الإثنين, نوفمبر 25
Banner

مع ظهور إصابات بأنفلونزا الطيور.. هل يجب تجنب اللحوم والبيض والحليب؟

مع إعلان إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، الشهر الماضي، العثور على “آثار لفيروس أنفلونزا الطيور في 1 من كل 5 عينات من الحليب المبستر”، أثيرت مخاوف بشأن تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية، وفي مقدمتها اللحوم والبيض والحليب.

ووفقا لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، فقد أوضحت إدارة الغذاء والدواء أن الحليب الذي تم اختباره “جاء من عينة تمثيلية على مستوى الولايات المتحدة”، وذلك مع ظهور المزيد من النتائج الإيجابية من الحليب في المناطق التي بها قطعان مصابة من الأبقار المدرة للحليب.

وتنتشر أنفلونزا الطيور بشكل طبيعي بين الطيور البرية، مثل البط والإوز، لكنها يمكن أن تؤثر أيضًا على الطيور المنزلية وحيوانات أخرى.

ففي الولايات المتحدة، أصابت تلك الأنفلونزا أكثر من 90 مليون دجاجة. كما انتشر المرض في 36 مرزعة من المواشي المدرة للحليب في 9 ولايات.

من جانبها، أكدت إدارة الغذاء والدواء أنها “لم تجد أي فيروس حي ومعدي في الأطعمة التجارية”. ومع ذلك، فقد اكتشفت شظايا الفيروس في الحليب المبستر، والقشدة الحامضة، والجبن القريش.

وحذر خبراء في الصحة العالمية، في وقت سابق من أبريل، من أن انتشار عدوى أنفلونزا الطيور بين الحيوانات والبشر يمثل “مصدرا للقلق” على الصحة العالمية.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن الخطر الإجمالي الماثل في الوقت الحالي بسبب الفيروس “منخفض”، لكنها حثت الدول على البقاء حذرة ومتأهبة لظهور حالات منقولة من الحيوانات إلى البشر.

وفيما يلي ما قاله خبراء بالأمراض المعدية وسلامة الأغذية، عما إذا كان من الممكن الإصابة بأنفلونزا الطيور من استهلاك الدواجن ولحم البقر والبيض والحليب ومنتجات الألبان الأخرى.

هل يمكن للبشر أن يصابوا بأنفلونزا الطيور؟

يمكن أن يصاب البشر بفيروس أنفلونزا الطيور، لكنه أمر نادر الحدوث، وفقًا للمدير الطبي لعلم الأحياء الدقيقة التشخيصي في مستشفى هيوستن ميثوديست، ويلزلي لونغ.

وأوضح لونغ في حديث إلى موقع “هيلث” الصحي: “أن الفيروس لا ينتقل بشكل قوي بين الناس، ويتطلب الأمر عادة اتصالاً وثيقاً بالحيوانات المصابة”.

وحسب موقع “كليفلند كلينك” الطبي، فإنه يمكن أن يصاب البشر بأنفلونزا الطيور إذا كانوا على اتصال بسوائل جسم حيوان مصاب، مثل البصق (اللعاب)، أو قطرات الجهاز التنفسي أو البراز.

كما يمكن استنشاق الفيروس من جزيئات الغبار الصغيرة الموجودة في بيئات الحيوانات، أو عبر دخوله إلى العين أو الأنف أو الفم بعد لمس سوائل الجسم.

وفي جميع أنحاء العالم، تم تسجيل أقل من ألف حالة معروفة لأنفلونزا الطيور “H5N1” منذ عام 1997، عندما تم اكتشاف المرض لأول مرة بين البشر.

وفي الآونة الأخيرة، أصيب أحد عمال مزرعة أميركية بالفيروس، بعد احتكاكه مع أبقار في ولاية تكساس.

وفي عام 2022، أصيب شخص آخر بفيروس “H5N1” في ولاية كولورادو خلال عمله في مزرعة دواجن، في حين شملت الحالات الأخرى في الولايات المتحدة الإصابة بسلالات أقل خطورة.

ويمكن أن تتراوح أعراض المرض من خفيفة، مثل التهاب العين، إلى أكثر خطورة، مثل الالتهاب الرئوي المميت.

هل من الآمن تناول الدجاج والبيض ولحم البقر؟

من المستبعد جدًا أن يصاب شخص ما بأنفلونزا الطيور عن طريق تناول طعام ملوث، وفقا لإيلين فانيير، رئيسة رنامج رعاية الحيوان والأعلاف الحيوانية بمنظمة “NSF International”.

وشددت الخبيرة في حديثها إلى موقع “هيلث”، على أن “فيروس H5N1 لا يشكل مصدر قلق على سلامة الأغذية، وأن خطر انتقاله إلى البشر لا يزال منخفضًا”.

من جانبه، أوضح لونغ أن صناعة الأغذية في الولايات المتحدة لديها ضمانات لعدم بيع الدواجن المصابة بأنفلونزا الطيور في السوق.

وأضاف: “باعتباره فيروس شديد العدوى ومدمر للدواجن التجارية، فإنه عندما يتم اكتشاف طائر مصاب، يجب التخلص من جميع تلك الطيور في المنشأة وعدم بيعها”.

كما فرضت وزارة الزراعة الأميركية (USDA) أيضًا أن يكون اختبار أبقار الألبان سلبيًا بالنسبة للأنفلونزا الطيور”A” في مختبر معتمد، قبل شحنها وتوزيعها.

وحتى لو وصل الفيروس إلى البيض أو اللحم البقري، فإن “درجة حرارة الطهي العادية”، أو تسخين الأطعمة إلى 165 درجة على الأقل، “من شأنه أن يدمر الفيروس وكذلك البكتيريا المسببة للأمراض الأكثر شيوعًا مثل السالمونيلا”، وفقا للونغ.

ماذا عن الحليب ومنتجات الألبان؟

رغم العثور على جزيئات ميتة من شظايا فيروس الأنفلونزا غير المعدية في الحليب المبستر التجاري، والقشدة الحامضة، والجبن القريش، فقد طمأنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الجمهور بأن إمدادات الحليب آمنة.

وأوضح الخبراء أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بوجود أي فيروس حي في الحليب المبستر، مما يعني أنه خضع لعملية تسخين لقتل مسببات الأمراض المحتملة.

ونبهوا إلى أن “البيانات التي تم جمعها حتى الآن تظهر أن الفيروس، لحسن الحظ، لا ينجو من البسترة”، لافتين إلى أنه “جرى اختبار الحليب المبستر دون العثور على أي فيروس حي”، وبالتالي فإن تلك النوعية من الحليب آمنة للاستهلاك البشري.

ومع ذلك، ينصح الخبراء بعدم شرب الحليب غير المبستر، الذي يسمى أيضًا بالحليب الخام، وكذلك المنتجات التي تحتوي عليه.

ووفقا للخبراء، فإن “استهلاك الحليب الخام غير المبستر في الولايات المتحدة بالوقت الحالي، أمر محفوف بالمخاطر بالتأكيد”.

كيف نقلل من مخاطر الإصابة؟

بالإضافة إلى تجنب الحليب غير المبستر وطهي اللحوم والدجاج والبيض جيدًا، ينصح أستاذ الطب البيطري بجامعة ميريلاند، ناثانيال تابلانتي، باتخاذ الاحتياطات التي من شأنها أن تساعد في منع انتشار أي مسببات الأمراض.

ولفت إلى أن ذلك يشمل التخزين والتعامل المناسبين مع المنتجات الغذائية من الحيوانات، وكذلك “غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل”.

ووفقا للخبراء، فمن المهم أيضًا أن يبقى المرء في الولايات المتحدة على اطلاع بأحدث تطورات أنفلونزا الطيور عن طريق التحقق من المواقع الإلكترونية ذات المصادر الموثوقة، مثل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منه، وإدارة الغذاء والدواء، ووزارة الزراعة الأميركية (USDA).

Follow Us: 

Leave A Reply