأولى، وعلى قدم المساواة.

-اسرائيل ثكنة وليست دولة والحل بالعودتين وباجتثاث الاحتلال.

تحت عنوان ” فلسطين مقاومة الهوية والتاريخ ” وبدعوة من وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وجامعة بيروت العربية وبالتعاون مع اتحاد الكتاب اللبنانيين والملتقى الثقافي اللبناني وضمن فاعليات “طرابلس مدينة الثقافة العربية للعام ٢٠٢٤” استضافت جامعة بيروت العربية – طرابلس رؤساء اتحادات الكتّاب العرب حيث تناوب على الكلام كل من الأمين العام لجامعة بيروت العربية الدكتور عمر حوري الذي استعرض مأساة الشعب الفلسطيني المأزوم ودور جامعة بيروت العربية الحاضن للقضايا الانسانية وفي طليعتها قضية فلسطين، ثم كانت كلمات لرؤساء اتحادات العراق علي فواز والجزائر يوسف شقرة وفلسطين مراد السوداني إضافة الى الخورأسقف أنطوان مخايل والأب ابراهيم الدربلي والشاعر جرمانوس جرمانوس الذي ألقى قصيدة في المناسبة الهبت الحضور.

 وحضر الفعالية مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام والنائب اللواء أشرف ريفي والوزير السابق النقيب سمير الجسر والنائب جميل عبود والنائب إيهاب حمادة وممثلة عن النائب فيصل كرامي والدكتوران ناصر والعش ممثلين للنائبين حيدر ناصر وإيهاب مطر والأمين العام لجامعة بيروت العربية الدكتور عمر حوري والأمين العام لاتحاد الكتاب العرب الدكتور علاء عبد الهادي ومدير جامعة بيروت العربية فرع الشمال الدكتور هاني الشعراني ورئيس اتحاد الكتاب في سوريا الدكتور محمد الحوراني وعبد الرحيم علام رئيس اتحاد كتاب المغرب وامين عام اتحاد كتّاب السودان الفاتح حمدتو ورئيس ونائبة رئيس اتحاد الكتّاب لبنان د.احمد نزال والمهندسة ميراي شحادة والرئيس الأسبق للاتحاد الياس زغيب ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق والقائمقام ربى شفشق والرئيسين السابقين لبلديتي طرابلس والميناء احمد قمر الدين وعبد القادر علم الدين ورئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو شوقي ساسين وحشد غفير من الفعاليات الروحية والاجتماعية والثقافية والشباب الجامعي.

في كلمته أشار وزير الثقافة القاضي محمّد وسام المُرتَضى أن ” على هذه الأرضِ ما يستحقُّ الحياةْ

هتافاتُ شعبٍ لمن يصعدون إلى حتْفِهم باسمينَ وخوفُ الطُّغاةِ من الأغنياتْ على هذه الأرضِ: سيِّدةُ الأرضِ أُمُّ البداياتِ… أمُّ النهاياتِ

كانت تسمّى فلسطين… صارت تسمّى فلسطين. سيِّدتي، أستحقُّ، لأنَّكِ سيِّدتي، أستحقُّ الحياةْ”.

أضاف ” فلسطين هي التي تستحقُّ الحياة أوّلًا، لأنَّ حروفَها الستةَ جهاتُ الوجود، ولأنّها الحياةُ الطالعةُ من عصفِ الدمار، والأغنيةُ التي يرتعبُ منها الطغاةُ والغزاة، وإرادةُ الحريّة التي لا يستطيعُ القتلُ اليوميُّ أن يغلبَها. عقودٌ من الاحتلال الصهيوني، عبثَت بأسماء الحجارة فيها، وبتراثِ الزيتون والبرتقال، من إصبَعِ الجليل المبتلِّ بالنّدى إلى قدَمِ النَّقَب المغموسةِ في الماء، وحاولت أن تستبدلَ بالعربية الفصحى لغات الأرضِ التي قدِمَ منها المستوطنون الدخلاء، في مشروعٍ متوحِّشٍ معادٍ للسلامِ والإنسانية، فباغتَه حجرٌ وترصَّده طوفان، فإذا المشروع أضغاثُ هباء، وإذا الدولةُ المسخُ أوهنُ من بيتِ العنكبوت”.

