نحتاج إلى الماء على مدار اليوم دون انقطاع، فلم نر مِنْ قبل سيارة تتحرّك دون وقود، ولا آلة تعمل دون تروسها، فكذلك الماء تتخلَّل كل شِبر في جسم الإنسان، لا تتم وظيفة في الجسم تقريبًا إلّا بها، لكن هناك أوقاتًا يتأكّد شُرب الماء فيها دونًا عن غيرها، كقَبل الوجبات لمنع الإفراط في الأكل والمساهمة في خسارة الوزن، أو قبل النوم لمنع الجفاف وللوقاية من السكتات الدماغية، وغير ذلك من الأوقات الحيوية التي قد يغفل عنها بعض الناس.
أفضل الأوقات لشُرب الماء خلال اليوم
ترتهن فوائد الماء بشُربها في أوقاتٍ بعينها، وهي مفيدة في كل وقتٍ بالطبع، لكن الشُرب قبل الوجبات مثلاً يُساعِد على خسارة الوزن وعدم الإفراط في الأكل، وفيما يلي أفضل الأوقات لشُرب الماء خلال اليوم، حسب “everydayhealth”:
1. فور الاستيقاظ من النوم
بدلاً من احتساء فنجان القهوة على معدةٍ فارغة، يُفضّل أن تشرب كوبًا واحدًا أو اثنين من الماء، فالمرء يستيقظ وهو على جفافٍ بالفعل؛ لأنَّه لم يشرب وهو نائم بالتأكيد.
ويُساعِد شُرب الماء في بداية اليوم في استعادة ترطيب الجسم إلى حدّه الأدنى على الأقل، لكن لا تتعجّل احتساء قهوتك قبل كوب الماء؛ لأنّ القهوة ما إن يبدأ مفعولها في الجسم، فقد تزيد الجفاف.
كذلك فإنَّ شُرب الماء بعد الاستيقاظ من النوم يُسهِم جُزئيًا في تحصيل الاحتياج اليومي من الماء، فباستعادة ترطيب الجسم، يتحسَّن المزاج، وعمل الدماغ، وكذلك مستويات الطاقة.
وأشار موقع “healthline” إلى أنَّ الجفاف الطفيف قد يُؤثِّر سلبًا على الذاكرة والتركيز، وربّما يزداد القلق والإرهاق؛ لذا لا ضرر من شُرب كوب من الماء بعد الاستيقاظ من النوم.
2. قبل الوجبات
للماء دور في تنظيم الوزن ومنع زيادته، فشُرب كوبٍ من الماء قبل الوجبات يُشعِرك بالشبع، ومِنْ ثَمّ لا تتناول كثيرًا من الطعام، ويقل عدد السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم، فيسهُل فقدان الوزن الزائد.
وحسب دراسةٍ صغيرةٍ في بحوث التغذية السريرية “Clinical Nutrition Research”، فإنَّ شُرب الماء قبل الوجبات ساعد الرجال والنساء محلّ الدراسة في تناول كمياتٍ أقل من الطعام، وشعورهم بالشبع بنفس درجة المجموعة الأخرى محلّ الدراسة والتي لم تشرب الماء قبل الوجبات.
كذلك أظهرت دراسةٌ أخرى أنَّ شُرب 500 مل من الماء قبل الإفطار بنصف ساعة، ساعد في تقليل عدد السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم بنسبة 13%.
3. بعد الوجبات
يُساعِد الماء في عملية الهضم، بل يُفضَّل شُربه خاصةً إذا احتوت وجبتك على أطعمة غنية بالألياف، مثل البازلاء الخضراء، والأفوكادو، والبقوليات، والعدس، وبذور الشيا، والشوفان.
فالألياف تتحرّك عبر الجهاز الهضمي ماصَّة للماء في طريقها، ما يُساعِد في تكوين البراز ويسمح بانتظام حركة الأمعاء؛ لذا ينبغي تعويض الماء المُستخدَم في هذه العملية، وشُرب بعض الماء بعد الأكل.
4. بعد الظهر
عادةً تتراجع طاقة الجسم بعد الظهر مع اقتراب الساعة 3 مساءً، ومِنْ ثَمَّ يميل بعض الناس في هذا الوقت إلى احتساء فنجان من القهوة؛ لتعزيز طاقة الجسم إلى نهاية اليوم، لكن يعيب القهوة أنّها قد تحجزك عن النوم ليلاً، أو قد تُسبِّب آثارًا جانبية لك، مثل تسارُع ضربات القلب أو القلق، أو غيرها.
لكن الماء لا تُسبِّب الأرق، وليس لها آثار جانبية، وصحيحٌ أنّها ليست بمفعول القهوة في تعزيز طاقة الجسم بعد الظهر، لكنّها قد تكون مناسبة لك، فقد أشارت مُراجعة نُشِرت عام 2019 في مجلة “Nutrients” إلى أنَّ الجفاف من أسباب التعب والإرهاق، كما قد يُفضِي أيضًا إلى الغضب والارتباك، والاكتئاب؛ لذا فإنَّ شُرب الماء يُساعِد على ضبط مستويات الطاقة في الجسم وكذلك المزاج حال انخفاضٍ أي منهما، خاصةً بعد الظُهر.
5. عند الصداع
الصداع من علامات الجفاف، وقد ينشأ لأي سببٍ آخر لكن من أين تأتي بسببٍ واضحٍ له وللصداع كثير من الأسباب؟ والجفاف أيضًا قد يتسبَّب في نوبات الصداع النصفي؛ لذلك من أفضل الأمور التي تصنعها عندما يفاجئك صداعٌ ما أن تشرب الماء، وقد أشارت الدراسات إلى أنَّ شُرب الماء يُساعد في تخفيف شِدّة الصداع النصفي، وكذلك عدد مرات الإصابة به، ومُدَّته إن حدث.
6. قبل وبعد التمارين الرياضية
ينبغي أن يُوفَّر للجسم الماء اللازم له قبل أداء التمارين الرياضية بيومٍ أو اثنين، أمَّا شُرب الماء قبل التمرين مباشرةً للترطيب، سيُؤدّي على الأرجح إلى انتفاخٍ غير مريحٍ في البطن في أثناء حركتك.
لذلك احرص على شُرب كميات مناسبة من الماء لا سيما في الأيام التي تسبق ممارسة التمارين الرياضية إن كُنتَ ترغب في أن تكون بأفضل حال.
وحسب “Clevelandclinic”، فإنَّه ينبغي التركيز على ترطيب الجسم قبل أسبوع من سباق التحمُّل، كما أنَّ الجفاف ولو بقدرٍ طفيف قد يُضعِف الأداء الرياضي.
ويُنصَح بشُرب كوبٍ من الماء قبل ممارسة التدريبات المُعتدلة بـ 30 دقيقة، مثل الركض أو المشي السريع في الصباح، أو غير ذلك، وبعد الانتهاء من أي تمارين رياضية، لا بُدّ من شُرب الماء لتعويض ما فُقِد منها في أثناء التمرين.
7. قبل النوم
ليس قبل النوم مباشرةً؛ لأنّ شُرب الماء في ذلك الحين، سيُوقِظك من نومك، ويضطرُّك إلى الذهاب إلى دورة المياه، وقطع النوم بالليل أمر غير صحي بالمرة لبعض الناس.
لكن يُفضّل أن تجعل بجوارك كوبًا من الماء خلال الليل لتشربه إذا شعرت بالعطش، فهذا يَحفظ رطوبة الجسم بينما تغرق في أحلامك خلال النوم، كما يُساعِد على الوقاية من النوبة القلبية.
أضرار قلة شُرب الماء على صحتك
ما لم يحصل الجسم على كفايته من الماء، فلن يفلتَ عضو على الأرجح من الأضرار، فالماء يُمثِّل 75% من وزن الجسم، وقد تتسبَّب قلة شُرب الماء فيما يلي:
1. انخفاض طاقة الجسم
يُبقِي الماء الدماغ في حالة يقظة، ويَحفظ توازن الجسم، ومن الطبيعي أن تنخفض طاقة الجسم مع الجفاف، فالماء ركيزة في كل نشاطٍ حيوي، وقد يشعر بعض الناس بإرهاقٍ شديد وعجزٍ عن مواصلة العمل، خاصةً من بعد الظهر؛ بسبب قلّة شُرب الماء.
2. ضبابية الدماغ
يُمثِّل الماء 73% من الدماغ، ويُتوقّع أن يكون الأشدّ ضررًا من نقص ماء الجسم، وقد ثبت أنَّ الجفاف يُؤثِّر في الذاكرة بصورةٍ سلبية، وقد يُؤدِّي إلى صعوبة التركيز والتفكير بوضوح.
3. السكتة الدماغية
حسب دراسةٍ في مجلة علم الأعصاب السريري “Journal of Clinical Neuroscience”، فإنَّ الجفاف يزيد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، ويُطِيل فترة التعافي منها إن أُصِبْتَ بها.
4. الإفراط في الأكل
أحيانًا نشعر بالجوع، والواقع أنَّ الجسم قد يكون مُفتقِدًا للماء لا الطعام؛ لذا فأفضل شيء تفعله هو أن تشرب الماء، فإن لم يذهب الجوع، فتناول الطعام، لكن سوى ذلك قد تُفرِط في الأكل والجسم بحاجةٍ إلى الماء لا الطعام، وهذا قد يتسبَّب في زيادة الوزن على الأمد الطويل.
5. ضعف الأداء الرياضي
من المهم شُرب الماء قبل ممارسة التمارين الرياضية بوقتٍ مناسب وكذلك بعد الانتهاء منها؛ لأنَّ الجفاف يُضعِف الأداء الرياضي، إذ تنخفض قوة الجسم والقدرة على التحمُّل.
كم تحتاج إلى أن تشرب من الماء يوميًا؟
يختلف احتياج الجسم من الماء من إنسانٍ لآخر، حسب الحالة الصحية، والوزن، والبيئة، ومدى النشاط البدني، ودرجة حرارة الطقس، لكن بصورةٍ عامة يبلغ المقدار المُوصَى به يوميًا من الماء:
للرجال: 15.5 كوب “3.7 لتر”.
للنساء: 11.5 كوب “2.7 لتر”.
Follow Us: