الثلاثاء, نوفمبر 26
Banner

بايدن يلجم نتنياهو… الى متى؟

شهد العالم ليل السبت – الاحد الماضي حدثا تاريخيا يؤسس لمشهد جديد في المنطقة والعالم. فصحيح أن رد طهران بعملية «الوعد الصادق» على استهداف قنصليتها في دمشق، جاء محسوبا جيدا ومتقنا، ما دفع اخصامها الى انتقاده، مروجين لرواية المسرحية المتفق عليها مسبقا بين واشنطن وايران، الا ان المدقق في الابعاد الاستراتيجية والعسكرية للعملية، يدرك ان الرسائل التي وصلت للمعنيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية و «اسرائيل»، كانت قاسية وحازمة، وانهما قرآها بامعان وجيدا جدا، وسيقومان بتحديد خطواتهما اللاحقة سواء في غزة او في المنطقة، بعد الاخذ بعين الاعتبار «توازن الردع» الذي اعادت طهران ترميمه، وهو الذي سيكون له الاثر الاكبر في صياغة التسوية المقبلة عاجلا او آجلا، لتضع حدا للحرب المتواصلة على غزة.

فبحسب مسؤولين «إسرائيليين»، أطلقت إيران 185 طائرة بدون طيار و36 صاروخ كروز، كما أطلقت 110 صواريخ أرض أرض، في هجومها على «إسرائيل».

وقال مصدر رفيع لـ «الديار» ان «الرد الايراني بشكله وتوقيته جاء ليحبط اخصام ايران، الذين كانوا يروجون لرد رمزي كاستهداف احدى القنصليات «الاسرائيلية» الفارغة، الا ان ما حصل كان وقعه مدوّيا عليهم، خاصة ان الاهداف الايرانية من الهجوم تحققت، وابرزها استهداف قاعدتين عسكريتين «اسرائيليتين»، وبخاصة تلك التي انطلقت منها الطائرات الحربية «الاسرائيلية» لاستهداف القنصلية الايرانية في دمشق».

واشار المصدر الى انه «بذلك اكدت ايران انها قادرة على الوصول الى اي نقطة تريدها داخل الاراضي المحتلة، ويبدو واضحا ان عمل المسيّرات كان اشغال «اسرائيل» وحلفائها والقبة الحديدية، كي يتم الوصول الى الهدف المنشود»، مستغربا كيف ان «البعض كان يتوقع ردا ايرانيا يوقع اعدادا كبيرة من القتلى، فبذلك يتحقق المراد «الاسرائيلي» بجر اميركا الى حرب شاملة في المنطقة لا تريدها طهران، كما لا تريدها واشنطن».

وفي هذا الاطار، ما كشفته صحيفة «معاريف الإسرائيلية» بأن الطائرات «الإسرائيلية» كانت في طريقها إلى إيران للرد على الهجوم، ولكن بعد ذلك جاءت «مكالمة مثيرة» من الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو. ووفقا للتقرير، فإن مجلس الوزراء كان قد اتخذ بالفعل قرارا خلال الهجوم الإيراني، بمهاجمة إيران. لكن خلال المحادثة مع بايدن، تمكن الرئيس الأميركي من منع نتانياهو من القيام بذلك.

من جهتها، نقلت شبكة CNN عن مسؤول كبير في الإدارة الاميركية ان بايدن أخبر نتنياهو، خلال اتصال هاتفي، أن الولايات المتحدة «لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران، وانه يجب عليه اعتبار الليلة فوزا، لأن التقييم الحالي للولايات المتحدة هو أن الهجمات الإيرانية كانت غير ناجحة إلى حد كبير، وأظهرت القدرة العسكرية المتفوقة لإسرائيل».

كذلك صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لشبكة «إن بي سي»، أن الولايات المتحدة لا تريد تصعيداً للأزمة في الشرق الأوسط.

Leave A Reply