الجمعة, نوفمبر 22
Banner

المقاومة لن تتسامح بجعل لبنان “فشة خلق”

منذ الضربة الإيرانية لاسرائيل وينشغل الكيان في كيفية الرد بظل وجود تقارير تتحدث عن أن مجلس الحرب كاد يردّ على إيران بعد الضربة بساعات قليلة، ولكن على ما يبدو نجحت إيران في فرض الردع المطلوب، ولو حصلت الضربة الاسرائيلية لاحقاً والتي ستكون بحسب المسؤولين الاسرائيليين ضربة “حكيمة” لا تجر المنطقة الى حرب، وهو ما يُريده الأميركي بشده ويدفع إليه.

عندما تحدث الإيرانيون عن “إبقاء العدو” في مرحلة تأهب وجهوزية لانتظار الرد، كان التهكم سيد الموقف من قبل خصوم إيران، ولكن هؤلاء اليوم يسوقون لنفس النظرية عندما تبنتها إسرائيل التي تروج لفكرة أن تأخيرها يُقصد به استنزاف إيران اقتصادياً وعسكرياً في إيران في مناطق تواجد جنودها في المنطقة ككل.

اشتعلت الخلافات داخل الكيان الصهيوني حول كيفية الرد على إيران، فكانت الرؤوس الحامية تطالب برد “جنوني”، وأخرى تقول بأنه بالإمكان تجنب التصعيد واللعب بالنار والاكتفاء بردود محدودة، مقترحين الرد خارج إيران، في سوريا أو العراق أو اليمن، أو القيام بهجمات سيبرانية ضد المراكز الحساسة في إيران، وتشديد الضغط الدولي والعقوبات عليها، وهناك من اقترح، بحسب مصادر مقربة من المقاومة، أن يكون الرد في لبنان على اعتبار أن حزب الله هو الحليف الأقرب والأقوى لإيران، وضربه بشدة سيكون بمثابة رسالة قاسية للإيرانيين.

يقترح هؤلاء بحسب المصادر أن يتم توسيع الحرب على لبنان، وهو ما يأتي بظل عن حديث عن رسائل دولية وردت الى بيروت تحذر من نوايا اسرائيلية تصعيدية، وتكشف المصادر أن تاريخ التحذير الدولي الأخير الذي يتحدث عن عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في لبنان ورد قبل الضربة الإيرانية الى سوريا وبالتالي لم يكن مرتبطاً بما يُقال اليوم عن نية اسرائيل الرد في لبنان.

تؤكد المصادر أن رسائل التحذير الى لبنان وصلت قبل عيد الفطر، وكانت تحذر من تصعيد اسرائيلي يلي شهر رمضان، لذلك لا يجوز الربط بشكل مباشر بين هذه التحذيرات وبين احتمال قيام اسرائيل بتوسيع الحرب كرد على الإيرانيين، مشيرة الى ان الحزب كان بجوّ التصعيد الاسرائيلي منذ أيام، وهو اليوم بجوّ احتمالات التصعيد أيضاً بعد الضربة الإيرانية، لذلك هو عمد الى استخدام وسائل قتالية جديدة أشد فتكاً خلال الأيام الماضية لأنه لا يزال مؤمناً بأن إظهر القوة قد يشكل رادعاً للحرب الواسعة.

تكشف المصادر أن حزب الله نفذ خلال الأيام الماضية عمليات عسكرية قاسية جداً على الاسرائيليين، ووجه رسالة نارية شديدة اللهجة، اولها كانت باستهداف منصة القبة الحديدة حيث كان الاستهداف نتيجة عملية مركبة بدأت بإطلاق كاتيوشا لتحديد مكان المنصة، حيث تم تصويرها خلال قيامها بعملها بإطلاق الصواريخ، ثم استهدافها، مشيرة الى أن التصعيد من قبل المقاومة حصل رغم أنها لم تستعمل صواريخ جديدة لم تستعمل قبل، ولكنها أظهرت قدراتها الاستخبارية العالية وقدرتها على إيقاع الإصابات عندما تُريد، كما قدرتها على الرصد من النقطة صفر على الحدود الى داخل فلسطين المحتلة.

تعتقد المصادر المقربة من المقاومة أن التصعيد الإسرائيلي سيستمر، وعليه فإن المقاومة باتت قريبة من رفع مستوى عملها العسكري واستخدام أسلحة جديدة، كما أن توسيع المعركة من قبل اسرائيل سيُقابل بتوسيع مماثل، وتقول: “مخطىء الإسرائيلي إن ظنّ أن بإمكانه جعل لبنان فشة خلق دون أن يلقى الرد المناسب”.

محمد علوش – الديار

Leave A Reply