الإعلامية جمانة كرم عياد
لأمهات الشهداء،
إلى العظيمات بيننا. إلى الصامدات الصابرات. إلى من منحنا شرف العزة والبقاء. إلى من فتح أمامنا مفاهيم التضحية والشهادة،
لا توجد كلمات أو حروف تصّور مشاعرنا، ونحن نرى ونسمع عن بطولات أبنائكن، ولا توجد لغة مهما كانت كبيرة وشاسعة تستطيع أن تعبّر عن عظمة تلك التضحيات.
هذا قدر أمهات الجنوب. وهو قضاء الله ومشيئته التي لا رادّ لها.
إن أبناؤكن هم أبناءٌ لكل الجنوبيين الشرفاء الصامدين.
إننا نعلم مقدار الغصة والألم الذي يشكله رحيل الأبناء. لكن الجنوب الأبي علمنا معنى الصبر والمقاومة، ومنه تربته الشريفة الطاهرة أخذنا قوة الإيمان بقضاء الله وقدره من ناحية، وبحقنا في أرضنا من ناحية أخرى.
من دماء الشهداء أيتها الحبيبات، ينبني مجد الجنوب، ويرتفع عالياً بيرق المقاومة وضاء وساطعاً كنور شمس لا تغيب. ومن أرواحهم الطاهرة نزرع نبتة نادرة لا يعرفها من كان من أمثالكن: نبتة الكرامة، التي لا يشبهها شيء، والتي نحافظ عليها بأشفار عيوننا.
لأبنائكن الشهداء جنات الله الوسيعة. ولكن أيتها الغاليات على قلوبنا جميل الصبر وجزيل الأجر.
