الإثنين, نوفمبر 25
Banner

بسبب الغلاء.. اللبنانيون يغيرون مكونات الفتوش في رمضان

رغم الغلاء المتواصل.. حافظ الفتوش في رمضان على مكانته ملكاً على مائدة الإفطار في مختلف المناطق باعتباره طبقاً أساسياً يصعب التنازل عنه طيلة الشهر الكريم.

وبعد مرور نحو 4 أعوام على انهيار الليرة، يبدو أن اللبنانيين لجأوا إلى سياسة “التأقلم مع الأمر الواقع”، واعتادوا على الغلاء بعد ارتفاع سعر صرف الدولار من 1500 ليرة لبنانية في2019 إلى حوالى 90 ألفاً في 2024.

وللإبقاء على طبق الفتوش حاضراً طيلة 30 يوماً في رمضان، لجأ البعض إلى تغيير مكوناته واختزالها بما يتناسب مع قدرتهم الشرائية، بسبب ارتفاع أسعار الخضار بشكل كبير في الأيام الأولى من الشهر الكريم.

وكانت أسواق الخضر صباحاً منذ بداية الشهر تغص بالرجال والنساء لشراء الخضار اللازمة للفتوش، في مشهد كان واضحاً من خلال جولة ميدانية لـ 24 على أسواق الخضر في العاصمة اللبنانية بيروت.

تقليص

وقالت لطيفة علوان 51 عاماً÷ إن زوجها وأبنائها الخمسة لا يشعرون بحلاوة الإفطار دون الفتوش، لذلك لجأت إلى “خطة بديلة” لإبقائه على مائدتها رغم ارتفاع سعره. وذكرت لـ24 أنها تنازلت عن نصف مكونات الفتوش هذا العام لإبقائاً على مائدة الإفطار في شهر رمضان.

ومن المعروف تشبيه الفتوش بالحديقة الخضراء لغناه بالحشائش وأنواع الخضر مثل الخس، والنعناع، والبقدونس، والخيار ، والزعتر والبقلة، والجرجير. كما يتزين هذا الطبق بالأحمر بإضافة الفجل والطماطم.

بسعر الجملة

أما الحاج أبو محمد فيرفض التنازل عن مكونات هذا الطبق، ذلك يلجأ إلى التوفير بشراء مكوناته من سوق الجملة في العاصمة المسمى “الحسبة”. وتتولى زوجته تقسيم الكمية الكبيرة من الخضروات التي يشتريها في ثلاجتها وتوزعها على حصص يومية تكفي الأسبوع بكامله.

كمايحرص أبو محمد على شراء البطاطس بالصناديق لا بالكيلو من سوق الجملة، ويقول: “تعتمد مائدة الإفطار اليومية في منزلنا على الفتوش إلى جانب البطاطس المقلية والشوربة”.

لكن الخضروات ليست ما يثقل كاهل أبو محمد، بل سعر “التتبيلة” التي تتكون بشكل أساسي من زيت الزيتون، والذي يشهد سعره ارتفاعاً كبيراً خاصة إذا كان أصلياً وغير مغشوش كما الذي يباع في غالبية السوبر ماركت.

الفتوش الجاهز

لإبقاء الفتوش على مائدة اللبنانيين، اعتمدت المتاجر الكبرى على بيعه جاهزاً في علب بأسعار تختلف حسب أنواع الخضر.

وكانت جيهان حدرج 37 عاماً، موظفة، تشتري هذه العلب الجاهزة بدولارين فقط وتكفي لشخصين، مشيرة إلى أن سعرها مقبول جداً وتغنيها عن شراء الخضر المختلفة.

وتعتبر حدرج في حديثها لـ 24 أن الفتوش المقطع الجاهز ساعدها على توفير الوقت أيضاً لأنها موظفة، وتنهي دوامها قبل الإفطار بنصف ساعة فقط، وتضيف “لا أستطيع الوقوف ساعات طويلة في المطبخ لغسل الخضر وتقطيعها، خاصة أن عائلتي صغيرة وتتكون من زوجي وطفلي الصغير البالغ عامين”.

ارتفاع السعر 3 أضعاف

وعن ارتفاع أسعار الخضر في رمضان، أكد أبو حسان البائع في سوق الحسبة، أنّها ارتفعت 3 أضعاف، بسبب الأوضاع التي يمر بها لبنان. وأشار إلى أنّ خضر الجنوب لا تصل إلى بيروت نتيجة للظروف الأمنية الصعبة، لذلك يستغل التجّار الكبار الفرصة، لرفع الأسعار، ومن يريد الفتوش سيدفع كلفته، في ظل غياب الرقابة الرسمية على الأسعار.

أما محلات الخضر الكبرى في المولات والمناطق الغنية في بيروت، فانفجرت فيها الأسعار، خاصة النعناع، والبقدونس، والكزبرة، والخس، والبصل الأخضر، والبقلة، وسواها، حيث ارتفعت بشكل رهيب.سعر الفتوش بالأرقام

لكن في إطلالة على كلفة الطبق في اول أيام رمضان، كشفت الدولية للمعلومات (هي منظمة غير حكومية لبنانية، أنّ ارتفاع الأسعار الذي يشهده لبنان منذ انهيار الليرة في 2019، رفع كلفة المعيشة بشكل كبير، ومنها كلفة طبق الفتوش للشخص الواحد، لا للأسرة التي أصبحت هذا العام حوالى 288 ألف ليرة.

وقارنت كلفة طبق الفتوش في 2020 وفي 2024، حيث ارتفعت من 4250 ليرة في2020 إلى 287.970 ألف ليرة، في أول أيام شهر رمضان 2024.

Follow Us: 

24 ـ ألين الخولي

Leave A Reply