الجمعة, نوفمبر 22
Banner

هل يكون الرد الإيراني من لبنان؟

السكوت الدولي عن العربدة الإسرائيلية في المنطقة، وإستمرار إرتكاب المجازر اليومية، في حرب الإبادة الجماعية في غزة، يكشف هشاشة النظام العالمي، وعدم قدرته على الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين، من جهة، كما يفضح طبيعة الدولة الصهيونية العنصرية والفاشية، والقائمة على الحروب الدائمة وإحتلال أراضي الغير، وتهجير السكان الأصليين من أراضيهم، عنوة وعدواناً، على أبسط مفاهيم الحقوق الإنسانية، وقانون الحرب الدولي، الذي يحفظ حياة وحقوق المدنيين في مناطق الصراع.

سقوط أكثر من ١٠٠ ألف قتيل وجريح في غزة، وتدمير أكثر من ٨٠ بالمئة من المنازل، وتخريب الشوارع والبنية التحتية، وخاصة محطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، والتدمير المتعمد للمستشفيات والمساجد والكنائس، كلها ممارسات لا تُقيم للإستنكارات والإدانات الدولية وزناً، رغم التظاهرات المليونية التي تخترق شوارع المدن الكبرى في أميركا وأوروبا، ورغم العزلة السياسية التي تحيط بالدولة العبرية، بعد تخلي أقرب الحلفاء عن تأييد النهج العدواني لتل أبيب بحجة الدفاع عن النفس.

لا صدور قرار مجلس الأمن ٢٧٢٨ بوقف رطلاق النار فوراً في غزة، ولا تحذيرات وقرارات المحكمة الدولية في لاهاي، ولا الخلافات المستفحلة مع الإدارة الأميركية في واشنطن، والتي إتخذت طابع التحدي الشخصي ضد الرئيس الأميركي بايدن، لم تؤثر كلها في تغيير نمط الحرب الوحشية في غزة، بل لم تردع حكومة نتانياهو عن إرتكاب المزيد من المغامرات العسكرية، مثل تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق فوق رؤوس قادة فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن التصعيد المستمر في الإعتداءات اليومية على القرى الجنوبية، وتدمير المزيد من المنازل والبنى التحتية، وتهجير عشرات الألوف من سكان المناطق المنكوبة.

ليس المهم بالنسبة للبنانيين السؤال عن الرد الإيراني هلى الضربة الإسرائيلية الأخيرة، ولكن الأهم كيف وأين سيكون الرد، وذلك في معرض القلق اللبناني الدائم أن يكون لبنان هو منصة الرد المنتظر، وما قد يؤدي إلى تداعيات دراماتيكية عسكرية، ترجح كفة الحرب المفتوحة التي يسعى لها نتانياهو منذ اليوم الأول لإندلاع الإشتباكات الحدودية مع حزب الله.

طهران تدرك نوايا نتانياهو المعروفة في توجيه ضربة عسكرية مباشرة للمشروع النووي الإيراني، ولذلك من المستبعد أن يكون الرد من الأراضي الإيرانية مباشرة، الأمر الذي يطلق التكهنات المختلفة على غاربها، وفي مقدمتها:

هل سيتولى حزب الله مهمة الرد على الضربة الإيرانية الموجعة في دمشق؟

وهل لبنان قادر على تحمل تبعات حصول حرب مفتوحة مع العدو الإسرائيلي في مرحلة الإنهيارات المتراكمة؟

تساؤلات وغيرها كثيرة تزيد من حالات القلق والإحباط التي تلف حياة اللبنانيين في هذا الزمن الرديء.

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply