لبّى حشدٌ غفير من الجالية اللبنانية في ملبورن والفعاليات السياسية والاجتماعية والاعلامية دعوة التيار الوطني الحر الى لقاءٍ حواريّ مع مستشار الرئيس العماد ميشال عون الدكتور بيار رفول، لإلقاء الضوء على المستجدّات اللبنانية
بعد الترحيب بالحضور، استعرض رفول ما يجري في لبنان، معتبراً أنّ حزب الله أخطأ في المبادرة بفتح الجبهة، وأن العماد عون أبلغ الحزب خلال اللقاء معه عن خوفه مما قد تتجه اليه الامور وقلقه على الجنوب ولبنان وعن نصيحته للحزب بعدم الانجرار للحرب.
وأكد رفول على موقف التيار المعلن والمتمثّل برفض وحدة الساحات، بحيث ان هذه الوحدة تقررها دول لا احزاب او جماعات.
واعتبر رفول ان الوضع اللبناني لا يحتمل الانخراط في الحرب وتحّمل وزر القضية الفلسطينية في الوقت الذي نرى فيه كل الدول العربية صامتة ازاء ما يحدث.
واستغرب رفول عدم العمل على الافادة من قوة لبنان لحل مسألة الحدود البرية كما حصل بالاتفاق على الحدود البحرية، ورفض التفاوض وربط لبنان بغزة.
وعبّر رفول عن قلقه الكبير من احتمال توسّع الحرب على لبنان وتكرار اسرائيل في لبنان الجريمة التي ترتكبها في غزة في ظل تأييد المجتمع الاسرائيلي لسياسة الحرب وغياب اي افق للحل.
وعن العلاقة مع حزب الله، قال رفول ان التيار اقام وثيقة تفاهم في 2006 مع الحزب بناءً على ثلاثة ركائز. أولاً، الدفاع عن لبنان وصد اي اعتداء خارجي وليس المبادرة بالهجوم او الحرب. ثانياً، بناء الدولة ومكافحة الفساد، وثالثاً تطبيق الشراكة والميثاق في الحكم. وقد اسهم هذا التفاهم في منع الفتنة الداخلية. غير ان التباعد حصل على ملف بناء الدولة والفساد، وقد قامت محاولات لتطوير وثيقة التفاهم اصطدمت بطلب الحزب بتأجيل اعلان النسخة المطوّرة. وأكد أن الحزب هو من قطع العلاقة مع التيار وليس العكس. فقد غض الحزب النظر عن مكافحة الفساد وضرب الثنائي الشيعي عرض الحائط صلاحيات رئيس الجمهورية وأمّن الغطاء لرئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي للتمادي في هذا السلوك. ولم يتبق من العلاقة مع حزب الله حالياً الا الموقف المبدئي من العدو الاسرائيلي والاعتداء على لبنان.
وعن الفراغ الرئاسي، رفض رفول سياسة الاملاء التي يحاول الثنائي الشيعي فرضها في اختيار الرئيس، وعدم اقامة وزن لرأي الغالبية المسيحية، ما يشكل خطراً على الميثاقية.
وعن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، تحدث رفول عن الوضع المزري الذي وصل اليه اللبنانيون بعد ان سُرقت اموالهم في البنوك، واستمرار الحكومة الحالية بوضع ضرائب اضافية، وارتفاع الاسعار المستمر. وشكر رفول المغتربين في استراليا على مساعدة لبنان وتمنى استمرارهم في تأمين صمود اهلهم في لبنان.
في ختام حديثه، شكر رفول الحضور وأجاب عن أسئلتهم وهواجسهم واضعاً النقاط على الحروف، وشكر التيار جميع الحضور على تلبيتهم الدعوة، واعداً بالبقاء دوماً إلى جانب الجالية لما فيه خير الوطن.