عشية يوم الجمعة المباركة، بوركت أرض الجنوب، فكان آذانه مختلف ..
صدحت المآذن بمزيد من الفخر والاعتزاز ..
بدأ المؤذن بحيّ على خير العمل وانتهى برجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
بينما العائلات تستعد للجلوس على مائدة الإفطار، ارتقى شباب إلى جنة الرحمن ..
شباب تركوا الأهل والأبناء وزينة الدنيا في سبيل الله ..
هذه الليلة يعود صدى صوت محمد سعد وخليل جرادي وداوود داوود وإخوانهم ..
من جنوب المواجهة إلى بقاع القسم والعنفوان، البقاع ساحة القسم والإنطلاقة المباركة، وشموخ موسى الصدر، البقاع الذي حمل روحه، البقاع الذي ما زال يقدم الدماء الزاكية ..
تزدهر الحركة تنمو وتكبر أملاً يوماً بعد يوم، لا يمكن أن تنتهي بوجود شباب مخلص ما تركوا خطهم ونهجهم ومبادئهم ..
وتتجدّد الحركة كلما أشرقت شمس يوم جديد ..
وولد طفلٌ جديد،
ونزف دم كلّ شهيد ..
نحن من أقسم خلف الإمام موسى الصدر وما زلنا نردد،
بجمال لبنان، بشماله وجنوبه
بقلق الطلاب والمثقّفين، وأقسمنا أن لا نهدأ حتى لا يبقى محرومٌ واحد في لبنان كلّ لبنان، مشروعنا الذي لا ينتهي، دفاعاً عن الجنوب،
الجنوب الذي هو جزء أساسي من وطن نهائي لجميع أبنائه، الجنوب نصف الوطن وكلمة سر بقائه ..
فانهض أيها البقاع الراعد،
أيها النسر الشاهق في سماء التضحيات،
واستقبل قائداً فريداً سميَّ موسى الملهم، وموسوي النسل الطاهر،
قم واستقبل السيد البطل موسى الموسوي الذي ارتقى دفاعاً عن تراب الجنوب توأم البقاع، وصوناً للبنان .. برفقة إخوانه وأحبائه فلاح وأبو شمران .. لتكون النبي شيت وكفركلا والخيام على موعد الأمل وخير العمل ..
الجنوب الذي أحبّه الكثيرون،
الجنوب الذي يكبر بشبابه ويستنير بنور وجهوهم المباركة ..
الجنوب الذي زفّ لواء وساجد وفلاح ..
قم أيها البقاع استقبل حصاد التربية المخلصة والإبن الوفي وأحد أعمدة قلعتك، وحارس أرضك الطاهرة، البدر الذي لم يعرف الخسوف يوماً ..
قم واستقبل السعيد موسى الموسوي الذي حفظ الوصية وحافظ على الأمانة بعهدّ وثبات
وما بدّل ..
السعيد موسى الذي عاهد الشهداء ممن سبقوه أنه على دربهم، يلوذ بخطاهم،
الجنوب اليوم الذي روت أرضه دماء بقاعية حزين، بلدة المالكية التي عاش بين أحيائها وفي بيوت أهلها حزينة، والخيام تبكي والتلال الحرة تتألم على الفراق ..
كنتم أزكى عطاء في هذا الشهر الكريم، كنتم في ضيافة الله حقاً، أحسن الله لكم الخاتمة،
هناك حيث أنتم، أصبحتم ركباً عظيماً وتنظيماً آخر نفخر به،
هناك حيث أنتم، ينتظركم حسام الأمين وعلي رضا وهشام وبلال،
ومعهم كوكبة من الأقمار
ومسعفون وكشفيون وزهرات، يفرح للقياكم أمل الدر وغدير وحسين محسن،
ينتظر محمد مصري وقاسم برو لإلقاء التحية على القادة والسادة الشهداء ..
إنّها حركة أمل، تنظيمنا القوي والثابت لا يركع إلا حياً وحياً لأنه لا يموت
هنيئاً ركب الحسين عليه السلام
هنيئاً ذلك الطريق الذي عشقته الأرواح، هنيئاً اختيار الله لكم ..
نعدكم أنّنا لن نهدأ كموج البحر، وإنّنا على العهد في حفظ الأمانة دون مداهنة ولا تهاون ..
مدينة صور ٦/٤/٢٠٢٤