كارولين عاكوم – الشرق الاوسط
تتجه الأنظار اليوم (الثلاثاء) إلى «اللقاء المفتوح» الذي سيجمع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، حيث يفترض أن يكون حاسماً في مسار تشكيل الحكومة، بعد الجهود التي بذلها البطريرك الماروني بشارة الراعي على خط تذليل العقبات والخلافات بين الطرفين.
ورغم الأجواء التفاؤلية الحذرة التي تبثها بعض المصادر فإن الطرفين المعنيين (عون والحريري) لا يزال كل منهما يعتبر أن الكرة في ملعب الآخر، وهذا ما عبّرت عنه صراحة مصادر مقربة من الرئاسة ومستشار الحريري، النائب السابق مصطفى علوش، فيما يؤكد الوزير السابق سجعان قزي، الذي كان له دور في التواصل بين الأطراف تلبية لجهود الراعي، أن الطرفين وعدا البطريرك ببذل الجهود لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، معبراً عن أمله في الوقت عينه بأن يتم فصل أزمة الحكومة عن أزمة المنطقة، لا سيما أنه لم يصدر حتى الساعة أي موقف عن حزب الله في هذا الإطار.
وقال قزي لـ«الشرق الأوسط»: «لقاء اليوم سيكون مفتوحاً ومهماً لأن كلاً من عون والحريري أكدا أنهما سيحاولان الاتفاق على صيغة الحكومة، لا سيما أنه كما لاحظ الراعي أن الخلافات ليست ذات أهمية والتمترس خلفها لن يفيد في الوضع الراهن». من هنا يؤكد قزي أن للحريري مصلحة في تشكيل الحكومة لتطبيق الإصلاحات وإنقاذ البلد ولرئيس الجمهورية أيضاً مصلحة في تثبيت أركان عهده فيما بقي من ولايته، لكن السؤال هو هل هناك قوى أخرى لها تأثير على القرار؟ لا سيما أن «حزب الله» لم يصدر أي موقف حتى اللحظة، بينما كانت مواقف حلفائه سلبية وتصعيدية، وبالتالي هل سيتمكن الطرفان من فصل أزمة الحكومة عن أزمة المنطقة؟
أمام كل ذلك يجدد قزي التأكيد أن كلاً من عون والحريري تجاوبا مع جهود الراعي و«علينا الانتظار كيف ستتم ترجمتها في لقاء اليوم»، معتبراً أن «التشكيلة التي قدّمها الحريري تحترم المعايير الدستورية والميثاقية وهو منفتح كذلك على تعديلات أو ملاحظات رئيس الجمهورية».
في المقابل، ترى مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية أن «الكرة اليوم في ملعب رئيس الحكومة المكلف»، مجددة التأكيد على «ضرورة وحدة المعايير في توزيع الوزارات على الطوائف».
وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء بين الطرفين الذي نتج عن جهود الراعي ومدير عام الأمن العام عباس إبراهيم في تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف سيركز على إعادة تفعيل البحث بالحكومة وتقييم للمرحلة وللصيغة السابقة التي قدمها الحريري، وبالتالي إعادة النظر بتوزيع الحقائب على الطوائف بهدف تأمين المعايير الواحدة والتوازن لأن الصيغة السابقة كان فيها بعض الثغرات». وتؤكد المصادر أن هناك تصميماً من الطرفين لاستمرار النقاش حتى الوصول إلى نتيجة عملية وتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، ويبدو المناخ مواتياً لتحقيق ذلك، شرط تطبيق وحدة المعايير». أما على خط «تيار المستقبل»، فإن التفاؤل لا يزال حذراً مع تأكيد علوش على أن «الحريري لن يقبل بمنح عون والنائب جبران باسيل الثلث المعطل الذي يحاول حزب الله من خلاله السيطرة على الحكومة وعلى القرار الأمني». ويكشف عن اقتراح للحريري مقابل مطالبة عون وباسيل بالحصول على وزارات العدل والداخلية والدفاع، يقضي بمنحهما وزارة واحدة منها وأخرى للحريري والثالثة تكون بالاتفاق بين الطرفين.
من هنا، يعتبر بدوره أن الكرة في ملعب رئاسة الجمهورية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعلم إلى ماذا سينتهي اجتماع غد (اليوم)، لكن الأكيد إذا تخلّى باسيل عن مطلب الثلث المعطّل عندها تصبح الحكومة مسهّلة، لأن الحريري لم ولن يقبل بهذا الأمر، وهو الذي يسعى لتشكيل حكومة مغايرة للحكومات السابقة ولا تكون عرضة للعقوبات، وتلقى ثقة المجتمع الدولي والعربي وليس إيران».