الدعوة للحوار من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ليست جديدة، وهو مارسها باساليب مختلفة يقول مصدر مقرب من رئيس المجلس النيابي، الذي يذكر بالحوار بين “المستقبل” وحزب الله في عين التينة، وبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان بعد احداث في الجبل، كما لم يفته ايضا رعاية حوار فلسطيني – فلسطيني.
ويسأل المصدر بحسب “الديار” لماذا الخوف من الحوار مع انسداد افق الحل الرئاسي في مهلة قريبة؟ يخطئ من يظن ويروج بأن بري يقصد بالحوار تسويق مرشحه سليمان فرنجيه، لانه لم يضع جدول اعمال للحوار، بل هو محصور بعنوان واحد كيف يمكن التوصل الى حل لبناني يصنع رئيس الجمهورية، ومن يقول غير ذلك فليقدم الادلة.
ويضيف المصدر: ما يطالب به رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الرئيس بري بالدعوة الى جلسة انتخاب وتركها مفتوحة، هو كلام سطحي وشعبوي وغرائزي، ويذكّر المصدر بان رئيس مجلس النواب كان اول من بادر وعملا بالدستور الى دعوة مجلس النواب الى جلسة انتخاب في ايلول من العام 2022 قبل نهاية ولاية الرئيس العماد ميشال عون، وعقد 12 جلسة ولم ينتخب رئيس للجمهورية، فكان اقتراحه للحوار والانتخاب، ولم يتمسك به عندما لم توافق عليه قوى سياسية ونيابية ومرجعيات دينية، لا سيما البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي كان موافقا على الاقتراح ثم تراجع، وسأل المصدر ماذا فعل بري غير تطبيق الدستور؟
ويؤكد المصدر ان الكرة الرئاسية ليست في ملعب بري، بل هو رماها في ملعب القوى المسيحية عموما وجعجع خصوصا، الذي يخشى وصول فرنجيه الى رئاسة الجمهورية، لذلك عطل الحوار الذي لم يكن بري معارضا ان يتحول الى تشاور، كما اقترحت “كتلة الاعتدال الوطني” يقول المصدر، الذي يؤكد على ان بري ليس “ناطور مفاتيح” في مجلس النواب، فهو رئيسه ورئيس كتلة نيابية ورئيس حركة سياسية، وفاعل ومؤثر في الحياة السياسية منذ ثمانينات القرن الماضي، وهو مؤتمن على ارث الامام السيد موسى الصدر بان لبنان وطن نهائي لكل ابنائه وممارسة الديموقراطية التوافقية وصيانة الوحدة الوطنية.