تناقلت العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وسارعت مواقع الكترونية إلى التبنّي الأعمى، لخبر عن “مواجهة ساخنة” بين مديرة الأخبار والبرامج السياسية في تلفزيون “الجديد” وبين مقدمة البرامج في محطة “mtv” ديما صادق، وأن المعركة الكلامية بينهما كادت تصل إلى “شدّ الشعر”.
لكن المفارقة أن كل جهة إعلامية تبنّت رواية مختلفة، وفقاً لـ”عاطفتها” تجاه كل من مريم البسام وديما صادق.
المواقع المحسوبة سياسياً على قوى ما كان يسمّى “14 آذار” وقوى “17 تشرين”، وخصوصاً “القوات اللبنانية” و”الكتائب”، تبنوا رواية تصوّر مريم البسام وكأنها وحش وحاولت “التهام” ديما صادق كلامياً، وأنها تهجّمت عليها وكانت “قليلة الذوق” و”شتّامة” و”فاجرة”!
والمواقع المحسوبة على القوى السياسية التي لطالما تستمر ديما صادق بمهاجمتها، فتبنّت رواية نقيضة تماماً، وأطلقت الاتهامات نفسها على ديما صادق بأنها “فاجرة” و”قليلة الذوق” و”شتّامة”!
أما المواقع المستقلة، فلم تخفِ تعابير “الشماتة” بكل من ديما ومريم!
لكن الجميع “بلّ يده” بالشتائم في الاتجاهين.
ما هي الرواية؟ وما الذي جمع مريم وديما في مكان واحد؟
تتقاطع الروايتان على أن مريم وديما التقتا في مجلس عزاء لعائلة من بلدة جويا الجنوبية، أقيم في منطقة فردان في بيروت.
ربما كان هذا التقاطع الوحيد في الروايتين، أما الباقي فهو متناقض إلى حد غريب، لكن في النتيجة، حصل صراخ بين مريم وديما، إحداهما وقفت وشتمت الأخرى بصوت عالٍ، وطبعاً تختلف الروايتان على من بادرت بالشتائم، وكذلك في السياق المتمّم لـ”المعركة”.
قالت “إحداهما” لـ”الأخرى” (ولا يوجد أي دليل من هي القائلة): “بدّي ربّيكِ، بدّي علّمك الأخلاق، بدي علّمك كيف تطاولي علييّ، بدّي علّمك تبطلي كذب!”.
ردّت “الأخرى”، وفق الروايات، “نحن في عزاء، أتمنى عليك احتراماً لأهل العزاء أن تتوقفي عن الصراخ”.
زاد انفعال “الأولى” وصرخت بصوت أعلى “أنت بتعرفي احترام؟! أنت بدّك مين يعلمك الاحترام لتوقفي كذب!”.
كرّرت “الثانية” القول “أرجوك. احتراماً لحرمة الموت توقفي”، ففقدت “الأولى” صوابها وأخذت تصرخ أكثر، فما كان من أهل أصحاب العزاء إلا أن تدخّلوا طالبين من “الأولى” التوقف عن الصراخ، وعندما لم تستجب تدخّل البعض وأبعدوها عن “الثانية”، وأجلسوها بعيداً.
لم ينتهِ الموضوع هنا، إذ بقيت “الأولى” متربّصة بـ”الثانية” وانتظرت مغادرتها لكي تكمل هجومها عليها خارج قاعة العزاء، ما أثار بلبلة في العزاء، فتدخّل أهل العزاء مرة أخرى طالبين من “الثانية” البقاء إلى حين مغادرة الأولى.
من هي “الأولى”؟ ومن هي “الثانية”؟ لا نملك الدليل، لكن بالتأكيد أن الروايتين ناقصتان، لأنه على الأرجح فإن مريم وديما لم يقصّرا ببعضهما البعض، بغض النظر من هي “الأولى” ومن هي “الثانية”.. فلكل منهما لسان سليط كفيل بأن يكون “الأولى”، وبالتأكيد لم تكن “الثانية” ذلك “الحمل الوديع”. وبالتأكيد أيضاً، لم تكن “الثانية” تلك “المهذبة” “الراقية” التي سكتت لـ”الأولى” التي وصفوها بأنها “فاجرة”!
خلود شحادة
Follow Us: