بعد مسيرة حافلة بالنضال، احتضنَ تراب مدينة الشمس وعلى مقربة من هياكلها، أحد أعمدة العمل الوطني المناضل الكبير المحامي دريد ياغي الذي حمل لواء وقناعات وقيم الحزب التقدمي الإشتراكي، وكان منذ انتسابه إليه وفيا لمبادئه ولقسمه، وقد أفنى عمره في سبيل القضايا الوطنية والعربية، وكان على الدوام مناصرا للفقراء والكادحين حاملا همومهم وساعياً إلى تحقيق مطالبهم.
الوداع الأخير للمحامي دريد ياغي في مسقط رأسه بعلبك، شارك فيه الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، وقيادة ونواب الحزب وهيئاته وأجهزته إضافة إلى شخصيات وطنية وحزبية ونقابية ودينية أمّت مدينة بعلبك من كل لبنان معبّرة عن حزنها ومستذكرة مواقفه وتضحياته.
وفيما تحدث في التشييع الوزير غازي العريضي باسم جنبلاط، متحدثاً عن الأمانات التي حملها ياغي، مؤكداً الثبات عليها، فإن واحدة منها هي الجنوب الذي لا يزال الوضع الميداني فيه على حاله من التصعيد في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية التي يقابلها تصاعد في مستوى الرد من حزب الله.
وفيما اعتبر مراقبون أن هذا التصعيد الإسرائيلي والتهديد بعملية واسعة يهدف الى زيادة الضغط على حزب الله للتراجع الى شمال الليطاني، لفتت مصادر أمنية مواكبة للتطورات إلى أن حزب الله يرفض الرضوخ للشروط الإسرائيلية مع التقاطه زمام المبادرة وتحوّل مناطق شمال فلسطين المحتلة إلى أهداف عسكرية لصواريخه ومسيّراته. وهو ما دفع الادارة الاميركية الى الطلب من موفدها آموس هوكشتاين التوجه إلى المنطقة والعمل على منع الأمور من الانزلاق باتجاه حرب شاملة.
المصادر عزت في حديثها مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية سبب إيفاد هوكشتاين إلى التخوف من انفجار خارج عن إرادة الطرفين تفرضه تطورات ميدانية ولا أحد قادر على التحكم به، على غرار حرب تموز 2006 . وبحسب المصادر فإن التحرك الأميركي مع اسرائيل يصب باتجاه لجم أي اندفاعة نحو حرب على لبنان. ورأت المصادر أن إطالة الحرب في غزة يزيد المخاطر على الحدود اللبنانية، لاسيما ان اسرائيل وواشنطن لن تقبلا بعودة الوضع في جنوب لبنان الى ما كان عليه قبل 8 تشرين أول الماضي. وفي المقابل يرفض حزب الله الانكفاء الى شمال الليطاني.
الأيام القادمة ستبين ما قد ينتج عن زيارة الموفد الأميركي، أم أنه سيقف عاجزاً أمام تعنت نتنياهو الذي يرى بأن الحرب تخدم مستقبله السياسي اكثر من القبول بوقف إطلاق النار.