الجمعة, نوفمبر 22
Banner

بايدن ونتنياهو يخوضان الانتخابات بالدم الفلسطيني!

تتسارع التطورات الدراماتيكية من غزة الى دمشق التي كانت القنصلية الايرانية فيها يوم أمس هدفا للعدو الاسرائيلي الذي أغار عليها ما أدى الى إستشهاد أكثر من عشرة عناصر في الحرس الثوري من بينهم القيادي البارز محمد رضا زاهدي، ما دفع القيادة الايرانية الى التأكيد أن هذه الجريمة لن تمر من دون رد وعقاب لإسرائيل.

لا شك في أن الجنون الاسرائيلي الذي يقوده بنيامين نتنياهو في المنطقة يؤكد عمق الأزمة التي يواجهها في الداخل، حيث تغزو التظاهرات شوارع تل أبيب للمطالبة بإسقاطه وإجراء إنتخابات مبكرة وهو الأمر الذي يرعب نتنياهو الواقع على مقصلة الحساب العسير، خصوصا بعد ستة أشهر كبّد فيها إسرائيل خسائر في العسكر والآليات ومعنويات الجيش والاقتصاد والتجارة والسياحة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي من دون أن يحقق أي هدف من أهداف الحرب التي سبق وأعلنها، أو تقديم أي إنجاز يمكن أن تستفيد منه اسرائيل أو أميركا في المفاوضات الجارية.

لذلك، يدرك نتنياهو أن الخطر الذي يحيط به لم يعد مصدره وقف إطلاق النار أو انتهاء الحرب في غزة، بل الخطر الحقيقي مصدره الداخل الاسرائيلي المطالِب برأسه، خصوصا بعد التباينات مع الرئيس الأميركي الذي لم يعد لديه مشكلة في حال كان ثمن الحفاظ على الكيان هو رأس نتنياهو.

لذلك، فإن رئيس حكومة الاحتلال الذي ما يزال ينتظر ضوءً أخضر قد لا يأتي لإجتياح رفح، يحاول هذه المرة أن يستدرج المنطقة الى حرب شاملة بهدف الحفاظ على وجوده في الحكم بالدرجة الأولى، وتوريط الأميركيين فيها لا سيما بعد قرار الكونغرس بتزويد إسرائيل بالصواريخ والقذائف المطلوبة في الهجوم على رفح بالدرجة الثانية، وإسكات الأصوات المطالبة باسقاطه وبالانتخابات المبكرة بالدرجة الثالثة.

لذلك لم تمض الا ساعات قليلة على التظاهرات الاسرائيلية، وعلى الكلام الذي أطلقه نتنياهو لبث الخوف في قلوب أهالي الأسرى وتأليب الاسرائيليين على بعضهم البعض، بأن “أي إنتخابات مبكرة ستشل إسرائيل وستوقف مفاوضات التبادل لنحو ثمانية الأشهر”، حتى نفذت الطائرات الحربية الصهيونية غاراتها على القنصلية الايرانية في دمشق وذلك في محاولة لاعادة خلط أوراق المنطقة وقرع طبول الحرب التي من شأنها أن تساهم في تهدئة الداخل الاسرائيلي.

في غضون ذلك، يبدو واضحا أن الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة والدم الفلسطيني الذي يسيل من دون حسيب عربي أو رقيب دولي، دخل في عمق الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جو بايدن الذي يلعب على التناقضات الاميركية تجاه غزة لكسب أكبر عدد ممكن من الأصوات.

وفي هذا الاطار، يحاول بايدن إستمالة الشريحة الداعمة لاسرائيل في أميركا من خلال التأكيد على دعمها ومساندتها في حربها وتزويدها بأسلحة الدمار والقتل كما أقر الكونغرس قبل أيام تمهيدا لاجتياح رفح، ويسعى في الوقت نفسه الى إرضاء الشريحة الرافضة للحرب والتي إنقلبت على الكيان الصهيوني بعدم إستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن وبالدفع لإدخال المزيد من المساعدات الى غزة أو رميها من الطائرات في البحر.

أما نتنياهو الذي لم يرتوِ من الدم الفلسطيني، فيعمل على إستخدامه للتخفيف من النقمة الاسرائيلية عليه، فضلا عن إطلاق شعارات النصر الواهية وربطها بإجتياح رفح التي يعتبرها المعبر الاساس للقضاء على حماس.

لا شك في أن نتنياهو يمارس أقصى جنونه وإجرامه في المنطقة، وهو يلعب “صولد” كونه يخوض معركة حياة أو موت، وبالتالي، لم يعد لديه أي خيار للبقاء سوى تسعير الحرب وتوسيعها وإستدراج جهات أخرى إليها، خصوصا بعد فشل كل أهداف الانتصار على حماس التي يتحدث نتنياهو بالقضاء عليها ثم يذهب لمفاوضتها في مصر وقطر.

 غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply