الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الخطيب رعى حفل توقيع كتاب أسرة بلا تربية لمؤلفه البروفيسور الشيخ محمد أحمد حجازي

برعاية نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب اقام اللقاء التنسيقي لصون الأسرة والقيم في مقر المجلس حفل توقيع كتاب أسرة بلا تربية لمؤلفه البروفيسور الشيخ محمد أحمد حجازي، بحضور ممثل غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المونسنيور د. عبدو ابو كسم ، ممثل سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ بلال الملا، ممثل سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى الشيخ سامي عبد الخالق، ممثل سعادة السفير الجمهورية الإيرانية في لبنان السيد مهدي نبيوني، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، النائب السابق محمد نصرالله،عضو هيئة الرئاسة في حركة امل د.عباس نصرالله وعضوي الهيئة التنفيذية بسام طليس ومفيد الخليل، عميد كلية الدراسات في الجامعة الإسلامية البروفيسور غازي قانصو، امين عام حزب الاشتراكيين العرب حسين عثمان، مدير عام جمعية التعليم الديني الاسلامي محمد سماحة، ممثل جمعية الإرشاد والإصلاح خضر الأغا، وفد جمعية كشافة الرسالة الاسلامية، و جمعية كشافة الإمام المهدي، وحشد من علماء الدين وشخصيات تربوية واجتماعية وإعلامية وأعضاء الملتقى اللبناني لصون الأسرة والقيم وأعضاء اللقاء التنسيقي لصون الأسرة ومهتمين.

وبعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للقارئ احمد المقداد، والنشيد الوطني اللبناني، قدمت للحفل السيدة امل وهبي، والقى راعي الحفل العلامة الخطيب كلمة رحب فيها بالحضور بهذه المناسبة التي هي إحدى نشاطات الملتقى اللبناني لصون الأسرة والقيم الذي تكوّن منذ سنة تقريبا وعقد مؤتمره الأول في الأونيسكو، وكان نجاحاً يدل على خلاف ما كان يظهره بعض الإعلام أن الثقافة البديلة التي يُعمل على ترويجها ثقافة الفساد الإجتماعي وضرب الأسرة الروحية اللبنانية والإجتماعية والتربوية، و تبيّن أن ما أوحى به هذا الإعلام غير صحيح وأن المجتمع اللبناني بأغلبيته الساحقة متعلق بقيمه الروحية و الإجتماعية التي وإن كان في بدايتها قد ورثها من الآباء والأجداد وبُني عليها لبنان، ولكنه أيضا كان بإختيار منهم وليس أمراً مفروضاً عليهم، بل ربما يُفهم من هذه الثقافة أنها ثقافة موروثةٌ ومفروضة على المجتمع ومفروضة على الأجيال، و على العكس من ذلك أن هناك محاولات من أجل تخريب هذه البيئة وتخريب هذا البلد وتخريب هذه الأجيال لأهداف خطيرة تهدف إلى ضرب مجتمعاتنا وما فيها من مقومات قيمية فاضلة تعمل على اللحمة بين أبناء المجتمع الواحد التي أساسها الأسرة والتي منها تبدأ الأسرة، ونحن جميعاً ندرك ما لهذه الأسرة من أهمية لأنها هي النقطة المركزية لأي مجتمع من المجتمعات وإذا كانت هذه الأسرة سليمة سيكون هذا المجتمع حينئذٍ سليماً، وإذا كانت الأسرة مترابطة سيكون المجتمع مترابطاً.

