الجمعة, نوفمبر 22
Banner

التصلب المتعدد MS.. في يومه العالمي نَزفُّ خبر إمكانية العلاج بأسلوب حديث

يَحتفي العالم كل عام في 30 من شهر مايو باليوم العالمي للتصلب المتعدد MS، ويعود إطلاق هذا اليوم إلى العام 2009 من قِبل الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد MSIF وأعضائه العالميين، بما في ذلك الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد. فهو يوحّد الأفراد والمنظمات من جميع أنحاء العالم لرفع مستوى الوعي من أجل إحداث تغيير إيجابي في حياة أكثر من 2.8 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض التصلب العصبي المتعدد.

اكتشفي ماهية مرض التصلب المتعدد MS، أعراضه، وأسبابه. بالإضافة إلى أحدث الطرق العلاجية وفق الدكتورة مايا زين الدين، الاختصاصية المعتمدة للتصلب المتعدد.

ما هو التصلب المتعدد؟

التصلب المتعدد MS هو مرض مزمن يُصيب الجهاز العصبي المركزي. يُعتقد أنه اضطراب في المناعة الذاتية، وهي حالة يهاجم فيها الجسم نفسه عن طريق الخطأ.

لا يمكن التنبؤ بالإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، كما أنه يؤثر على الأشخاص بشكل مختلف، إذ قد يعاني بعض المرضى من أعراض خفيفة فقط، فيما يفقد آخرون قدرتهم على الرؤية بوضوح، أو الكتابة، أو التحدث، أو حتى المشي عندما ينقطع الاتصال بين الدماغ وأجزاء أخرى من الجسم.

يهاجم الجهاز المناعي المايلين (وهو مادة بروتينية ودهنية تحوط بالألياف العصبية وتحميها) عند الإصابة بمرض التصلب المتعدد، ويتم تدميره في العديد من المناطق. يؤدي فقدان المايلين إلى تكوين أنسجة ندبية تُسمى التصلب. وتُسمى هذه المناطق أيضاً باللويحات. عندما تتضرر الأعصاب بهذه الطريقة، فإنها لا تستطيع توصيل النبضات الكهربائية بشكل طبيعي من وإلى الدماغ.

عندما يُسبب مرض التصلب العصبي المتعدد هجمات متكررة، يطلق عليه “مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاس”. وحين تصبح الأعراض متقدمة مع مرور الوقت دون حدوث هجمات واضحة، يُطلق عليها اسم “مرض التصلب العصبي المتعدد المتدهور”.

أسباب التصلب المتعدد

عدة أسباب محتملة قد تكون خلف الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، وهي:

اضطرابات المناعة الذاتية؛

الفيروسات؛

العوامل البيئية؛

العوامل الوراثية.

أعراض التصلب المتعدد

قد يكون لكل شخص مُصاب بالتصلب المتعدد أعراض مختلفة. ولعل أبرز الأعراض هي كالآتي:

ازدواجية الرؤية أو عدم وضوحها؛

تشويه اللون الأحمر والأخضر؛

الألم وفقدان الرؤية بسبب تورم العصب البصري الناتج عن الالتهاب؛

صعوبات في المشي والتوازن؛

شعور بالخدر أو الوخز أو التنميل.

أعراض أخرى لمرض التصلب المتعدد

ضعف عضلات الذراعين والساقين

مشكلة في التنسيق (قد يعاني المريض من مشاكل في المشي أو الوقوف. وقد تكون أيضاً مشلولاً جزئياً أو كلياً).

التشنج الناتج عن زيادة قوة العضلات بشكل لا إرادي، مما يؤدي إلى تصلب وتشنجات.

التعب المستمر.

فقدان الشعور.

مشاكل في الكلام.

رعشة ودوخة وفقدان السمع.

مشكلة في الأمعاء والمثانة.

اكتئاب وغير ذلك.

أحدث علاجات التصلب المتعدد وفق طبيبة متخصصة

وللاطلاع على أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية والدراسات حول إدارة مرض التصلب المتعدد MS وعلاجاته المتاحة، لبّت “سيّدتي” دعوة المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية- مستشفى رزق في بيروت، لحضور يوم توعوي حول المرض والكشف عن جديد الطب في هذا المجال، ووجهت السؤال إلى الدكتورة مايا زين الدين، أستاذة جامعية سريرية في الجامعة اللبنانية الأميركية واختصاصية معتمدة للتصلب المتعدد، حول أحدث العلاجات التي تمنح الأمل للمرضى، فأجابت”: في السنوات القليلة الماضية ظهرت علاجات جديدة للتصلب المتعدد، تُسمى خط الدفاع الأول Platform Therapy، التي تتحايل على جهاز المناعة، ولكنها لا تعمل على كبته.

لكن العلاجات الحديثة باتت قادرةً على كبت جهاز المناعة، وفاعليتها عالية جداً، وتم إثبات فاعليتها في الأبحاث العالمية، حتى صارت لدينا نتائج على مدى فاعليتها على المدى البعيد وأعراضها الجانبية أيضاً؛ هي عقاقير آمنة نوعاً ما- كون أي دواء له أعراض جانبية- إنما أعراضها الجانبية بسيطة وفاعليتها العالية تتخطى هذه الأعراض. يعني أن مريض التصلب المتعدد الذي سيتناول هذا الدواء الجديد فإنه سيوقف الضرر الذي يسببه المرض رغم حدوث بعض الآثار الجانبية البسيطة، خصوصاً أن التصلب المتعدد مرض لا يمكن عكسه، بمعنى أننا لا يمكن إصلاح الضرر الذي حصل بنتيجته.

لذلك، فإن العلاج المبكر هو على قدر من الأهمية من أجل تجنّب حدوث ضرر، من أجل الحفاظ على صحة الجهاز العصبي للمريض، وخصوصاً أعصاب الحبل الشوكي والدماغ”.

وحول مدى فاعلية العلاجات الجديدة مقارنة بالسابقة، تقول الدكتورة مايا زين الدين: “هذه العلاجات الجديدة تملك فاعلية عالية جداً في كبت جهاز المناعة مباشرة Immunosuppressive Drugs؛ وهي متوفرة على شكل حبوب، وأدوية تُقدم للمريض بواسطة المصل، أو على شكل حُقَن يحقنها المريض تحت الجلد بنفسه في المنزل”.

وهل من علاجات جديدة أخرى لمرض التصلب المتعدد تتوقعون أن تبصر النور؟

هناك علاجات جديدة أخرى قيد الدراسة من قبل العلماء والباحثين، وجميعها ترتكز على كبت جهاز المناعة لدى مريض التصلب المتعدد، من أجل منع تطور المرض وتدهور حالة المريض، وليحيا المريض حياة مستقرة.

علماً بأن جميع علاجات التصلب المتعدد لا تُعالج المرض وتشفي المريض شفاءً نهائياً، بل هدفها منع حدوث هجمات من جهاز المناعة على الأعصاب، وتمنع حدوث ندوب في الدماغ والحبل الشوكي، وتجعل المريض في حالة مستقرة وحياة شبه طبيعية.

هذه العلاجات لا تعالج أعراض المرض، مثل الاكتئاب أو التعب أو غير ذلك من الأعراض. لذلك ينقسم علاج التصلب المتعدد إلى قسمين: قسم يعمل على كبت جهاز المناعة لمنع تطور المرض باستخدام الأدوية التي تُغير مسار المرض والكابتة للمناعة Disease Modifying Therapies، وقسم آخر يعتمد على علاج كل عرض من أعراض مرض التصلب المتعدد، علماً بأن لكل مريض أعراضاً مختلفة عن سواه؛ الأمر الذي يُحسّن جودة حياة المريض.

هذا مع وجوب الإشارة إلى أن العلاج بالخلايا الجذعية، هو علاج قيد الدرس أيضاً في حالة “التصلب المتعدد التقدمي المتدهور” Progressive multiple sclerosis، لأنها أثبتت فاعليتها في نوع مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاس Relapsing MS.

كما أنه يتم العمل على عقاقير لترميم الأعصاب التالفة Remyelination drugs، حيث يعمل الباحثون على مدى إمكانية إدخال هذه الأدوية إلى الدماغ لترميم الأعصاب التالفة، كون الأدوية الحالية لا يمكنها تحقيق ذلك، كما سبق وذكرت.

ورداً على سؤال حول مدى وضوح مرض التصلب المتعدد للأطباء المعالجين، تُجيب الدكتورة “زين الدين” قائلة: “في السنوات العشر الأخيرة، بتنا كاختصاصيين في التصلب المتعدد على معرفة كبيرة بماهية المرض، وأسبابه، مما جلعنا قادرين على التشخيص المبكر، وتأكيد التشخيص بأدوات حديثة ومبتكرة، حيث تطور التصوير بالرنين المغاطيسي MRI، وتطورت بروتوكلات التشخيص، وسمات التشخيص أيضاً؛ مما سهّل علينا علية التخشيص الدقيق للمرض وباكراً.

التعايش مع التصلب المتعدد

أهمية السلوكيات الصحية: للبقاء بصحة جيدة مع مرض التصلب المتعدد فإن الأمر أكثر من مجرد إدارة للمرض وأعراضه. تُظهر الأبحاث أن بعض السلوكيات الصحية يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على تطور مرض التصلب العصبي المتعدد والعمر. وتشمل الآتي:

التركيز على تناول طعام صحي وبكميات صحية؛

ممارسة التمارين الرياضة؛

عدم التدخين؛

الرعاية الوقائية المستمرة؛

إدارة الحالات المرضية الأخرى على نحو جيد.

يمكن أن تساعد الخطوات الآنفة على تحسين عافية مريض التصلب المتعدد بشكل عام. وقد يكون من الضروري استشارة الطبيب الخاص بك قبل إجراء أي تغيير في النظام الغذائي أو برنامج التمارين الرياضية.

أهمية الرفاه العاطفي

الرفاهية العاطفية هي ضرورية للجميع، وخصوصاً لمرضى التصلب المتعدد، حيث تؤثر العواطف على:

كيفية الشعور بالجسم.

الدافع الخاص لرعاية الصحة.

كمية ونوعية الطعام المتناولة.

كمية ممارسة التمارين الرياضة.

كيفية التعامل مع الآخرين ومع العالم المحيط.

مدى الانخراط بشكل مكثف وسعيد في الأدوار التي تمَّ اختيارها.

يمكنك رعاية وتعزيز الرفاهية العاطفية، لمواجهة التغيرات والتحديات.

توصيات التطعيم

لدى العديد من الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد مخاوف بشأن سلامة اللقاحات الروتينية وتلك الخاصة بالسفر.

بشكل عام، يوصي الأطباء بتلقي اللقاحات وفقاً لجدول اللقاحات القياسي للأعمار من 19 عاماً فما فوق، من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

ولقد عمد خبراء من الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب (AAN) بمراجعة الأدلة العلمية المتاحة حول العدوى واستخدام اللقاحات في مرض التصلب العصبي المتعدد وقدموا بعض التوصيات:

قبل تلقي أي لقاح، يجب التحدث مع الطبيب المشرف على المريض؛

يجب أن يتلقى الأشخاص المصابون بمرض التصلب العصبي المتعدد اللقاحات وفقاً لإرشادات اللقاحات القياسية.

تُعد الوقاية من العدوى من خلال استخدام اللقاح جزءاً أساسياً من الرعاية الطبية للأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد.

Follow Us: 

 

Leave A Reply