يستحوذ الأسبوع الطالع على قدر كبير من الاهتمام على خلفية الملفات الدسمة من الوضع في الجنوب والسعي الى إيجاد حلول لكيفية تطبيق القرار 1701 أو صيغة الحل التي حملها معه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت وتل أبيب، علما ان “حزب الله” كان واضحاً عندما قال إننا سنقاتل وحدنا حتى بمعزل عن إيران، ما حمل الكثير من الدلالات والقراءات في ظل انكباب البعض على سبر أغوار هذا الموقف اللافت في الظروف الراهنة. وفي المقلب الآخر سيكون الأسبوع الحالي حاسما للخماسية التي “ستتوغل” في كل المقار الرئاسية والحزبية، فضلاً عن المرجعيات السياسية والروحية، مع الاشارة الى ان لقاء رؤساء الكتل النيابية والقيادات السياسية سيكون الفيصل في هذه المرحلة نظراً للأجواء والمعلومات التي تؤشر الى أن القرار اتُّخذ من دول الخماسية لإنهاء الشغور الرئاسي. وعلى هذه الخلفية يُنقل عن أحد سفراء هذه الدول “أن الحديث مع كل الذين سنلتقيهم سيكون موحداً، بمعنى يجب أن يُنتخب الرئيس لأن الوضع في لبنان والمنطقة خطير الى حد يهدد الكيان اللبناني، واذا لم يكن هناك رئيس للجمهورية في مثل هذه الظروف فسيسبب ذلك الويلات لهذا البلد خصوصاً ما يعانيه اقتصادياً واجتماعياً. ومن الطبيعي ان آلية اللجنة الخماسية واضحة من المقاربات الى “الخيار الثالث” من دون الدخول في الأسماء ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم وتحذيرهم من مغبة ما هو مقبل على لبنان والمنطقة ربطاً بحرب غزّة والجنوب، الى سوريا واليمن”، وفي المقابل يؤكد “أن ليس هناك مهلة زمنية حددتها اللجنة لانتخاب الرئيس، انما هناك دفع من سائر الدول المنضوية في اللجنة لاستعجال تمرير هذا الاستحقاق. وقد تكون الهدنة في غزة اذا سارت الأمور على ما يرام مدخلاً ومعبراً لانتخاب الرئيس”، ولا يُخفي أن “المساعي الآيلة لهذا الغرض قد يرتفع منسوبها على مستوى تحرك قادة هذه الدول بما في ذلك مؤتمر لوزراء الخارجية على غرار التحركات والجهود والمساعي التي كانت تحصل قبل اتفاق الطائف من قِبل المملكة العربية السعودية عبر اللجنة العربية بقيادة وزير خارجية المملكة الراحل الأمير سعود الفيصل”.
توازياً، تشير مصادر سياسية مواكبة لهذه المسارات الى أن حراك الخماسية وعلى رغم التقدم الذي وصل اليه وعبر المعلومات المستقاة من أكثر من جهة حول خطوات إيجابية ظهرت في الآونة الأخيرة، لا يعني أن انتخاب الرئيس بات محسوماً أو ثمة مهلة لإنهاء الشغور الرئاسي، اذ ثمة تعقيدات وصعوبات على غير صعيد، ولكن سيُصار في نهاية المطاف الى تسوية دولية – إقليمية، وتحديداً عبر مثلث واشنطن- الرياض – طهران، على اساس ان تطور العلاقة بين السعودية وإيران عامل إيجابي في المساعدة على سد الشغور الرئاسي، وفي مثل هذه الحالات لا يغربنّ عن بال أحد أن هناك مناورات سياسية تقتضيها مثل هذه الاستحقاقات للحصول على مكاسب وضمانات، والمسألة تحتاج الى مزيد من الجهود. وفي النهاية، وهذه نقطة مفصلية، لن يؤثر موقف هذا الزعيم في لبنان أو ذاك، أو هذه المرجعية السياسية وتلك عندما تحين اللحظة المؤاتية دولياً واقليمياً وتنضج التسوية التي غالباً ما تأتي في الدقائق القاتلة، ولطالما انتُخب الرئيس في ربع الساعة الأخير.
وتلفت المصادر الى أن الدخول في لعبة الأسماء لن يحصل خلال هذا الأسبوع ربطاً بجولة الخماسية على معظم المكونات الداخلية، بل ستصب اللقاءات في خانة حضّ الجميع على انتخاب رئيس والخروج من سياسة التعطيل والبحث في الآلية التي كوّنتها اللجنة الخماسية.
وتخلص الى أن الوضع القائم من غزة الى الجنوب والتهديدات الإسرائيلية اليومية، وإنْ كانت في معظمها من باب التهويل، فذلك من العوامل التي تبقي الخطر قائماً في حال حصلت تطورات ميدانية دراماتيكية، لذا “ما تقول فول ليصير بالمكيول”، فالبلد يجتاز مطبات خطيرة، ما يجعل الاستحقاق الرئاسي رهن هذه الأجواء والمعطيات والظروف في الداخل والمنطقة.
وجدي العريضي – النهار