وعن سبات الضمير قال المُرتَضى: ” لعلَّ القراءةَ الصحيحة للتاريخ على ضوء الحاضر، هي التي تقود إلى تَوَقُّعِ ملامح المستقبل. فغزة التي تتعرّضُ لمجازرِ الإبادة الجماعية، في ظلِّ الموت السريريِّ اللاحق بالضمير العالمي الرسمي، إنْ كان له أصلًا من ضمير؛ والتي تعلنُ بصمودِها في كلِّ يومٍ انتصارًا تلوَ انتصار، تذكِّرُنا بأنّ المعاركَ الكبرى في مسيرة الحضارة البشرية، عادةً ما تقتات بالدمار والدماء، ويذهبُ ضحيَّتَها كثيرٌ من الشهداء والأبرياء، لكنَّ النصرَ يكون دائمًا في نهايتها حليفَ الحقِّ وأصحابه ومن يتأمّل ما حدث منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم يجد أن أمورًا كثيرةً من هذا القبيل، على الرغم من الأهوال التي تحيق بغزة وسكانها، أصبحت محطاتٍ على درب النصر الأكيد، نتيجة تضحيات ليس لغير أصحاب الإيمان الحارِّ والإرادةِ الحرّة أن يسلكوها”.

وأوجز المُرتَضى المحطات في خلاصاتٍ أربعٍ هي: ” أوّلًا، لقد أدَّت عملية طوفان الأقصى إلى انهيارِ المنظومتين العسكرية والأمنيةِ في الكيان العدو. فما فعله المجاهدون في طَرْفةِ فجرٍ، لم يكن عمليةً عاديةً، بل تدميرًا لمشروع عسكري استمر بناؤه، جيشًا وأمنًا، على مدى خمسٍ وسبعين سنةً، وكان يُرادُ له أن يكون الأداةَ المباشرةَ للاستيلاء على الشرقِ كلِّه، وترهيبِ شعوبِه واستتباع أنظمته، توصّلًا إلى نهب الخيرات الكامنةِ فيه، بما في ذلك تراثُه غير المادي. فإذا بهذا الجيشِ عاجزٌ بكلِّ ما أوتيَ من قدراتٍ تكنولوجية عن استكشافِ خطَّةٍ مجاهِدة دُبِّرَت في نفقٍ تحت شمسِ غزة، فاضطرَّ إلى الاستنجاد بالأساطيل وحاملات الطائرات، كاشفًا عن هويته الحقيقية التي تؤكد أنه ثكنةٌ عسكرية متقدمة في بلادِنا، وليس دولةً لشعبٍ وفق المفهوم العصري للدول. ولاحقًا أثبتت قيادة هذه الثكنة فشلها العسكري في تحقيق أي هدف من أهداف العدوان المعلنة، فحوّلت حربها إلى عمليات انتقام وقتل بالمجان من دون أيِّ انتصار ممكن”.

وأضاف : ” الخلاصة الثانية تتمثل في هذا الفصل الجديد من الصراع الوجوديِّ مع الكيان المغتصب، والذي أصبح له معنًى آخر مناقضًا للعنوان الذي أُعطيَ له صبيحةَ نشوءِ عدوانه في النصف الأول من القرن العشرين. فعوضًا عن حركات الهجرة المنظمة المتتالية إلى أرضِ فلسطين، تشهدُ اليوم مطاراتُ الأرض المحتلّة حركات نزوح معاكسة، كلٌّ إلى البلدِ الذي منه أتى، وهذا يؤكِّدُ أن الحلَّ الوحيدَ المتاح للقضية الفلسطينية، هو الذي كنا سميناه منذ بضعة شهور حلَّ العودتين بدلًا من حلِّ الدولتين الذي تأباه طبيعة الحياة، ويستحيل تطبيقه في ظلِّ الاستيطان السرطانيّ”.

