الجمعة, نوفمبر 22
Banner

فلسطين و العقل الغربي – كتب الأستاذ علاء مدني

كنت قد اتخذت و قبل مدة غير وجيزة قرارا ً ،ان لا اكتب و أنشر الا في التربية والتعليم .لإيماني بأن التربية هي جسر عبور الافراد و المجتمعات و الامم نحو الحرية و العدالة و الديمقراطية و التطور و الازدهار ، خصوصاً في عالم متغير و بشكل سريع جداً .حيث مواكبة التطورات الرقمية و التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي لا يمكن ان تتم الا في ظل مجتمع متعلم يؤمن بالتربية و الثقافة سبيلاً لتحقيق الامال و الطموحات. لكن ما حصل في السابع من تشرين الاول و ما تلاه على مستوى فلسطين و لبنان من احداث مؤلمة و موجعة و مفجعة وضعنا جميعاً امام المشهد السوريالي الاغرب منذ الحرب العالمية الثانية فأنكفأنا الى ذواتنا نبحث داخلنا علنا نجد اجابات لبعض الاسئلة الجدلية، لماذا ؟ ماذا؟ متى؟ من؟ أسئلة كنا قد اعتقدنا ان ما حصل خلال و بعد الحرب العالمية الثانية, لا بد اجاب عليها و بالتفصيل و الوضوح الضروريان للانتقال بالعقل البشري و السلوك الانساني الى مرحلة جديدة من التعايش الحضاري لكن محرقة العصر الفلسطينية اثبتت و مما لا يترك مجالاً للشك ان العقل الغربي و من خلفه العربي هو عقل استعماري، عنصري ،تجاري، سادي، لا يؤمن بشيء من الشعارات التي قامت عليها دوله كمثل الحرية و العدالة و الإنسانية فالعقل الغربي و صنيعته اسرائيل و ربيبته معظم الدول العربية انما يثبتون و منذ الثامن من تشرين الاول انهم بدائيون، قبليون و عشائريون مرتزقون و قطاع سياسة ، مجرمون قاتلون مغتصبون، منافقون كذابون محتالون اقتصاد، و سماسرة اديان. ان ما يحصل في فلسطين عموماً و غزة خصوصاً من قتل و تشريد و تهجير و تدمير و تهديد و تخويف و بشكل ممنهج انما يدل على فظاعة العقل الغربي و عهر افكاره، حيث سمح و سهل و غطى و شارك العقل الاسرائيلي و آلته القاتلة بتدمير ما تبقى من فلسطين الجغرافيا و التاريخ و الديموغرافيا فبلغ عدد الشهداء او تجاوز الأربعين ألفاً بالاضافة الى مئة الف جريح و معوق و مليوني مهجر، اصابهم ما اصابهم من الخوف و الجزع و القلق و الجوع و العطش و المرض و النوم في العراء او الخيم ،نتيجة التدمير الممنهج للبيوت و المباني و المستشفيات و المدارس و الجامعات و المتاجر. حيث تشير التقديرات الأولية الى ما نسبته ٨٠٪؜ من غزة قد سوي بالارض، ما يضع الغزيين امام معضلتين احلاهما امر من العلقم و الزقوم، إما الانتظار لعشرات السنين في المخيمات القريبة او الارتحال الى المخيمات البعيدة. انها مجزرة العصر و مأساة القرن بأيادي صهيونية و عقول غربية و صمت عربي ، فالشركاء كثر و الضحية واحدة، فلسطين.

Leave A Reply