الإثنين, نوفمبر 25
Banner

الديار: إسرائيل تطوّق لبنان غازياً «لابتزازه»: فرض التفاوض وفق قواعد جديدة!

في ظل فقدان اللبنانيين ثقتهم بالطبقة السياسية الحاكمة، تحول اقرار المجلس النيابي لرفع السرية عن حسابات المصرف المركزي والوزارات والادارات لعام واحد الى انجاز على طريق تطبيق التدقيق الجنائي، وبانتظار التطبيق العملي لهذا القرار ومفاعيله على ارض الواقع، والكشف عن جريمة الكحالة المثيرة للريبة بفعل طريقة تنفيذها، واستخدام «كاتم للصوت» في عملية الاغتيال،لا تبدو الامال مرتفعة بخروج «الدخان الابيض» حكوميا من بعبدا بعد اللقاء المفترض بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فالامر يحتاج الى «معجزة» في ظل غياب المعطيات الداخلية والخارجية الجدية التي تسمح بولادة حكومية قريبة.

وبينما تتلهى السلطة في لبنان بالنقاشات البيزنطية حول تقاسم الحصص الحكومية، وتعمل على ايجاد ملاذات آمنة للفاسدين في الدولة عبر رسم «الخطوط الحمراء» حول اي محاسبة جدية، تعمل اسرائيل «بصمت» على تطويق لبنان غازيا عبر عقد تفاهمات استراتيجية مع دول الجوار لاضعاف الموقف اللبناني عند استئناف التفاوض الغازي في الناقورة، حيث يسعى الاسرائيليون الى استفراد الجانب اللبناني عبر عزله ووضعه امام خيارات «احلاها مر»، وهو امر يستدعي تحركا جديا من قبل السلطات اللبنانية لتامين شبكة امان اقليمية ودولية لموقفها القانوني، حيث تسعى اسرائيل الى «المراوغة» في عملية التفاوض مستغلة وضع لبنان الاقتصادي الصعب، وفق معادلة منعه من الاستفادة من الثروة الغازية بينما تعمل هي بعيدا عن حدوده لاستكمال الطوق عليه، حيث تبقى الحدود مع لبنان وحدها دون تنقيب بفعل عملية «الردع» المتبادلة، وبهذا يكون لبنان الخاسر الاكبر في دول المنطقة. وهذا يحتاج بحسب تلك المصادر الى تغيير في «تكتيك» التفاوض اللبناني ورفع منسوب الضغط على الاسرائيليين، لان الاسرائيليين يريدون فرض قواعد تفاوض جديدة، وفق معطيات تفرضها على ارض الواقع، بينما تستعرض واشنطن قواها العسكرية في المنطقة، وسط مخاوف من عمل «ما» يقوم به الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل مغادرة البيت الابيض؟

المخطط الاسرائيلي

وفي هذا السياق، يعمل الاسرائيليون على اطلاق عملية تفاوض في مجال الغاز مع السلطة الفلسطينية، وهما عضوتان في منتدى الغاز لشرق البحر المتوسط الذي بادرت إليه مصر، ثم أصبح منظمة دولية، تشارك فيها مصر الأردن وفلسطين وإسرائيل واليونان وقبرص. ولأن إسرائيل لا تعترف بالسلطة الفلسطينية كدولة، لكنها تعترف بحقها في استغلال مواردها الطبيعية ومنها النفط والغاز الموجودة في البحر المتوسط، تحاول مصر تجاوز هذا التعقيد عن طريق انجاز اتفاق ترسيم حدود بحرية بينها وبين السلطة في حقلي «مارين 1» و«مارين 2» على بعد حوالى 36 كم عن خط شاطئ غزة، وقد عقدت عدة لقاءات بين خبراء فلسطينيين ومصريين لمناقشة الامر، كما تجري الان مباحثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وقطر حول استكمال أنبوب الغاز من إسرائيل إلى غزة، وهو مشروع قد يوفر لقطاع حوالى مليار متر مكعب في السنة، ويمكن أن يلبي معظم احتياجات الكهرباء ومن المتوقع أن ينتهي استكماله، في نهاية العام 2022. وتحاول إسرائيل ربط مشروع أنبوب الغاز بصفقة تهدئة طويلة الامد وتبادل الأسرى والمفقودين الإسرائيليين مع حركة حماس.

