الجمعة, نوفمبر 22
Banner

المقاطعة سلاحٌ فعّال لدعم غزّة.. اللقمة تواجه القذيفة!

كما يُواجه المقاومون والمواطنون العزّل جيش العدو الإسرائيلي الذي يشنّ حرباً مدمرة لا هوادة فيها على قطّاع غزة، بما تيسر لهم من سلاح وباللحم الحيّ، وقبل ذلك وبعده بقوة إرادتهم إلى جانب إيمانهم بعدالة قضيتهم ما ساعدهم على الصّمود أكثر من خمسة أشهر ونيّف في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية، نجح بالمقابل سلاح المقاطعة الذي رفعه مواطنون وناشطون وجمعيات وأحزاب عديدة نظموا حملات في مختلف البلاد العربية والإسلامية وفي أنحاء العالم، حضّت على مقاطعة أيّ شركة أو منتج يساعد دولة وجيش الكيان الإسرائيلي.

عندما انطلقت حملة المقاطعة بأشكال وأساليب عديدة بعد بدء العدوان في 8 تشرين الأول الماضي، شكك البعض في النتائج التي يمكن أن تسفر عنها، وفي مدى تأثيرها على مجرى الحرب العدوانية ضد قطاع غزّة، وهل أنّها ستؤثر وستمثل ضغطاً على الشّركات والمنتجات التي جرت مقاطعتها، وهل ستجبر العدو بشكل أو بآخر على الرضوخ والتوقّف عن عدوانه على خلفية الخسائر التي طالت داعميه.

وذهب البعض في تشكيكه أكثر من ذلك، لجهة تقليله من النتائج المتوخاة لحملات المقاطعة، وأنّ هذه الحملات لن يكون مصيرها أفضل من مصير مكتب المقاطعة التابع لجامعة الدول العربية الذي أضحى عمله شكليّاً نتيجة عدم إلتزام أغلب الدول المنضوية في الجامعة الأمّ بقرار المقاطعة، وبسبب تأثيره المحدود في السنوات الأخيرة.

لكن شيئاً فشيئاً إتضح أنّ حملات المقاطعة هذه فعلت فعلها، وتسبّبت في إلحاق خسائر كبيرة بشركات مختلفة أعلنت بوضوح دعمها لدولة الكيان الإسرائيلي، ومساندة جيش العدو بشكل علني في حربه على قطاع غزّة، بعدما تبين أنّ مقاطعة الشّعوب والأفراد أكثر تأثيراً وفعالية من مقاطعة الأنظمة والدّول، خصوصاً بعدما جرى نشر أسماء شركات ومنتجات على لوائح سوداء وزّعت بشكل كبير على منصّات مواقع التواصل الإجتماعي التي أثبتت فعالياتها في هذا المجال أكثر من وسائل الإعلام التقليدية.

آخر هذه النتائج الإيجابية لحملات المقاطعة كان ما جرى إعلانه يوم أمس من أنّ أسهم شركة “ماكدونالدز” للوجبات الغذائية قد تراجعت قيمتها نحو 10 مليارات دولار منذ مطلع العام الجاري، نتيجة تأثر المبيعات في بعض الأسواق، خصوصاً في منطقة الشّرق الأوسط التي تراجعت مبيعات الشركة ومتفرعاتها فيها بشكل كبير، واعترفت الشركة أيضاً بتراجع في المبيعات في بلدان أخرى مثل الصين وفرنسا، ما يثبت أن المقاطعة نجحت في تحقيق أهدافها بشكل كبير.

الأمر نفسه إنسحب على شركة “ستاربكس” مالكة سلسلة مقاهي بيع القهوة في مختلف أنحاء العالم التي أعلنت بشكل سافر دعمها لدولة الكيان، بعدما نُشرت معلومات أفادت أنّ خسائر الشركة على مستوى العالم قد قاربت 60 مليار دولار، وهي خسائر إمتدت إلى شركات ومنتجات أخرى، شركات المشروبات الغازية مثلاً، ساندت دولة الكيان في عدوانها.

عبدالكافي الصمد – سفير الشمال

Leave A Reply