يحل شهر رمضان هذا العام وسط ظروف اقتصادية وأمنية صعبة جداً، إلا أن اللبناني يدرك أهمية الحياة ويعلم أنه لا بد من استثمار اللحظات الجميلة لا سيما خلال المناسبات. وهذا ما عكسه واقع الخيم الرمضانية التي تعجّ بالزبائن عند موعد الإفطار والسحور خلال شهر رمضان المبارك.
واستطاعت الخيم الرمضاية التي تعتبر تقليداً رائجاً في لبنان، والتي عادة ما يتم استحداثها في أقسام المطاعم والفنادق، الاستفادة من الشهر الفضيل بعد أن تمكنت من تدارك الخسائر التي كان متوقعاً أن يلحق بها خصوصاً وأن لبنان على شفير حرب.
وهذا ما تؤكده الحجوزات في بعض المطاعم والمقاهي خصوصاً في العاصمة بيروت، حيث شهدت الخيم إقبالاً كبيراً من قبل اللبنانيين لتناول طعام الإفطار، والسحور للاحتفال بالأمسيات الرمضانية والاستمتاع بالعروض الفنية التي تشعر روادها بأجواء هذا الشهر الكريم.
وفي جولة لموقع “الجريدة”على بعض الخيم الرمضانية في بيروت رصدنا حركة “مفولة” لا بل أكثر من ذلك، على الزبون حجز طاولته قبل أيام.
وتتنافس الخيم على تقديم تجربة إفطار تلبي جميع الأذواق، إذ تجد نفسك أمام بوفيهات متنوعة وضخمة لأشهى الأطباق الرمضانية، إضافة إلى تشكيلة المقبلات والحلويات العربية الواسعة والمشروبات والعصائر على جميع أنواعها.
ولا تكتمل تجربة رمضان في هذه الخيم إلا بالاستمتاع بالأجواء الرمضانية عبر فرق العزف على العود واستعراضات “الدروايش”.
فهل شهر رمضان استطاع “إنعاش” قطاع المطاعم “المأزوم”؟
ثمة تناقض كبير تشهده مظاهر المقاهي والمطاعم في لبنان ففي حين نرى حركة “مفولة” في معظمها عند مواعيد الإفطار والسحور في بيروت وخارجها، يشتكي نائب رئيس “نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري” من قلة العمل في مطاعم ومقاهٍ أخرى.
ويقول نزهة أنه “لا يمكن الحكم على انتعاش قطاع المطاعم فقط بالنظر إلى بعض المطاعم التي تعج بالزبائن عند موعد الإفطار والسحور خلال شهر رمضان، ولا يمكننا تجاهل الحرب الدائرة جنوب البلاد، والتخوف من اتساع رقعة الحرب في أي لحظة”.
ويضيف: “عندما نريد التحدث عن انتعاش القطاع لا بد لنا أن نرصد ازدياداً في عدد السياح وهو ما يفتقده لبنان فمرتادي المطاعم هم لبنانيون بإمتياز، أما بالنسبة للأجانب والعرب فأعدادهم معدومة”.
ناديا الحلاق – الجريدة