احيت وزارة الثقافة والمكتب الإقليمي للمنظمة الفرنكوفونية في لبنان الاحتفال السنوي باليوم العالمي للفرنكوفونية في حفل خاص في السراي الحكومي بحضور ورعاية رئيس مجلس الوزراء والمدير الاقليمي للمنظمة الفرنكوفونية في لبنان السفير ليفون اميرجنيان وسفراء الدول الاعضاء في المنظمة المعتمدين في لبنان والوزراء والنواب وحشد من الفاعليات السياسية والثقافية والاجتماعية والاعلامية
وقد كان لوزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى كلمة بالمناسبة ألقاها نيابة عنه رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو المحامي شوقي ساسين الذي استهلها مشيرًا الى ان وزير الثقافة مصر لان تلقى كلمته باللغة العربية باعتبارها اللغة الرسمية في لبنان
ومما جاء في كلمة وزير الثقافة:”
دولة الرئيس
أصحاب المعالي والسعادة
الحضور الكرام.
عند نشوء المنظمة الفرنكوفونية للدول الناطقة كليًّا أو جزئيًّا باللغة الفرنسية، كان هدفُها الأساسيُّ وضعَ هذه اللغة في خدمة التضامن والتطور والتقارب بين الشعوب بالحوار الدائم بين الحضارات. لكنَّ دورَها، على مرِّ أكثر من خمسين سنةً من عمرِها، تجاوز البعد اللغوي الفرنسيّ اللسان إلى الفضاء الإنساني العام، فباتت إطارًا للتعاون حول القضايا العالمية الراهنة، والقيم الحضارية الهادفةِ إلى إرساء السلام عبر احترام التنوع والمحافظة على ثقافات الشعوب المنتمية إلى هذه المنظمة. هي إذن رسالةٌ تتجاوز اللغةَ إلى الضمير الإنساني ودوره في بناء الوجود، وهذا بالحقيقة مصدرُ غناها وديمومتِها.
واضاف :”ولعلَّ من نِعَمِ الحضارة على لبنان، أو من نعمِه عليها، أنها أعطته وأعطاها أن يكون حاضنًا للقيم الفرنكوفونية منذ زمانٍ طويل، نظرًا لما يختزنُ تاريخُ هذا البلد، من تراثٍ ثقافي لا مثيل له، يبدأ من عهدِ أبنائه بنشر الأبجدية في العالم، مرورًا بتداولِهم لغاتٍ مشرقيةً قديمةً على ألسنتِهم حتى اليوم، ثمَّ بإحيائهم اللغةَ العربية من سباتِ قرونٍ طويلة، وصولًا إلى احتضانِ لبنان للجامعاتِ والإرساليات الناطقةِ بالفرنسية وسواها من اللغات الغربية والشرقية، ما أدّى إلى تلاقحٍ ثقافي واسع ومذهل، حتى باتت بيروت ترجمانًا حيًّا بين ألسنة العالم، نطقًا ودراسةً وإبداعًا، ومدينةً كوزموبوليتيةَ الثقافة، بكل ما تحمل الكلمة من معنًى حضاري، فإذا مدارسُها وجامعاتُها ومجتمعاتُها كافةً تزدحم فيها لغاتٌ عديدة، جاريةٌ على الشفاه بيسرٍ وإتقان. ولهذا فلا عجبَ في أن تُعْتَمَدَ مقرًّا لممثلية المنظمة الفرنكوفية في الشرق الأوسط، التي تقيم مكاتبُها على بُعدِ نظرةٍ من هنا”.
وتابع:”لكنَّ عليَّ في مناسبة هذا اليوم أن أشيرَ إلى أن توطيدَ السلام في العالم، عبر الثقافة التي تحترم خصوصيات الشعوب وحقوقَها، كما تنادي به المنظمة الفرنكوفونية، يملي عليها أن تعلنَ موقفًا واضحًا من الحرب التي تجري في منطقتنا، ويسقطُ ضحيتَها الإنسان وثقافته وزمانه، ماضيًا وحاضرًا وآتيًا. إنها مسألة إنسانية وأخلاقية أولًا، قبل أن يكون لها معنًى آخرُ سياسي. لأن التعاون بين الشعوب، ينبغي له أن يمضي إلى خدمة الحق والسلام، وإلا سقط في شباك المصالح. والموقف المطلوب في مواجهة عمليات الإبادة والقتل الجماعي والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكَبُ كلَّ دقيقة في غزة والمنطقة بأسرها، لا يجوز اعتباره أمرًا مرتبطًا بالسياسة، بل على العكس إنَّ السكوت عن هذه المجازر هو الموقف السياسيُّ المحضُ الذي يستبطنُ ممالأةً للعدوان”.
وختم ساسين كلمة الوزير المرتضى:”في النهاية أهنئ المنظمة الفرنكوفونية في يومها هذا، كما أهنئ جميع الشعوب والدول المنضوية في فضائها.
عشتم، عاشت الفرنكوفونية، وعاش لبنان.”