وعن الخلاصة الثالثة قال المُرتَضى: ” إن المجازر المرتكبةَ في غزة، ضدَّ الأبرياء من نساءٍ وأطفالٍ وشيوخ، وضدَّ المباني السكنية ودور العبادة والمستشفيات والمدارس ومراكز الأمم المتحدة، وضد كلِّ ما ينبضُ فيه عرقُ حياة وشِريانُ كرامة، جعلت شعوب الأرض تتحركُ في الساحات العامة والشوارع تنديدًا بمواقف حكوماتِها ورفضًا للعدوان وتأييدًا للحقّ الفلسطيني الذي تسطِّرُه اليوم الدماءُ والأشلاء. هذا الموقف الشعبي العالمي غيرُ مسبوق في مسيرة الصراع مع العدو ويقتضي البناء عليه والاستفادة من تداعياته الايجابية”.

وأوجز المُرتَضى الخلاصة الرابعة معتبرًا انه ” إثرَ مجازر غزّةَ تهافتَ جنوبُ الأرضِ لنصرةِ قلبِها. فملاحقة الكيان العنصري وقادته أمام محكمة العدل الدولية، من قبل دولة جنوب أفريقيا، سابقةٌ ضد العدو لا مثيلَ لها من جميع النواحي القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية. وأيًّا تكنِ النتيجةُ التي ستصلُ إليها المحاكمات، فلا شكَّ في أنّها ستهزمُ صورتَه التي يدعي بها أنه دولةُ الشعبِ المطارَدِ وسْعَ الأرض، الساعي إلى السلام والديمقراطية في أرض أجداده وسيَظْهَرُ بالبيّنات مقدارُ الوحشية التي يتسمُ بها هذا الاحتلال، في سياساته وممارساته العدوانية، وسيُفتَضَحُ كذِبُ الإعلام الغربي وأدواتِه الإقليمية التي تخفي الحقيقة بجلبابِ الأباطيل. والأهم أن الطرف المدّعي دولةٌ عانت من مثل هذه السياسات والممارسات في تاريخها القريب، وتعرف عن يقينِ تجرِبة معنى العنصرية والإبادة الجماعية”.

وأردف المُرتَضى : ” إنّ الارتكابات التي اقدم وما برح يقدم عليها الصهاينة في غزة، تجعلني ازداد رسوخاً كوزير للثقافة في الجمهورية اللبنانية على موقف سبق لي أن أعلنت عنه، مفاده الدعوة إلى التطبيع والقطع جزماً ويقيناً أنه لا مناص من التطبيع. لكن ما هو هذا التطبيع الذي أدعو اليه والذي اتت احداث غزّة لتثبّتنا عليه؟ التطبيع لغة ايها الاحبة هو إعادة الأمر إلى طبيعته بجعله موافقا للطبيعة. أما الإحتلال الاسرائيلي فهو مخالف للطبيعة مناقض للقيم الإنسانية ومجاف للشرائع الدولية والحقوق الوطنية والقومية، والتطبيع الحقيقي الذي أدعو اليه، والذي أرى أنه لا محيد عنه، يكون بإعادة الأمور إلى طبيعتها، أي بإجتثاث الاحتلال وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق، فلا والف لا للتسليم بالإحتلال أو لتسويق العلاقات معه ايّاً كان شكلها وتزدادُ فكرةُ هذا النوع الصحيح من التطبيع أهمية وراهنيةً كلما ألقت طائرةٌ حممَها على رؤوس الأبرياء في غزّة او الجنوب اللبناني”.

