الأحد, نوفمبر 24
Banner

لبنان يلاقي فرنسا بالاستجابة للحل الديبلوماسي

كتبت صحيفة “النهار” تقول:

شكل الجواب الرسمي اللبناني “المتأخر” على الورقة الفرنسية التي تسلمتها الحكومة اللبنانية قبل فترة من السفارة الفرنسية في بيروت، مؤشرا ديبلوماسيا بارزا لجهة تأكيد الحكومة التزامها تنفيذ القرار 1701 بمعنى التزام الحل الديبلوماسي والإصرار في المقابل على طلب التزام إسرائيل تنفيذ موجبات هذا القرار في ما رآه المراقبون جوابا رسميا، ولكن يعكس أيضا موافقة “حزب الله” ضمنا على هذا الرد. ومع ان مضمون الجواب اللبناني لم يأت مفاجئا ولم يحمل معطيات جديدة عما دأب الرسميون على ترداده منذ اشتعلت ما يسمى “جبهة المشاغلة” على يد “حزب الله” بدعوى مساندة “حماس” في غزة، فان توقيت الرد ومضمونه والإشادة الرسمية بفرنسا ودورها التي حرص وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على إبرازها، اكتسبت دلالات يرى المراقبون انها قد تتمدد الى “استفاقة” الوساطة الفرنسية في ملف رئاسة الجمهورية ولا تقف عند الملف الجنوبي فقط. وهو الامر الذي يتخذ بعدا وسط الاستعدادات لتحرك جديد بارز لسفراء مجموعة الدول الخماسية الأسبوع المقبل في وقت ترددت معلومات غير مؤكدة بعد عن احتمال قيام وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبيروت في وقت قريب.

رد لبنان على الورقة الفرنسيّة جاء من خلال وزارة الخارجيّة حيث التقى الوزير بوحبيب امس السفير الفرنسيّ لدى لبنان هيرفيه ماغرو. وقالت مصادر مواكبة لتفاصيل الردّ ومداولاته لـ”النهار” أنّ الورقة تؤكّد القرار اللبنانيّ المعلن، وهو الالتزام بالقرار الدوليّ 1701، وأنّ لبنان يبحث عن الحلول الديبلوماسيّة.

وبحسب المصادر فإنّ لبنان أكّد ضرورة أن يكون هناك التزام كذلك من الطرف الإسرائيليّ بالقرار الأمميّ.

أمّا عن عودة العمل من خلال اللجنة الثلاثيّة في الناقورة، فقالت المصادر نفسها أنّ الورقة لحظت هذا الأمر، لكنّه مرتبط بانتهاء الحرب في غزّة.

وعمّا إذا كان هناك خلاف بين الورقة الفرنسية والمبادرة التي يقوم بها كبير مستشاري الرئيس الأميركيّ لشؤون الأمن والطاقة اموس هوكشتاين ، أفادت المصادر “النهار” أنّ الاثنين يتكلّمان اللغة عينها، وأنّ الفرق الوحيد بينهما أنّ أحدهما وضع مهلة زمنية والآخر ترك الأمور مفتوحة.

وافادت وكالة “رويترز” ان الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية اللبنانية إلى السفارة الفرنسية في بيروت، تضمنت إنّ بيروت تعتقد أن المبادرة الفرنسية بشأن التطورات العسكرية مع إسرائيل والحدود الجنوبية “يمكن أن تكون خطوة مهمة”، نحو السلام والأمن في لبنان والمنطقة. وذكرت الخارجية اللبنانية، أنّ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، كان “حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار الدائم”، مشيرة إلى أنّ “لبنان لا يسعى للحرب”، لكنه يريد وقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة الأراضي اللبنانية برا وجوا وبحرا. وأضافت أنّه بمجرد توقف الانتهاكات، فإن لبنان سيلتزم استئناف الاجتماعات الثلاثية مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإسرائيل غير المباشرة، “لمناقشة كل الخلافات والتوصل إلى اتفاق بشأن التنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701”.

