“ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً”.. آية من القرآن الكريم حفّزت مجموعة من ربات المنازل في لبنان على إعداد وجبات إفطار للفقراء والأيتام، فساهمن في إظهار صورة مشرقة لعمل الخير خلال شهر رمضان، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
بعيداً عن مبادرات الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية لتقديم وجبات إفطار صائم، كان للكثير من ربّات المنازل في لبنان نصيب كبير من هذه المبادرات، حيث شاركن أيضاً في فعل الخير بإعداد إفطار صائمين متعففين خلال شهر رمضان.
موقع 24 التقى ببعض من هؤلاء اللبنانيات، اللواتي بادرن لفعل الخير، طمعاً في نيل الأجر والثواب في شهر الخير.
مأدبة سنوية للمتعففين
رغم تدهور صحتها هذا العام بسبب المرض، لم تتوقف الأرملة سهيلة قاطرجي (73 عاماً) عن ممارسة تقليد سنوي خلال شهر رمضان، حيث تجمع تبرعات الميسورين من أصدقائها ومعارفها لتمويل مأدبة إفطار سنوية تقيمها في منزلها لمجموعة عائلات متعففة في منطقتها رأس النبع بالعاصمة بيروت.
ويشارك أفراد أسرة قاطرجي بمبادرة والدتهم، حيث تساعدها بناتها وأحفادهن في عملية الطهو، وتحضير الفتوش، بينما يساعدها أبناؤها الشباب في شراء الخضراوات واللحوم التي تحتاجها لطبخ الأطعمة في هذا اليوم الخيري.
وفي حديث لموقع 24، تعبر عن سعادتها بالقول: “أسعد يوم في حياتي حين أرى الابتسامة على وجوه الصائمين في هذا اليوم وهم يفطرون في منزلي، ويستمتعون بتناول وجبات كانوا محرومين منها بسبب ضيق الحال”.
إيفاء نذر عن روح ابنها
من مطبخ منزلها، تحضر وداد شريف قطيش (47 عاماً)، 60 وجبة لتوزيعها على الأطفال في مركز دار الأيتام في مدينة صيدا الجنوبية، وذلك عن روح نجلها الشاب، الذي توفي قبل عامين إثر حادث سير.
وأكدت أنها تواصل هذا الأمر سنوياً خلال شهر رمضان، حيث تطبخ وجبات رمضانية تتضمن الأرز مع الدجاج أو اللحم، وسلطة الفتوش، مع التمر والمياه وقطعة من الحلوى. وقبل موعد الإفطار بساعتين، ينقلها زوجها بسيارة مخصصة استأجرها لهذا اليوم، إلى مركز دار الأيتام.
وكذلك تحرص خلال الشهر الفضيل على طبخ وجبات طعام لتقديمها إلى أحد المساجد القريبة من منزلها، والذي يُوزع يومياً وجبات إفطار للفقراء والمتعففين.
الطبخ بالتعاون مع جمعيات خيرية
بينما كانت المبادرات النسائية السابقة بعيدة عن الأضواء، حرصت اللبنانية بلقيس عثمان على إظهار عملها الخيري لتشجيع النساء على القيام بمبادرات شبيهة، دامجة بين مواهبها في الطبخ، وشهرتها على السوشيال ميديا.
ووظفت لبنانية تُعرف باسم “الست بلقيس” خبرتها في الطبخ للمشاركة في عمل الخير في بلادها خلال شهر رمضان، حيث طبخت 100 طبق من “فتة اللبن” مع معكرونة البيشاميل للفقراء والمحتاجين بتمويل من جمعية خيرية، وفي يوم آخر طبخت لـ 300 صائم بالتعاون مع صندوق الغذاء اللبناني.
وحرصت “الست بلقيس” على توثيق مبادرتها، من خلال نشر مقاطع فيديو لمراحل إعداد هذه الوجبات بكميات كبيرة، عبر حسابها على إنستغرام. وحصدت تفاعلاً واسعاً بين متابعيها البالغ عددهم نحو 330 ألف شخص.
24 – ألين الخولي