وعن أولوية فلسطين قال : ” اليوم، في طرابلس عاصمة الثقافة العربية، تدفعُنا هذه الخلاصاتُ إلى أن نردِّدَ بصوتٍ واحد: لبنانُ أوّلًا، وكل وطنٍ من أوطاننا أوّلًا، لكنَّ الأمر لن يصيرَ كذلك، ما لم تكن فلسطينُ هي الأولى، وعلى قدم المساواة، لأن الإسرائيلي يرى بدوره، وإن بمعنًى مختلف، أنّ لبنان أوّلًا ولكن في تلقّي العدوان القادم، لأن هذا الوطنَ الصغير، بتنوّعه وعيشه الواحد، يشكّل التهمة الأخلاقية الموجهةَ حضاريًّا إلى الكيان العنصري، والنقيضَ الفاضح لشرِّه. لذلك نحن مدعوون إلى الاستمرار في المقاومة، وبخاصة الثقافية، والى ان نبني وطننا على اسس قويمة وأن نمتّن وحدتنا الداخلية وأن نرسّخ تمسّكنا بقيمنا الجامعة وبعيشنا الواحد وان نستفيد من مقوّماتنا وأهمّها التي تختزنه طرابلس وصولاً الى بناء المجتمع اللبناني الموحّد على تنوّعه المكتفي العزيز المشبَعِ بالفكرِ والوعي والحريّة، والرافضِ لأن تكونَ أرضُه ومنطقته مسرحًا لأعداء الانسانية. وطرابلس التي ردّدت شوارعُها أصداء القضايا العربية منذ قرون، سيمنحُنا عرسُها الثقافي المتمثل بالفعاليات التي ستقام فيها بمناسبة اعلانها عاصمة للثقافة العربية، سيمنحنا هذا العرس المزيد من الثقة بأن عهد الاحتلال آذَنَ بالزوال، وبأن الشمسَ عمّا قريب ستكتبُ فوقَ بوابات المدائن والقرى في فلسطين بأحرفٍ من نور أسماء كنعان وعدنان وقحطان، وأبنائهم من جيل التحرير، وسترتفعُ عاليةً من جديد ضَحِكاتُ الأطفالِ الذين تحتفظُ السماءُ بعويلِ بكائِهم على أقراص نجومِها الزاهرة”.

ألفا

وكانت كلمة الافتتاح للكاتب والاعلامي روني ألفا الذي قال: ” تخيَّلوا لَو أنَّ فِلسطينَ ليسَت وطنًا ولا القدسَ قِبلَةً.تخيّلوا لو لم تكن فلسطينُ والقدسُ موَضَّبَتَينِ بِعنايَةٍ في حقائبِ صَلواتِنا وسجداتِنا، تخيّلوهُما ليسَتا عَلى قابِ نهدَتَين وابتِهال”.

أضاف: تخيَّلوا لو أنَّ المسجِدَ الأقصَى لَم يَكُن على مسافَةِ أُمنيَة طوفان وتخيَّلوا لَو أن كنيسَةَ القيامَة لَم تنتصر بالمسيح. تخيّلوا لو أنَّ الدجّالَ هوَ المنتَظَر

والحقيقيَّ هوَ المنتَظِر، لو صحَّ ذلك لكانت الدعوةُ بلا إسراء والرِّحالُ بلا مِعراج ويسوعُ بلا بيتَ لحم”.

وأردف: ” تخيّلوا حينها عالمًا بلا تنزيل وبشَرًا بلا إنجيل تخيّلوا إذن لا سمح الله خَريطةً بدون فلسطين

وبشريَّةً بِدون الله.كم سيتصحّرُ العالمُ بِدون الله أكبَر بِدون حسبي الله ونعمَ الوكيل..بِدون عصا المسيح يهدم أكشاكَ باعة الحمام والحرام في الهيكل بدون بطرس وبولس والصحابةِ وأهل البيتِ

تخيّلونا بلا بيوت ترنو إلينا

ولا مفاتيح تنتظرُنا ستكون الأرضُ مقفَرةً وباردةً جَرداءَ بلا أخلاق

قاحلةً بِلا وجدان..فحمدًا لله أن فلسطين هنا على قاب قوسين من ” أبانا الذي “على قيدِ أُنمُلَةٍ من بسملةٍ وحمدلةٍ وترتيلة”.

وقال ألفا: ” فلسطين تحفةُ الله

هي هنا بينَنا ولذلك فلسطين هويتُنا. فلسطين هي الفاتِحَةُ في أناجيلِنا وسورةُ مريمَ في قرآننا

هي أرضُ السماء وسماء الأرض..

فهل يُعابُ علينا أننا نعشقُها

ونصلّي لها في كنائسِنا

وجوامعِنا ومساجدِنا وخلواتِنا”؟

وعن حال العروبة قال ألفا: ” نحن راهنًا في بابل أيها الإخوة،حيث نكاد نصيرُ عربًا بلا عروبةٍ ومسلمينَ بلا إسلامٍ ومسيحيينَ بلا مسيحيةٍ

وأقوامًا بلا قوميّةٍ، أوشَكنا أن نحملَ دينَنا بِدون كتابٍ وكتابَنا بِدون إيمانٍ وإيمانَنا بِدون جهاد

ورجاءَنا بِدونِ صَليب”.