واكد سماحته إن جميع الأديان تشترك في أمر واحد هو القيم المعنوية والقيم الروحية التي هي عبارة عن الكوابح التي تقف أمام أن تشط الغرائز في الإنسان وتدفعه إلى ما لا يُحمد عقباه إلى الفساد وإلى الخراب، ويحاول أعداؤنا وأعداء مجتمعنا ضرب هذه القيم الروحية التي يتمتع فيها مجتمعنا من كل الطوائف، فيُعمل على ضربها لأنها هي نقطة القوة الأساسية التي نستطيع من خلالها الحفاظ على وحدة أسرتنا وعلى وحدة بيئتنا وعلى وحدة مجتمعنا وعلى وحدة بلدنا، وأي أمة من الأمم تخلو من القيم التي تجتمع عليها حينئذ هذه البيئة ستكون بيئةً غير صالحة بيئة للفساد و للخراب ولن يكون هناك بلد ولن يكون هناك وطن، ولقد إستطعنا من خلال هذا التاريخ الطويل أن نقف أمام عوامل التحديات التي واجهتنا و إستطعنا أن نجتازها بهذه القيم الروحية الأساسية.

واردف…لذلك فإن إحدى أسباب هذا النشاط هو إحياء هذه القيم والمحافظة عليها والإشارة إلى عوامل الضعف وعوامل الخطر التي تواجه هذا المجتمع وبالأخص المجتمع اللبناني المتنوع روحياً وثقافياً وفكرياً ولكننا جميعاً نحرص على أن نكون معاً في مواجهة هذا الخطر الذي لا يهدد بيئة بعينها ولا طائفة بعينها وإنما يهدد الجميع ، ونحن رأينا من أول يوم أن هناك محاولات لضرب القيم اللبنانية والأسرة اللبنانية و سعينا مع إخواننا رؤساء الطوائف الروحيين للتعاون معاً فتشكل هذا اللقاء والحمدلله رب العالمين أنا أشكر ممثلي الطوائف الموجودين في هذا اللقاء الذين يبذلون جهداً جيداً في هذا المجال، وها هي إحدى ثمارات هذا اللقاء أن يكون هذا الكتاب الذي أنتجه الأخ الشيخ محمد حجازي حول هذا الموضوع ،وأن يشير إلى موضوع مهم جداً في الحفاظ على الأسرة وفي الحفاظ على المجتمع إلى العامل السلبي ليلفت النظر ربما هذا العنوان” أسرة بلا تربية” يعطي جواً سلبياً ولكنه ليس كذلك المقصود ما هو أثر التربية، ما هي أهمية التربية على الأسرة وما هي النتائج التي ستفضي إليها أو سيفضي إليها التخلي عن هذا الجهد في الموضوع التربوي فيما لا سمح الله أهملنا هذا الجانب الذي يحتاج من المجتمع اللبناني ومن كل تشكيلاته ومن كل مؤسساته أن يكون الموضوع التربوي هو موضوعاً أساسياً، ونكرر دائماً هذه النقطة أن هذا الجانب لا يؤخذ في الجانب التعليمي وفي المدارس وفي الجامعات موضوع القيم والإهتمام بالقيم، وللأسف هناك تقصير من الدولة و من الوزارات المختصة في ذلك وهذا ما يجب أن نلفت النظر إليه وأن يُعاد النظر فيه من خلال البرامج المدرسية بأن يعود موضوع التربية الأسرية والأخلاقية إلى الجامعات وإلى المدارس وإلى الناشئة وأن تكون العلامة التي توضع للموضوع التربوي مثلها مثل أهم المواد التي تهتم بها المدارس ، وخاصة ان الموضوع العلمي يُهتم به فيوضع له أعلى النقاط أما في الموضوع التربوي هو للأسف خارجٌ عن الإهتمام.

وختم سماحته بتوجيه الشكر للحضور و للدكتور حجازي على نتاجه العلمي، متمنياً إن تكون هناك مناسبات أخرى اذا شاء الله في هذا الطريق طريق الإنتاج الفكري والثقافي بما يعزز هذا الإجتماع المجتمع اللبناني ويحافظ عليه.

