الأربعاء, ديسمبر 18
Banner

مشروبات شهيرة ترتبط بذاكرة الشعب اللبناني بشهر رمضان

بحسب العرف الشعبي بين اللبنانيين، تعتبر المشروبات الباردة من الأساسيات على المائدة الرمضانية اليومية خلال الشهر الكريم لتروي ظمأهم بعد الإفطار وتمدهم بالسكريات لمنحهم الطاقة والنشاط.

تتنوع هذه المشروبات بين الجلاب وحلاوته وبخوره، التمر الهندي ومذاقه الحامض الحلو، وقمر الدين، ونكهة المشمش اللذيذة، وصولاً إلى عِرق السوس ذي الطعم الحلو والمر في آنٍ معاً.

واللافت أن هذه المشروبات لا تقدم في محلات الحلويات والعصائر فحسب في لبنان، إذ يقبل اللبنانيين على شرائها أيضاً من الأكشاك الخشبية المنتشرة في الأحياء الشعبية.

الجلاب

من أشهر المشروبات الرمضانية في بلاد الشام لاسيما لبنان، سوريا، فلسطين والأردن.

يُقال بأنّ أصله من الهند، لكن لا دليل أساسي على هذا الكلام، إلا أنّه يعد “الشراب الملك” على مائدة اللبنانيين من مختلف المناطق ، فلا يمكن أن تجد منزلاً خلال هذا الشهر خالياً من الجلاب، سواء كان بشكل مركّز يضاف إليه المياه، أم جاهزاً للشراب.

ويُصنّع من دبس الزبيب أو دبس التمر، مع إضافة عصير الليمون والسكر وماء الورد، ويتم وضع البخور المشتعل في إناء يوضع على وجه الشراب ويغطى لعدة ساعات، ثم يغلي على النار حتى يتركّز، وبعد أن يبرد يعبأ في قوارير زجاجية، وتترك لعدة أيام لتصبح صالحة للاستعمال.

التمر الهندي

يأتي في المرتبة الثانية بعد الجلاب في رمضان، فهو يحتل أيضاً مكانة خاصة عند اللبنانيين كونه يتمتع بقدرة كبيرة على روي العطش. وفيقبل الناس على شرائه بوفرة وكثرة إما من المحلات المتخصصة أو من الباعة المتجولين في الأحياء الشعبية.

ويحضّر المشروب عبر نقع ثمار التمر هندي منزوعة البذور في ماء بارد لعدة ساعات، كما أن يتم غليها، لكن الغليان يفقدها بعضاً من مذاقها، وبعدها يتم وضع التمر ونقيعه في الخلاط الكهربائي ومزجه حتى يصبح ناعماً، ثم يصفى من الشوائب ويُحلّى بالسكر، ويشرب بارداً.

قمر الدين

يُقال بأنّ أصله من منطقة الغوطة شمال سوريا، وهو عبارة عن شراب المشمش المجفف، حين تشهر تلك المنطقة بتنوّع أشكال ونكهات مشمشها، ما بين البرتقالي والأبيض الملون بالأحمر، إضافة إلى الأصفر، ولكل منها نكهته.

تضاربت الروايات حول أصل تسمية هذا المشروب، منها أن مخترعه رجل وسيم جداً، يُدعى قمر الدين، فنُسب إليه، ومنها نظرية أخرى تتحدث عن حلول موسم المشمش تزامن مع رؤية هلال رمضان، فكانت التسمية مرتبطة بالقمر.

ويتميز عصير قمر الدين وحتى حلواه الجافة، بمذاق حلو حامض، يسر القلب ويروّح عن النفس، ويوفر لذة لشاربع أو آكله، لذذلك يُقبل عليه الأطفال كثيراً.

عرق السوس

تسبّب هذا المشروب بتبديل إسم أسرة بيروتية كاملة، وتحوّلت من آل الخضر إلى آل “السواس” نسبة إلى جدّهم الأوّل الذي كان يدور في الحارات والأزقة ويبيع شراب “عرق السوس”.

و”عرق السوس” اسم مشتق من اليونانية القديمة، ويعني “الجذر الحلو”، وهو نبات عشبي بأزهار أرجوانية تميل إلى اللون الأزرق، له نكهة حلوة ومميزة، إذ يحتوي على السكر والعديد من الفيتامينات والمعادن.

ويحتل مكانة خاصة على المائدة الرمضانية اللبنانية، وذكره الطبيب العربي ابن البيطار في مؤلفاته حين قال: “أنفع ما في نبات عرق السوس عصارة أصله، فهو دواء لأمراض الحلق، الكبد، المعدة والصدر”.

24 – أبوظبي

Follow Us: 

Leave A Reply