كتبت “الأنباء” تقول: يبدو أنَّ مفاعيل الهجوم الإيراني على إسرائيل، كما الردّ المضاد قد انتهت، فيما يبقى التوتر على حاله في غزة وسط تصاعد المخاوف من تنفيذ إسرائيل تهديدها باجتياح رفح بعد تعثّر المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في ظلّ التصريحات الأخيرة التي تُنذر بالاستعداد لتنفيذ الهجوم في أيّ لحظة.
وعلى وقع التصعيد في غزة، فإنَّ جنوب لبنان الذي يشهد توتراً غير مسبوقاً، لا يزال الوضع يتأزم على أرضه، فيما الكلمة للميدان، إذ إنَّ العدو الإسرائيلي لم يصحُ بعد من الصدمة إثر الهجوم الذي نفذه حزب الله ضدّ مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في منطقة عرب العرامشة، والتي أصيب خلالها 18 إسرائيلياً بينهم 14 جندياً.
في السياق، علّقت مصادر أمنية في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية قائلة إنَّ الهجوم استخدم فيه حزب الله طائرات من دون طيار وبالتالي لم تتمكن الدفاعات الإسرائيلية من اعتراضها قبل دخولها المجال الجوي، ما يعني تطوّر قدرات الحزب الدفاعية بمواجهة آلة الحرب الإسرائيلية الفتاكة وخلق نوع من توازن القوى في الجبهة الجنوبية.
المصادر تخوفت من وضع إسرائيل كل ثقلها في الجنوب بفعل قلقها من تنامي قوّة حزب الله وقدرته الفائقة على تطوير منظومته الهجومية بشكل لا يسمح لإسرائيل باكتشافها.
أمّا في الشأن السياسي الداخلي، فإنَّ المساعي مستمرّة في ظلّ استئناف حراك الخماسية بهدف إحداث خرق على المستوى الرئاسي، وخفض التوتر في الجنوب، إذ كان لافتاً اللقاء الذي جرى في الإليزيه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كما قائد الجيش العماد جوزف عون، والذي رأت به المصادر الأمنية تأكيد فرنسا دعمها المتواصل للبنان في كافة المجالات المتعلقة بعمل اللجنة الخماسية ومحاولاتها إيجاد المخارج السياسية وإنجاز الملف الرئاسي وخفض منسوب التوتر في الجنوب من خلال تطبيق القرار 1701.
إلا أن النائب بلال الحشيمي اعتبر أنَّ لقاء الإليزيه لم يخرج عن طابعه البروتوكولي، إذ إن فرنسا حاولت جاهدة الدخول على خط الأزمة اللبنانية منذ انفجار المرفأ، كما بعد حرب السابع من تشرين والعمل على تطبيق القرار 1701، فيما لم تسفر بعد جهودها عن أي نتيجة.
الحشيمي ذكّر في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية بزيارات الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، والتي كانت بلا جدوى، حسب تعبيره، إذ إنه عاد بمجموعة أسئلة وبعد أن تمت الإجابة عليها لم يأخذ بها، ما يعني أنَّ القرار ليس بيد فرنسا، فهو بيد أميركا، مشيراً إلى أنَّ القول بأن الزيارة تأتي لتحذير لبنان من اجتياح إسرائيلي وشيك ليس في محله، فإنَّ كل الموفدين الذين زاروا لبنان في الفترة الأخيرة نقلوا إلينا مثل هذه التحذيرات وليست فرنسا وحدها.
وإذ وصف الحشيمي حراك اللجنة الخماسية بالـ “حركة بدون بركة”، دعا إلى إشراك إيران بحل الأزمة الرئاسية، لأن الفريق الذي يعطل انتخاب رئيس الجمهورية ينتمي إليها، سائلاً “أين المشكلة إذا تمت الاستعانة بإيران للضغط على الثنائي الشيعي لحل هذا الملف؟”.
وسط الضبابية المهيمنة على الأجواء، يبقى التصعيد سيّد الموقف في المنطقة، فيما لا تزال الأنظار شاخصة على التوتّر الإسرائيلي – الإيراني وما سيتبعه من تداعيات خطيرة، في ظلّ التوقعات بأن لا تسوية قريبة لإنهاء الحرب في غزة كما الجنوب.