والقى ممثل سماحة شيخ العقل في الملتقى اللبناني لصون الاسرة والقيم الشيخ سامي عبد الخالق التي جاء فيها: شرفني اخواني التحدث اليوم باسم الملتقى اللبناني لصون الاسرة والقيم بمناسبة صدور كتاب أخي وصديقي الشيخ البرفسور محمد حجازي الذي قدر لنا سوياً مع اخوان افاضل تأسيس الملتقى اللبناني برعاية أصحاب السماحة والغبطة لطرح ودرس الاشكاليات المجتمعية والعلاقات الانسانية في ظل التدهور الاخلاقي لتوعية وتوجيه المجتمع اللبناني بطريقة علمية مستنيرة بالقيَم الدّينية تعنى بكمال الانسان الروحي وقواعد الشرع الالهي ، واحترام الحرية بمعناها الانساني النبيل المحقق للكمال الآنف الذكر ، والقائم على احترام الانسان لحكمة التكوين الالهي وفطرة الخير.

ان الزواج في الاسلام هو حكم من احكام الشريعة شُرِّع لمصلحة العالَمين. وهو ما يترتب عليه من تحقيق منفعة او دفع مفسدة عن العباد . وقد تخفى الحكمة علينا في بعض المشروعات لحكمة يعلمها الحكيم سبحانه ، وهي إظهار عجز العباد وقصور علمهم مصداقاً لقوله تعالى (وما أوتيتم من العلم الا قليلاً) وفي الزواج كثير من الحكم منها ما يعود بالنفع على الزوجين ومنها ما يعود على المجتمع.

فلما كان الغرض من خلق الانسان ان يكون خليفة الله في ارضه كما قال تعالى عند خلق آدم عليه السلام ( اني جاعل في الارض خليفة ) لتعمر الارض. والعمارة لا تكون بفرد واحد مهما طال عمره ، فكان لا بد من التوالد ، والتوالد يتحقق من اجتماع النوعين (الذكر والانثى) . ولكن الله لم يسو بين الانسان وغيره من المخلوقات بل فضله وكرمه (ولقد كرمنا بني آدم) وتفضيله يقتضي ان يكون تكاثره بطريق اشرف من مجرد اختلاط، فشرع الزواج طريقاً لاختلاط البشر حتى يكون بقاؤهم على اكمل وجوه البقاء ، وقوله تعالى:”ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”. الروم 1 ، فهذه الآية تبين غاية مهمة جدا من غايات الزواج بها تستقر الحياة الزوجية.ولا يكون الزواج وسيلة الى هذه الغاية الا اذا تحددت العلاقة بينهما على اساس التعاون والمشاركة في بناء الاسرة ومستقبلها دون ان يتحكم احدهما بالآخر.

وقد شدد المؤلف في كتابه على الالتزام الديني في كيفية تحصين الاسرة وتربية الاولاد من خلال التقرب منهم ومتابعتهم ومعاينة مشاكلهم التربوية بكل صدق واخلاص لانضاج الوعي الارشادي والتوجيهي داخل الاسرة ، للابتعاد عن الانزلاق في مهاوي الشهوات الدنيوية والميول الجامحة نحو الانحراف الاخلاقي السيئ والمفسد للمجتمع والاسرة. فالاسرة هي الاساس في بناء مجتمع راقٍ ليكون نواة لبناء وطن راقٍ مبني على الفضيلة والايثار.

إنَّها فكرة سديدة ان يُقارب المؤلّف المسألة في كتابِه من وجهة التَّنبيه على الجانب السلبيّ لهذه المسألة الخطيرة وهو جانب “إهمال الجهد التّربويّ العائلي” في تنشئة فلذات الأكباد. فبيَّن وفنَّد العواقب الوخيمة التي تُسبِّبها الغفلة عن الاهتمام الوافي بما يمكن تسميته “الأبعاد المعنوية والخُلقيَّة” الجوهريَّة فيما يتجاوز الانشغال بضرورات العيْش الدنيويّ.