مصر على «الخط»

وبحسب الاعلام الاسرائيلي، دخلت مصر بقوة على خط تفعيل هذا الاتفاق. واشارت الى إن إسرائيل لا تملك سبباً لمعارضة ترسيم الحدود، وإذا كانت مستعدة للجلوس مع ممثلي حكومة لبنان، التي في عضويتها ممثلون عن حزب الله، فبإمكانها أن تتفاوض أيضاً مع السلطة الفلسطينية، وحتى مع حماس، التي تؤيد اتفاق ترسيم الحدود!

زيارة تركية سرية؟

وفي السياق نفسه، تؤكد تلك المصادر ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ارسل الشهر الماضي رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان إلى إسرائيل سرا، عارضا مسألتين اساسيتين لاعادة «المياه» الى «مجاري» العلاقات بين الدولتين، اولا حصول شركات تركيا على خصخصة ميناء حيفا، ومسألة حقول الغاز فيها، حيث بحث الجانبان استكمال المباحثات حول ضخ الغاز الاسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا، وهذان الملفان يشهدان تقدما مطّردا بين الجانبين حيث تعمل اسرائيل على تعزيز اوراق القوة لديها لمحاصرة لبنان غازيا وعزله بالاتفاقات الجانبية مع «جيرانه».

إضعاف الموقف اللبناني

وفي هذا السياق، تحذر الاوساط الدبلوماسية من ان يؤدي التفاهم مع الاتراك، واستكمال انبوب النفط بين غزة واسرائيل، والتفاهمات التي سيتم التوصل إليها بين الطرفين حول حقول الغاز، الى اضعاف الموقف اللبناني المفاوض على الحدود البحرية، فثمة شبكة من العلاقات الاقتصادية والامنية والسياسية باتت جزءا من شبكة المصالح الإقليمية الأوسع التي تربط بين إسرائيل ومصر والأردن ودول الخليج واليونان وقبرص، والتي ستصبح حماس والسلطة الفلسطينية شريكتين مهمتين فيها، وهذا ما سيترك لبنان وحيدا عرضة للابتزاز الاميركي والاسرائيلي، وهذا ربما ما يفسر وقف عمليات التفاوض من الجانب الاسرائيلي، ريثما يستكمل الطوق الغازي حول لبنان.

عرض عضلات»

هذه الاجراءات الاسرائيلية لا تنفصل عن التصعيد الاميركي في المنطقة، وعلى وقع دخول غواصة صواريخ تعمل بالطاقة النووية مضيق هرمز، كان لافتا، برأي اوساط مطلعة، زيارة قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأميركية الفريق سامويل بابارو الى السعودية بالامس حيث التقى رئيس هيئة الأركان العامة بالسعودية الفريق الأول الركن فياض الرويلي، في لقاء وصف بأنه بالغ الاهمية لان الرجلين معنيان بمتابعة امور عسكرية عملانية، ما يوحي بوجود خطط جاهزة للتنفيذ، ما يعزز المخاوف من مغامرة اميركية ضد ايران وحلفائها قبل مغادرة الرئيس دونالد ترامب البيت الابيض.

وفي هذا السياق، عبرت غواصة الصواريخ الموجهة «يو إس إس جورجيا»، التي تعمل بالطاقة النووية من فئة «أوهايو» مع طرادات الصواريخ الموجهة «يو إس إس بورت رويال» (سي جي 73) و«يو إس إس فلبين سي» (سي جي 58) مضيق هرمز ودخلت الخليج العربي، ويتمتع الأسطول الخامس للولايات المتحدة بقوة مناورة مرنة ، وقادرة على دعم العمليات الروتينية والطوارئ»، معتبرة أن وجود جورجيا في مضيق هرمز يؤكد التزام الولايات المتحدة بالشركاء الإقليميين والأمن البحري مع مجموعة كاملة من القدرات للبقاء على استعداد للدفاع ضد أي تهديد في أي وقت. وتعد الغواصة واحدة من أكثر المنصات تنوعًا في الأسطول، وهي مجهزة بقدرات اتصالات فائقة، وقدرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز للهجوم الأرضي.