ولوحظ ان المعلومات الرسمية التي وزعتها وزارة الخارجية إشارت الى ان الوزير بوحبيب شكر السفير ماغرو “على العاطفة والإهتمام الفرنسي الدائم بلبنان حيث لا تريد فرنسا الا الخير والإزدهار للبنان، وسلمه الرد اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، معرباً عن امتنان لبنان العميق للجهود الفرنسية. وقد اتى الرد اللبناني على ضوء أن المبادرة الفرنسية خطوة مهمة للوصول إلى سلام وأمن في جنوب لبنان. وجددت وزارة الخارجية تأكيد الموقف اللبناني الذي لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.”

وبعد ذلك زار بو حبيب رئيس مجلس النواب نبيه بري وكرر: “اليوم تكلمنا عن الدور الفرنسي وأهميته وضرورة أن تبقى فرنسا موجودة، واليوم لديها مبادرة فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج الى المزيد من البحث فيها”. واكد ان الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس بري “على اطلاع” على الرد الذي سلمه الى السفير الفرنسي “وتمنينا ان تكمل المبادرة وهم (الفرنسيون) يفكرون بهذه الطريقة ويريدون الاستمرار وإستكمال هذه المبادرة وهذا مهم لنا أن نتوصل الى نوع من الإتفاق الذي يعطي الحدود الجنوبية الإستقرار الكامل والدائم”.

نصرالله وقاآني

غير ان التطور اللافت الذي تزامن مع الرد اللبناني لفرنسا برز في ملف الوضع الجنوبي تمثل في ما كشفته وكالة “رويترز” امس نقلا عن سبعة مصادر من أنه وسط الهجوم الذي تتعرّض له حركة “حماس” في غزة زار قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني بيروت في شباط للبحث في المخاطر التي قد تنشأ إذا استهدفت إسرائيل “حزب الله” بعد ذلك. وذكرت المصادر لـ”رويترز” أن قاآني اجتمع في العاصمة اللبنانية مع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله للمرة الثالثة على الأقل منذ السابع من تشرين الأول.

وأضافت المصادر أن “الحديث تحول إلى احتمال أن تشن إسرائيل هجوماً شاملاً في لبنان”.وقالت ثلاثة مصادر، وهم إيرانيون من الدائرة الداخلية للسلطة، إن مثل هذا التصعيد قد يضغط على إيران للرد بقوة أكبر مقارنة بما فعلته حتى الآن منذ السابع من تشرين الأول، وذلك فضلاً عن الآثار المدمرة على “الحزب”. وأشارت جميع المصادر، وفق “رويترز”، إلى أنه في الاجتماع الذي لم يعلن عنه سابقاً، طمأن نصرالله قاآني بأنه لا يريد أن تنجر إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن “حزب الله” سيقاتل بمفرده. وقال نصرالله لقاآني: “هذه هي معركتنا”، وفق ما قال مصدر إيراني مطلع على المباحثات.

الوضع الميداني

اما في التطورات الميدانية، فشن امس الطيران الاسرائيلي غارة جوية بالصواريخ استهدفت بلدة عيتا الشعب، وتعرضت تلة حمامص ومحيط الوزاني لقصف مدفعي. واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي اطراف بلدة علما الشعب، واستهدف منزلاً من ثلاثة طوابق. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية بساتين مزرعة سَرَدَة قرب غرب الوزاني بعدد من القذائف عيار 155 ملم. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي اغار ليلا على جبل اللبونة واطراف بلدة الناقورة حيث تردد صدى انفجار الغارة الى مدينة صور ما ادى الى اشتعال النار في الجبل مكان الغارة ، تزامن ذلك مع اطلاق صفارات الإنذار من المقر المركزي لقوات “اليونيفيل” في الناقورة.كما قصفت المدفعية الاسرائيلية قرى الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة واللبونة. وبعد الظهر ، تم اُطلاق صاروخين على موقع الرادار الإسرائيلي في مزارع شبعا . ومساء امس شن الطيران الحربي غارة على حولا واتبعها بغارة ثانية على راميا .

واعلن “حزب الله” تباعا انه استهدف موقع المرج وموقع المالكية وتجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا بصاروخ بركان وموقع الرادار في مزارع شبعا و تجمعًا لجنود العدو في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.

Leave A Reply