ولأن الزواج يعتبر من ادق واخطر العقود التي يمكن للإنسان أن يوقع عليها لأنه عقد الحياة ، فمن الواجب تركيز التوجيه في كيفية انعقاده وان يكون كما طرح الشيخ محمد في كتابه القيم الذي بين ايدينا، خطوات للتوعية قبل الزواج ليطَّلع من يريد ان يتزوج على المسؤوليات والالتزامات الجديدة وآثارها عليهم .

ونحن في الملتقى اللبناني لصون الأسرة والقيم ، نرى انه من الواجب التعاون مع المحاكم المذهبية او الشرعية لدراسة تشريعات تحدد كيفية خضوع كل من يريد الزواج لدورة متخصصة تقيمية تأخذ بعين الإعتبار ما يلي :

أولاً : خضوع الرجل والمرأة لتقييم علمي نفسي دقيق .

ثانياً : الخضوع لتقييم أسري من قبل لجنة علمية لمعرفة وضع الأسرة .

ثالثاً : إخضاعهم لإختبارات في كيفية تقبل الآخر لمعرفة ردة الفعل عند اختلاف الأفكار او المقاربات .

وهذه كلّها أفكار تُوجب بذل الجهود لوضع المقاربات العمليَّة اللائقة لوضعها في سياقها الاجتماعي العام.

وهي أفكار يمكن مناقشتها، و نحن بحاجة لبحثها لأن التدهور الحاصل بوتائر متسارعة وعلينا ادراك ما يمكن ادراكه قبل فوات الأوان ، لأن مظاهر الإنحراف وافتعال الجرائم التي ذكرها الشيخ محمد في الفصل الثالث من الكتاب خطيرة جداً وتستدعي منا التحرك بأقصى ما يمكن . واقتبس ما ذكره في خاتمة الكتاب :” فالأسرة الشرقية لها أصولها ومبادئها وعاداتها ، ولا بد من العودة اليها برؤية علمية غير تقليدية … وكذلك تعدد نماذج القدوة بين ما يصلح وما لا يصلح ، يؤدي الى ذهاب الهدف الأسمى من الزواج ، ويخلق بيئة غير صالحة لإكمال المشروع الإنساني في الأرض ، وبالتالي ينتج أُسراً لا هوية لها تعيش حالات من الضياع “.انتهى

﴿وَقُـلِ اعْـمَـلُوا فَسيَرى اللهُ عـمَـلَـكُم ورسُولُـهُ والمُـؤمنُون﴾ صدقَ اللهُ العظِيم.

والقى ممثل اللقاء التنسيقي لصون الاسرة والقيم الشيخ د. عباس كنعان كلمة قال فيها: يَظهر للمتتبع، والباحث والمواكب أنّ هناك حيزًا من الواقع الاجتماعي المعاش، يحيط به الكثير من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية التي تستهدف الأسرة بالتحديد، والتي تحتاج إلى مقاربات نظريةٍ وتأصيليةٍ، وعلمية، وعلاجية، لا يمكن للحريص أو القيِّم، أو من يحمل روح المسؤولية الجادة أن يتغاضى عن هذا الواقع، أو يغفل عن رصده ومتابعته،.. ومن خلال الخطاب الإلهي، والدعوة الربانية، لقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ…)-التحريم: 6

يسعى اللقاء التنسيقي لصون الأسرة والقيم، عبر مكوّناته المتعددة، من مؤسسات وجمعيات تربوية واجتماعية وثقافية وتعليمية، وبما تمثل من حضور وحيثيات فعلية، إلى مواكبة هذا الواقع، والعمل على معالجة ما يمكن علاجُه، بإمكانياتها المتاحة، وقدراتها المتوافرة.