«لغز» جريمة الكحالة؟

في هذا الوقت، رفعت القوى الامنية جهوزيتها لحل ألغاز جريمة الكحالة التي قتل فيها جوزيف بجاني أمام منزله في البلدة صباح امس. ووفقا للمعلومات، تعمل الاجهزة الامنية على اكثر من «خيط» في الجريمة، وثمة اصرار من القيادات الاسياسة والامنية على حل ألغازها سريعا، كونها جريمة غير عادية، ويجب كشف دوافعها، كيلا يتم استثمارها في غير مكانها الصحيح، وقد جرى بالامس حصر داتا الكاميرات في البلدة ومحيطها لمحاولة رصد تحرك الجناة. والامر المقلق في عملية الاغتيال هو استخدام المنفذين مسدساً كاتماً للصوت، حيث قتل بجاني «بدم بارد»، بينما كان يقوم بنقل أولاده الى المدرسة. والضحية كان يعمل في شركة اتصالات وهو يعمل حاليًا في مجال التصوير، وقد وعد وزير الداخلية محمد فهمي بكشف خيوط الجريمة، مؤكدا ان الوضع الامني جيد وممسوك. واحتجاجا، قطع أهالي الكحالة الطريق أمام كنسية البلدة، مطالبين بكشف ملابساتها سريعا، وقال رئيس بلدية الكحالة: نريد حقنا ومعرفة من قتل هذا الشاب ولماذا؟ فوراء هذه الجريمة قصة كبيرة.

اين الحكومة؟

حكوميا، لا جديد بانتظار عقد لقاء جديد مفترض بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وفي هذا السياق، دعت اوساط مطلعة الى وضع الكثير من الامال على هذا الاجتماع ووصفه «باللقاء الحاسم»، لان المعطيات الداخلية والخارجية لا توحي بحصول خرق جدي، الا اذا منح الاميركيون الاذن للحريري بتجاوز الفيتوات على تمثيل حزب الله، ونجحت الوساطات في تدوير الزوايا بين بعبدا وبيت الوسط، وهما امران اذا تحققا سنكون امام «معجزة»،لان المناخات حتى الامس تشير الى ان «مونة» البطريرك الماروني بشارة الراعي لن تتجاوز عقد لقاء شكلي لن يخرج بأي مضمون جدي يتيح ولادة سريعة للحكومة، وسط معلومات عن تعقيدات جديدة دخلت على الخط وتتمثل بالخلاف على وزارات الداخلية، والعدل، والدفاع، بعدما جرى تجاوز الامر في وقت سابق، وعاد الحريري ليرفض منح الرئيس الحق في التسمية المشتركة لوزير الداخلية.

لا «دخان ابيض»!

وفي هذا السياق، تشير اوساط تيار المستقبل الى ان «الدخان الابيض» لن يتصاعد من بعبدا الا اذا تخلى الفريق الاخر عن تمسكه بتسمية سبعة من الوزراء المسيحيين، وكذلك عن وضع «الفيتو» على مجمل التشكيلة الحكومية، كما على رئيس الجمهورية ان يتخلى عن عقدة التعامل مع هذه الحكومة انها ستبقى حتى نهاية عهده، وتخليه عن «فوبيا» عدم حصول انتخابات نيابية وانتخابات رئاسية، لان الاستمرار في التعامل مع التشكيلة على هذا النحو لن يصل الى اي مكان وستبقى الامور في دائرة المراوحة والتعطيل، لان الرئيس الحريري ليس في صدد التسليم بشروط بعبدا. وفي هذا الاطار لم يقبل الحريري عرضاً جديداً يقوم على تأليف حكومة من اختصاصيين على طريقة الحكومة المستقيلة، مع منحه هامشا واسعا في الموافقة على اسماء الوزراء، والتعهد بأن تكون الحكومة منسجمة. لكن مصادر مطلعة تؤكد ان الرئيس المكلف يبحث عن ضمانات خارجية لا داخلية بنيل حكومته الدعم المطلوب على المستويين السياسي والاقتصادي، بعيدا عن الشروط الاميركية المانعة لتمثيل حزب الله حتى ولو كان الامر بطريقة غير مباشرة.

استقالة عون؟

وفي سياق متصل يؤكد زوار بعبدا ان الدعوات غير «البريئة» لرئيس الجمهورية بالتنحي طوعا، لم تؤثر في موقف الرئيس ميشال عون في الملف الحكومي، او في الملفات الاخرى العالقة، وهو يتعامل مع هذه الدعوات وكأنها لم تكن، خصوصا انها صادرة عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وهي شخصيات غير مؤهلة لتقول للرئيس ما يفعل او لا يفعل، وكل منهم لديه مصالحه الخاصة وأجنداته غير الخافية على احد، وكلامه مزاح ثقيل غير جدي ولا يجب التوقف عنده…! ولهذا عليهم عدم اضاعة وقت اللبنانيين والتعامل مع الاوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد بمسؤولية بعيدا عن «الشعبوية» التي لا» تسمن ولا تغني عن جوع».

