الجمعة, نوفمبر 22
Banner

انتخاب الرئيس ينتظر ظروف الخارج والداخل… المكاري: لدى فرنجيه معطيات عن تسوية

من المتعارف عليه أنه لم يسبق أن انتخب رئيساً في لبنان إلا من خلال تسوية دولية وإقليمية، معطوفة على توافق داخلي، من خلال هذه التسوية التي تأتي غالباً من أطراف لهم دورهم وحضورهم على الساحة المحلية، سواء أميركيا أو أوروبياً أو إقليمياً أو عربياً، ولهذه الغاية، فكل المبادرات التي ضجت بها أخيرا المقار الرئاسية والحزبية، بدت بمثابة تضييع للوقت إلى حين نضوج التسوية في لحظة مؤاتية. فهل حان وقتها، خصوصاً أن من لمح إليها هو رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه، في خطابه الأخير الذي وجه خلاله رسائل بارزة ولاسيما الى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وعليه، لا يتحدث عن تسوية إلا من خلال معلومات قد تكون وصلته. في موازاة ذلك، وهنا بيت القصيد، لا يزال الثنائي الشيعي متمسكاً بمرشحه أكثر من أي وقت، الأمر الذي أشار إليه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أمام الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، عندما التقاه في زيارته الأخيرة لبيروت.

فهل ما تطرق إليه فرنجيه عن تسوية، يعني أنه سيكون من ضمنها؟ وبمعنى أوضح، بعض كبار المرجعيات السياسية ورؤساء الكتل النيابية يقولون في مجالسهم إن فرنجيه قد يصل في حالة واحدة، هي التسوية، أي أن “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” لن يقترعا له، ولكن إذا جاءت التسوية فقد يؤمن أحدهما النصاب فيما تتوزع بعض الأصوات من التيار البرتقالي لفرنجيه وسواه، ولا ننسى أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب قال إنه يعطي فرنجيه صوته، فيما “اللقاء الديموقراطي” يسير وفق ما يريده رئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ لا يخلو موقف لنواب هذا اللقاء من الدعم لبري، فاللقاء والحزب التقدمي الاشتراكي لن يخرجا من صداقة بري التاريخية.

في السياق، يقول وزير الإعلام زياد المكاري عن رئيس “تيار المرده” إن “كلمته غالية جدًا، فلا يرمي الكلام جزافاً، وهو صاحب رأي وموقف وكلمته كلمة، لذلك عندما تحدث عن التسوية، كان ذلك بناء على معطيات وأجواء يملكها، وعلى هذه الخلفية تحدث قبل أيام عن التسوية، وثمة قمة عقدت بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، أخذ لبنان حيزاً مهماً منها، لا سيما أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أرسل تقريراً للرئيس الفرنسي حول لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، وثمة بند من هذه القمة عرض الواقع اللبناني، وسط إصرار على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت. من هذا المنطلق، تجمع المواقف الدولية والإقليمية والعربية على انتخاب رئيس، وربما وصلت تسريبات لفرنجيه أو ثمة معلومات في حوزته، وبناء عليه أشار إلى قرب التسوية. بمعنى أوضح، الجميع يعلم أن رئيس الجمهورية ينتخب في إطار تسوية ومن خلال توافق الأطراف اللبنانيين.

ويخلص الوزير المكاري الى أنه في موازاة ما تطرق إليه فرنجيه عن التسوية، فقد وجه رسالتين تحملان أبعاداً وإشارات بالجملة وبالمفرق، لكل من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وعليهما القراءة بتروّ، لأن فرنجيه يريد مصلحة المسيحيين ولبنان، فهو وطني وعربي بامتياز، ويعمل على خلاص الوطن من كبواته وأزماته، وإراحة الناس الذين يعانون كثيراً على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية، ما يعني ضرورة عودة انتظام المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية.

وعلى خط موازٍ، ترى مصادر سياسية أن فرنجيه يوحي انه التقط إشارة التسوية الواصلة إلى لبنان وتقضي بانتخاب رئيس للجمهورية، في ظل المواقف الدولية وصولاً إلى جولة الموفد الفرنسي الأخيرة، إلى ما يجري عربياً، مع أكثر من إشارة ولاسيما تعيين المملكة العربية السعودية سفيراً لها في دمشق هو فيصل بن سعود آل مجفل، الأمر الذي يعتبر حدثاً مهماً في ظل تنامي العلاقات بين الرياض ودمشق، وصولاً إلى العلاقة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتفاعلها على خط البحرين-إيران، ما يعني أن سلسلة محطات يجب البناء عليها، وتنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية.

رئيس الجمهورية ينتخب من خلال تسوية دولية تنسحب على لبنان إيجاباً، وبالمحصلة، لا ننسى أن ثمة حرباً طاحنة في غزة وفي الجنوب، ولا يمكن تجاهل هذا الواقع، لأن الميدان قد يغير كل المعادلات، فيما “حزب الله” كان واضحاً عندما قال “نحن لا نربط حرب غزة والجنوب بانتخابات الرئاسة”، ما يعني أن انتخاب الرئيس ممكن.

وجدي العريضي – النهار

Leave A Reply