وفي هذا السياق، ونحن في محفل إطلاق كتاب أراد المؤلف مشكورًا إثارة جملةً من القضايا المرتبطة بالأسرة، وتسليط الضوء على الواقع الذي يحتاج إلى مواكبة دؤوبة ومستمرة، وهو ما يُشجِّع على التأليف والترويج للإنتاج العلمي وإعداد الإصدارات والمحتويات الفكرية والتربوية والثقافية والفنية الخاص بالأسرة، وبما يسهم في رفع الوعي العام لأبناء مجتمعنا بالتربية والثقافة الأسرية، كان لا بد من الإضاءة على عدة نقاط محورية، وفقًا للآتي:

أولاً: العودة إلى الأسرة: إن الأسرة اليوم تحتاج إلى عودة الأبوين إليها، لرفع معدل الاهتمام والمتابعة لشؤونها، ووظائفها، وقضاياها، عودةً واعيةً وحريصةً، ومتواصلةً وحثيثةً، وبما يمثلان (أي الأبوان) من حضانة وحصانة إيمانية وثقافية وعاطفية ومعنوية، وذلك لإعادة إحياء هذا المكون الاجتماعي الضروري والمحوري في حياتنا اليومية، ولكي تشكل الأسرة الحاضنة التربوية الأفعل والأكثر جدوى وتأثيرًا على وعي الأبناء وتربيتهم، وبناء شخصياتهم، وتعزيز مختلف الجوانب الإيمانية والأخلاقية والمعرفية والنفسية،… لديهم.

ثانيًا: رفع فعالية العمل الأسري:إنَّ مجتمعنا غني بالكثير من الأطر والمؤسسات التي يكن أن تكون سندًا قويًا إلى جانب الأسرة وعضدًا لها، ولهذا نحتاج إلى رفع مستوى فعالية مختلف الجهات من جمعيات، ومراكز ومؤسسات، والتي تعمل في إطار التوجيه والإرشاد الأسري أو التربوي أو العلاجي الأسري، ورفع مستوى التواصل والتعاون بين مختلف الجهات ذات الصلة، وتعزيز الفعاليات والأنشطة المساهمة في تعزيز الوعي الأسري، أو معالجة المشكلات التي تطالها، أو المساهمة في تدبير شؤونها.

كما ونؤكد في هذا السياق على العناية بالتخصصات الجامعية والتشجيع عليها، والتي تُعنى بالجوانب الأسرية المختلفة، وتشكيل الأطر، ودعم ومساندة المبادارات التي تعزز العمل الأسري في الأحياء والقرى، ومختلف المناطق والمؤسسات.

ثالثًا: التشريعات والقوانين، إن حجم ما يحاك أو يصار إلى استهدافه من عوامل ترتبط بالأسرة ومكوناتها ومؤثراتها، وآخرها قضية الشذوذ وعصابات الاستغلال والتحرش، والتي أشار المؤلف في هذا الكتاب إلى بعض جوانبها، مما يفترض وجود حاضنة تشريعية وقانونية مستقيمة، تحفظ مكانة الأسرة، وعناصِرها، وعوامِلَ استمرارِها، ومنظومة القيم فيها، وهو ما يستدعي النظر في بعض التشريعات وآليات تطبيقها، وقوانينها الإجرائية، وبما يحفظ قدسية الأسرة ومكانتها وتماسكها، أو منع ما يمكن أن يشكّل تشريعًا يرتّب خللاً في بنائها، ووجودها.

رابعًا: وسائل الإعلام والصفحات والمنابر الإعلامية،ونظرًا للدور الفاعل والمؤثر لوسائل الاعلام، وتقنياتها الحديثة، يقتضي العمل على تعزيز البرامج التي تساهم في الثقافة الأسرية الأصيلة والسليمة، والتي حاول الكاتب تقديم بعضٍ منها في هذا الكتاب، والابتعاد أو مواجهة كل محتوى يمكن أن ينشر في مجتعمنا فسادًا وتفلتًا أخلاقيًا وقيميًا، وعدم تسليط الضوء على النماذج السيئة التي تشوه الحياة الأسرية وتضرب قيمها، وقداستها.