رفع السرية المصرفية

في غضون ذلك، خرجت جلسة مجلس النواب بالامس بقوانين نوعية حيث تم اقرار قوانين معيشية، ومالية لافتة، كان ابرزها اقتراح القانون الرامي الى رفع السرية المصرفية في حسابات المصرف المركزي والوزارات والإدارات لمدة سنة، هذا القانون الذي يفتح الطريق امام التدقيق الجنائي المتعثر تبقى عبرة تنفيذه بالتطبيق العملي حيث سيخضع لاختبار جديد، مع دعوة وزيرة العدل ماري كلود نجم المصرف المركزي لتزويد وزارة المال بجميع المستندات المطلوبة. ولفت الرئيس نبيه بري الى انه لم يكن يحق لمجلس النواب الرد بقانون على رسالة رئيس الجمهورية لذلك رد بقرار. وقال «خلصنا». وقال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان: اقتراح رفع السرية المصرفية أصبح قانوناً ولا أحد يستطيع التذرع بأيّ شيء لرفض التدقيق الجنائي، وبتحقيق هذا الهدف سنعلم بكلّ المخالفات التي حصلت في الماضي وكل الفساد وهذا الأمر يُعدّ إنجازاً. في الموازاة، رأى رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان ان «إقرار المجلس النيابي رفع السرية المصرفية والتدقيق الجنائي يعني ان طلب رئيس الجمهورية للمجلس النيابي بات قانونا. كما تم اقرار إعفاء الاليات من رسوم الميكانيك مع تعديلات ضمن جدول بحسب عمر السيارة وحجم محرّكها وإعفاء 100 في المئة للآليّات العمومية والمستأجرة. كما اقر اقتراح قانون في الجلسة التشريعية للتمديد لكهرباء زحلة لسنتين على أن تطلق مؤسسة «كهرباء لبنان» دفتر شروط ومناقصة عمومية، وكذلك قانون التحرش الجنسي.

سلالة «كورونا» الجديدة

صحيا، سجل لبنان 1182 اصابة جديدة و13 حالة وفاة، وأعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن «التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة العلمية في وزارة الصحة العامة والمتعلقة بشكل خاص بالإجراءات الواجب اتباعها في لبنان بعد تأكيد وجود سلالة جديدة من فيروس كورونا، وابرزها توقيف الرحلات من لندن بضعة أيام للإستيضاح. وتوصية للوافدين المغتربين بتغيير وجهة السفر من خلال لندن، والتزام الوافدين الذين أتوا عبر لندن بحجر منزلي إلزامي لخمسة أيام يخضعون بعدها للفحص. على ان يتم الحجر للوافدين عبر لندن في الفندق ثلاثة أيام يخضع بعدها هؤلاء للفحص قبل مغادرتهم الفندق، والتوصية بالدعوة إلى التروي في إطلاق النظريات المختلفة والمتضاربة عن السلالة الجديدة في مقابل ترصد آراء المرجعيات الطبية والصحية العالمية بهدف تناول الموضوع بشكل علمي وتحديد طريقة التدخل، واكد حسن ان اللقاح الذي حجزه لبنان من شركة فايزر فعال في انتظار معطيات لاحقة تفيد وتغني الموضوع.

علامات استفهام نفطية؟

على صعيد آخر، أعلنت وزارة النفط العراقية أنّه تم التوصل إلى اتفاق مع لبنان لبدء إمدادات تصدير الوقود إلى بيروت في عام 2021 وفقا للأسعار العالمية. وجاء هذا الإعلان بعد اجتماع بين وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار ووزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر في بغداد امس. لكن تصريحات الوزيرين حملت تناقضا يحمل اكثر من علامة استفهام حيث اكد غجر أنّه تم الاتفاق على استيراد وقود النفط الأسود من العراق لتغطية احتياجات محطات توليد الطاقة الكهربائية في لبنان، في المقابل اعلن عبد الجبار إن كميات الوقود ستكون محدودة، وسيتم الإعلان عنها لاحقا، وستغطي جزءا من احتياجات لبنان من الوقود لتوليد الكهرباء.

Leave A Reply