تشهد مهنة الإعلام تدخل التقنيات الحديثة في العمل الصحفي، حيث مع حلول 2022 ستتولى الآلات «الروبوت» ما بين 8 و12% من المهام الحالية للصحفيين، الأمر الذي يفرض على العاملين بهذا المجال ضرورة تطوير قدراتهم، والعمل على مجارة التطور التكنولوجي ودخول الذكاء الاصطناعي بكافة المجالات.
دروس من الوباء
وحسب منتدى الاقتصاد العالمي، علّمت أزمة كورونا، هذه الصحف أن بإمكانها تحويل غرف تحرير الأخبار بالكامل لتعمل عن بُعد بفضل التكنولوجيا والدعم الفني، الأمر الذي يفرض على الصحفيين العمل بجدية أكبر عن بُعد، والتحول للصحافة الرقمية وخلق بيئة ذات تحديات جدية.
وأضاف أن الرقمنة ستقود التغييرات في الصحافة وتوفر وصول أسرع إلى الأخبار، وإمكانية وصول أفضل إلى المصادر والمعلومات، والمزيد من التفاعل مع القراء، ومع ذلك فهي لا تعزز بالضرورة الصحافة الأفضل، وأن الصحافة (الأونلاين) تشجع على استخدام الاشتراكات الرقمية، لأن عليها حث المستهلكين على الدفع مقابل الخبر، نظراً لقيمته.
المطبوعة مقابل الرقمية
وأشار موقع المنتدي إلى أنه «يجب أن ننظر إلى المطبوعات على أنها تتعايش مع الوسائط الرقمية، بدلاً من إفساح المجال لوسائل الإعلام عبر الإنترنت فقط».
وتابع: تتمتع الصحافة المطبوعة بقدرة أفضل على جذب فترات اهتمام أطول، فضلاً عن كونها قادرة على استهداف جماهير معينة مثل الجيل الأكبر سناً وفي قطاع التعليم بشكل أفضل.
وأظهرت إحصاءات من World Press Trends، وهي دراسة استقصائية أجرتها الرابطة العالمية لناشري الأخبار، والتي تضم جمعيات صناعة الصحف في جميع أنحاء العالم، وأشارت إلى أن أحدث الأرقام تُظهر أن عائدات الطباعة لا تزال تمثل 86% من إجمالي إيرادات الصحف على مستوى العالم لعام 2020، مع انخفاض بنسبة 1% فقط عن العام السابق، إضافة إلى ذلك، فإن 54% من إجمالي عائدات الصحف تأتي من مبيعات التوزيع.
وقالت إن الوسائط المطبوعة في حالة تدهور بسيط مقابل الرقمية، حيث وجدت الدراسة أن الوسائط الرقمية لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه، لأن المطبوعة لا تزال نقطة انطلاق للكثيرين.
ونوهت بأن مصادر الأخبار التقليدية التي كانت الأكثر نجاحاً، عدّلت من أسلوبها للعمل على الإنترنت، إذ بعد الانتقال من الأخبار المطبوعة إلى الأونلاين، أصبحت فكرة توثيق الخبر صعبة، ومع سهولة النشر ينبع القلق من تكاثر مواقع «الويب» الوهمية التي تتنكر في شكل مؤسسات إخبارية موثوقة.
مستقبل الإعلام
وتتوقع مؤسسة أكسنتشر للاستشارات، أن مساهمة الناتج المحلي الإجمالي العالمي لقطاعات الاتصالات والإعلام والمنصات، ستشهد معدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 8% من 2019 إلى 2022، مقارنة بمعدل 0.5% في جميع الصناعات، ومن المتوقع أن يكون الإنفاق الشهري العالمي للأسر على وسائل الإعلام والترفيه في عام 2022 أقل بنسبة 30-40% مقارنة بعام 2019، بينما من المتوقع أن ينخفض الإنفاق الإعلاني العالمي لعام 2020 بنسبة 8.1% عن مستويات عام 2019.
وقالت إنه منذ أن بدأ الوباء، أفاد 50% من جيل الألفية وجيل Z بأنهم يقضون وقتاً أطول على يوتيوب، و47% يقضون وقتاً أطول على فيسبوك و34% على إنستغرام، من المتوقع أن يحافظ المستهلكون على مستويات عالية من الاستهلاك على هذه المنصات بمجرد انتهاء الأزمة.
الصحافة وبقاؤها
وتعد وكالة الأنباء الكندية على سبيل المثال، واحدة من وسائل الإعلام النادرة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار الخاصة بها، وطورت نظاماً لتسريع الترجمات يعتمد على الذكاء الاصطناعي، كما تستخدم وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) الذكاء الاصطناعي للكشف عن الصور المشوهة.
وقال مركز بيو للأبحاث، إن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الصحفيين أو يلغي الوظائف الصحفية، بل ستتولى الآلات ما بين 8 إلى 12% فقط من المهام الحالية للصحفيين بحلول 2022، والتي ستعيد في الواقع توجيه المحررين والصحفيين نحو المحتوى ذي القيمة المضافة.
وتقوم روبوتات الذكاء الاصطناعي بأداء المهام الأساسية مثل كتابة فقرتين إلى 6 فقرات عن النتائج الرياضية، وتقارير الأرباح الفصلية في وكالة أسوشيتد برس، ونتائج الانتخابات في سويسرا، ونتائج الألعاب الأولمبية في صحيفة واشنطن بوست. النتائج مقنعة، لكنها تظهر أيضاً حدود الذكاء الاصطناعي.