خامسًا: المناهج والبرامج التربوية، بما أن المناهج التربوية والتعليمية تشكل قناةً حيوية ورئيسة في صناعة الأجيال وتربيتهم في أي بلدٍ من البلدان، ومدخلاً حيويًا في هوية وثقافة أي مجتمع من المجتمعات، ونظرًا لما يتغلغل أو قد ينفذ من خلالها من مفاهيم أو ملابسات أو مفردات، اقتضى الأمر إيلاء الأسرة الاهتمام والرعاية اللازمة في هذا السياق.

وتعزيز المحتوى الثقافي والتربوي الموجه والمدروس، بما يشكل وعيًا حصينًا.

سادسًا: المنظمات وجمعيات المجتمع المدني، يتميز لبنان بالعديد من الصفات الفريدة، وآخرها، جمعيات المجتمع المدني، وقد يكون (لبنان) الأول في العالم على مستوى عدد هذه الجمعيات نسبة لعدد السكان، وحيث أن بعضها-كما وسبق وأن أضأنا عليه في اللقاء التنسيقي لصون الأسرة والقيم وعلى بعض المشاريع التي تقع محل إلتباسٍ وخطورة، نظرًا لمحتوياتِها ومفرداتِ ومعالمِ خطابِها وطروحاتِها، ولما لها من تداعياتٍ على الأسرة بمجملها، وإن كانت تحمل في ظاهرها العناوين المنمّقة والناعمة، وتحظى بالتمويل المغري والجاذب للبعض، وهو ما يستدعي التنَبُّه، وإعادة النظر والالتفات إلى ما تقدم من برامج، ومشاريع تطلق من هنا وهناك.

سابعًا: الاعتزاز بنتاج وصمود أسرنا المقاومة، وبالرغم من كل ما تقدم على مستوى التحديات والمشكلات المتعددة والمتداخلة التي تطال أسرنا، والتي كانت موضوعًا محوريًا في الكتاب الذي نحن بصدد توقيعه، لا تزال الأسرة في مجتمعنا المقاوم، صامدة رغم كل العواصف والتحديات، تقدم التضحيات الجسام، من تربية المقاومين الشرفاء، والشهداء الإعزاء الذين يشكلون مجتمعًا أبيًا ووفيًا، ويروون بعطاءاتهم ودمائهم تراب هذا الوطن العزيز، مما يستدعي منا توجيه التحية والتقدير لكل أسرة شهيد، ومقاوم، وجريح، بذل أغلى ما لديه من أجل إعزاز هذا البلد، ودفاعًا عن الأرض والمقدسات، ومؤازرةً لكل مظلوم ومضطهدٍ، وهذه الأسرة لا تزال صامدة، تُعطي كل يومٍ وتقدّم وتضحي.

ومجددًا نتوجه بالتقدير والتحية إلى الكاتب العزيز، على ما قدم وبذل، ونبارك له فيما أنتج وأعطى في هذا الكتاب، ونسأل الله التوفيق لكم وللجميع، للمزيد من العطاءات التي تخدم الأسرة وتحفظها.

وشكر الشيخ حجازي في كلمته الحضور على مشاركتهم، لافتاً الى ان كتاب أسرة بلا تربية يؤصل لنتائج الإهمال التربوي وذلك وفقا للرؤية القرآنية وخصوصا فيما يتعلق بالطرح القرآني حول الذريات الصالحة والذريات غير الصالحة، حيث يبين المسؤولية الأسرية الجماعية تجاه العمل على تثبيت اركان التوحيد في الارض وان الأسرة الصالحة وفي مقدمتها بيوت الانبياء تحمل هما واحدا الا وهو إنجاب الأولاد والذراري الذين يسبحون الله في هذه المرحلة الدنيوية العابرة ويورثون الادب الإلهي الرفيع للأجيال اللاحقة.وهذا على عكس ذريات الطواغيت في الأرض حيث يورثون الإلحاد وانتهاك الحرمات الإلهية ،وقد تم عرض ذلك طبقا لمنظومة قرآنية شاملة.ومن ثم استعرضت كافة المشاكل المتوقعة وغير المتوقعة بسبب الفشل التربوي والإرشادي والتنشئة السيئة .إن هذا الكتاب هو محاولة اولى للحديث عن الرابط بين انهيار جزء من الأمة وبين الفشل الأسري.