واعتبر ألفا ان ” المسيحية والإسلام ديانتان مجاهدتان الأولى كنيسةٌ مقاوِمة والثانيةُ حركةُ جهادٍ مقدّس فَلنُبعِدهُما عن فصائلنا

وفِرَقِنا، لا فرقةَ ناجيةً منّا إلا بنجاةِ فلسطين فماذا فعلنا لها

وماذا فعلنا بها؟ فلسطين مقاومة الهوية والتاريخ لنستعيدَ هويتَنا

وتاريخَنا من هويةٍ مُتَلمَدَةٍ

وتاريخٍ مُصَهيَن”.

أضاف: ” هويتُنا وتاريخُنا من هنا من لبنان حيث عِناقُ الديانتين

فَتعالَوا لا لتتعلّموا منّا بل لنتعلَّمَ سويًّا كيف نستردُّ هويتَنا وتاريخَنا

وحبّذا لو يطأُ المسيحُ أرضَ قانا مجددًا فيحوِّلُ ماءَ عبوديتنا إلى حريّة وحبّذا لو يسري الرسول الأكرمُ مجددًا ويعرِّجُ من جنوبِنا الموجوعِ إلى غزّةَ المتألمةِ

فيعودَ العربُ إلى فلسطين

وتعودَ فلسطينُ الى العرب”.

وقال مخاطبًا رؤساء الاتحادات : ” استَلّوا أقلامَكم أيها السادة.

أقلامُنا آلامُنا في محبرة ومحابرُنا تُخرجُنا من مقابرِنا..لسنا مسؤولين عن دفنِنا ودفنِ قضيتِنا لكننا مسؤولون عن مساعدةِ موتانا

على القيامة من القبور المكلّسَة

وهي قيامةٌ قريبةٌ على مسافةِ صبرِ ساعةٍ على مسافةِ مقالٍ ونصٍّ وكتابٍ، ثورتُنا فلتبدأ من بيروت

قاهرةِ الصهاينة بيروتُنا الصغيرةُ

التي غلبتِ الاحتلال فكيف إذا حضنتها دمشقُ والقدسُ وعمّانُ

وبغدادُ والقاهرةُ والجزائرُ والمغربُ وطرابلسُ وتونسُ وصَنعاءُ وغيرُها من العواصِم؟

أفلا يغلِبُ لبنانُ وفلسطينُ كلَّ العالمِ معكُم” ؟

أضاف: ” فليكن شعارُنا خلال وجودِنا معًا” أقحوانةُ غزّة “.

كلّما همَمتُم بتنشُّقِ عطرِها

فاحَ عليكم عطرُ محمد الدرة

وهند رجب وأمل الدرّ، ألا تكفي جثامينُهم لصناعةِ مقبرةٍ جماعية

ندفنُ فيها القَتَلة”؟

وعن وحشية العدو قال: ” نسمعُ باليوم التالي جرفًا وسحقًا وتهجيرًا

وتجويعًا وفصلًا عنصريًّا، فليكُن يومُنا التالي حريّةً وحقًّا وفلسطينًا

ومقاومةً… لا كمسلمين ولا كمسيحيين ولا كيهود ولا كملحدين..فَلنَعتنقْ إنسانيَّةَ الإنسان التي نشأت وترعرعت في فلسطين فنحن مُنتقصو الإنسانيةِ بِدونها وأصنامٌ بدون قضيتها”.

وختم ألفا قائلًا : ” فلتسقط سطورُنا على هيرودوس قاتِلِ الأطفال يُذبَحونَ فنُحييهِم يفوحُ عشقُنا

من أكفانٍ تغلّفُ نضارةَ نعوشِهم

يأتون إلى أحلامنا من طحين الله

وخبز جوده اللامتناهي يهبون الأمكنة بخورًا تطوّبُهم دماؤهم أوطانَ عزتِنا. هنا سقطوا هنا ارتفعوا هنا تبدأُ الخارطة والكلمات”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Leave A Reply