أشار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب إلى أن “أثينا تستطيع التوسط من اجل السلام”، لافتا إلى أن “الأزمة الناتجة من الحرب في غزة لا تؤثر فقط على العديد من دول الشرق الأوسط وقبرص بل على اليونان ايضا”.
وقال في حديث لصحيفة “كاثيميريني” اليونانية عن لقائه رئيس الوزراء اليوناني: “أجرينا مناقشة جيدة للغاية، وكان موضوعها المركزي الأزمة في المنطقة، والتي تؤثر على لبنان وقبرص، ولكن أيضاً على اليونان. إننا جميعا نشعر بالقلق إزاء التطورات في غزة، والصراعات في جنوب لبنان، ومشكلة المهاجرين السوريين. ثلاث مشاكل كبيرة تؤثر على بلداننا الثلاثة. نحن نتفق مع رئيس الوزراء اليوناني على عدد من القضايا المهمة”.
سئل: هل تؤدي عمليات الاغتيال الأخيرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي لكبار مسؤولي “حماس” في بيروت والحرس الثوري في دمشق إلى تسريع احتمال توسع الحرب من غزة إلى لبنان؟
أجاب: “بالطبع نحن قلقون. حكومتنا والشعب اللبناني لا يريدان الحرب. نريد أن يسود السلام، ولذلك نحن نطالب بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701. هذا القرار تتذرع به إسرائيل أيضا، مطالبة بانسحاب قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني. التنفيذ الكامل للقرار 1701 يعني قبل كل شيء إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية. ويعني أيضاً منع إسرائيل من انتهاك سيادة بلادنا برا وبحراً وجواً. هذا ولا يحتفظ حزب الله بثكنات له في المنطقة الحدودية، وإنما له وجود عسكري متقطع، بدأ قبل عامين أو ثلاثة أعوام، في حين بدأت الانتهاكات الإسرائيلية في وقت مبكر من عام 2006، مباشرة بعد صدور قرار مجلس الأمن”.
سئل: بعد بدء الحرب في غزة، بدأ “حزب الله” بإطلاق النار على الإسرائيليين على طول الحدود مع لبنان. ما هو موقف حكومتكم من ذلك؟
أجاب: “نود أن تتوقف الأعمال العدائية لأن إسرائيل دمرت مئات المنازل في جنوب لبنان. لقد تم تدمير العديد من القرى، ولم تعد معظم الأراضي الخصبة صالحة للزراعة لأن الجيش الإسرائيلي يستخدم الفوسفور الأبيض، وهو سلاح محظور دوليا عند استخدامه في المناطق المأهولة بالسكان”.
سئل: طورت اليونان علاقات تعاون وثيقة مع كل من إسرائيل والدول العربية. هل تعتقد أنه يمكن لليونان أن تلعب دور الوسيط في البحث عن حل سلمي؟
أجاب: “علاقات لبنان مع اليونان لها عمق تاريخي كبير، فهي بدأت قبل زمن الإسكندر الأكبر. في بلدنا، لدينا العديد من اللبنانيين من أصل يوناني، يحمل اغلبهم أسماء يونانية. علاقات لبنان مع اليونان على مستوى ممتاز ونحن لا نمانع في الوقت نفسه من أن تتمتع بلادكم بعلاقات جيدة مع إسرائيل. في الواقع، في اجتماعاتي في أثينا، شجعت كلاً من رئيس الوزراء ميتسوتاكيس ونظيري جيورجوس جيرابيتريتيس على الاستفادة من هذه العلاقات الجيدة مع إسرائيل لصالح السلام في جنوب لبنان. وهذا من شأنه أن يقلل من ضغط الهجرة ويسمح لـ 92.000 نازح لبناني بالعودة إلى ديارهم”.
سئل: كيف تنظرون إلى مبادرة إسبانيا والدول الأوروبية الأخرى للاعتراف الدولي بفلسطين كدولة؟ هل ترغب في أن تحذو اليونان حذوها؟
أجاب: “بالتأكيد. إن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز تتحرك بالفعل في الاتجاه نفسه”.
سئل: تتمتع بلادكم بعلاقات تاريخية وعلاقات ممتازة مع جارتكم قبرص. لكن مؤخرًا اتهمكم الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس بتصدير أزمة الهجرة التي تواجهها قبرص. لقد التقيت به مؤخرا. ما كانت نتيجة اللقاء ؟
أجاب: “أعتقد أن قبرص تدرك حجم المشكلة التي نواجهها. لا نملك الوسائل لوقف كل سفينة تغادر لبنان محملة بالمهاجرين. وتريد قبرص عودة هؤلاء المهاجرين إلى لبنان. نقول لا، هم سوريون، ليعودوا إلى سوريا. المشكلة في الاتحاد الأوروبي الذي يدعمهم للبقاء في لبنان، ويعاملهم كلاجئين سياسيين. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى منهم هم مهاجرون لأسباب اقتصادية وسيكون من الأفضل تقديم الدعم المالي لهم للعودة إلى ديارهم. في آخر إحصاء، لجأ أقل من مليوني لاجئ ومهاجر سوري إلى جميع أنحاء أوروبا. هناك 2.2 مليون في لبنان. انتم تدركون العبء الهائل الذي يتحمله بلدنا، بمشاكله الاقتصادية الهائلة”.
سئل: يعود تاريخ الاتفاق المبدئي لإنشاء المنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ) بين قبرص ولبنان إلى عام 2007. هل ترى أن الإشكالية قد يتم حلها في المستقبل المنظور؟
أجاب: “في الوقت الحالي لا، لأنه كما تعلمون ليس لدينا رئيس، هناك فراغ مؤسسي. ولكن لا توجد مشكلة بين لبنان وقبرص لا يمكن حلها. ويتذكر اللبنانيون بكثير من العرفان عدد الذين تمكنوا من الفرار من لهيب الحرب الأهلية الطويلة عبر قبرص. إننا نتعامل مع المشكلة بروح من المرونة، وبمجرد استعادة النظام الدستوري سنسعى إلى حلها”.