والقى المونسنيور ابو كسم مداخلة راى فيها ان مضمون الكتاب بشكل عام وما نعيشه في مجتمعنا بشكل خاص، يشير الى اننا في معركة دائمة بين القيم الأخلاقية والدينية من جهة وبين التفلت من جهة أخرى، التلفت بكل أشكاله، سلاح هذه المعركة هي شبكات التواصل الاجتماعي التي جعلت من هذه الدنيا كلها حسب المفهوم الإعلامي قرية كونية، لم يبقَ خصوصية لمجتمع او لعائلة انما أصبح كل شيء متاحاً ومباحاً ولم يبقَ في العائلة أي ضوابط، نحن في لبنان أسسنا هذا الملتقى اللبناني لصون الأسرة والقيم وهو عابر للطوائف ولكن يتعاون مع كل المؤسسات التي تعتني بالأسرة، وهنالك مسؤولية مشتركة بين الأهل وبين الدين، الدين هو الذي يحفظ للعائلة أهميتها وخصوصيتها، هذه التنشئة التي تحصل في المنزل هي مسؤولية الأهل (الأم والأب) من جهة، ومن جهة ثانية هي مسؤولية الكنيسة والجامع والحسينية وكل الجمعيات الدينية، ويجب أن يكون هناك تعاون مشترك، واذا كان الأهل غير مؤمنين عبثاً أن يجعلوا من عائلتهم بيئة مؤمنة، نحن نسميها كنيسة بيتية، العائلة هي كنيسة بيتية، فيها نعلم الصلاة والاخلاق والآداب والقيم والتمسك بالجذور والعادات والتقاليد اللبنانية، العائلة هي مدرسة بيتية وكنيسة بيتية، والدور الثاني هو للمدارس التي يجب أن تولي أهمية للتربية الدينية، وقد تكلم سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب عن المدرسة والتنشئة والتربية في المدارس التي يجب أن تكون قبل العلم، لأن التربية تحفظ وتصون الشخص، العلم يمكن أن يعطيه قوة في المجتمع واذا لم يكن مؤمناً سيذهب الى الالحاد، المنزل والمدرسة لهم مسؤولية والدولة لها مسؤولية أيضاً، لا أخفيكم أننا في كل عام نقف جميعاً في وجه عادات وتقاليد وشواذات وأفكار تضرب المجتمع اللبناني كالمثلية الجنسية والتحرر تحت ستار الحرية التي هي التفلت وغيرها، نحن نعمل مع الدولة في المنهج التربوي حتى لا يمر أي شيء من هذه الأفكار المندسة من خلال المناهج لكي لا تأخذ أولادنا الى أماكن غير سليمة.

وختم ابو كسم..علينا مسؤوليات كبيرة، قالوا لنا أن هناك الكثير من الجمعيات سيوقفوا عنها الدعم اذا لم تفتح المجال لبثّ أفكار غريبة عن مجتمعنا كالمثلية وغيرها، نحن نحارب وندافع عن القيم وينعتوننا بالتخلّف ونحن في الواقع المتقدمين في الفكر ونرفع الإنسان للأنسنة وهم يأخذوه لطبع حيواني بلا قلب ولا فكر، ولذلك يجب أن لا نتخلى عن مسؤولياتنا في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتناـ ويجب أن نكون مع الدولة في سنّ قوانين تمنع كل أشكال التفلّت الأخلاقي، وأتمنى لصديقنا الشيخ محمد حجازي كل النشاط وأتمنى لعائلاتنا أن يظلوا واعيين ومتمسكين بالدين والأخلاق لنبني مجتمعاً منيعاً وبنّاءً ومبدعاً، مجتمع يعرف معنى الإنسانية.

Leave A Reply