الخميس, سبتمبر 19

استعراض قوة بين حزب الله وإسرائيل من الحدود إلى قبرص

كتبت صحيفة “اللواء”: بعد مهمة الوسيط الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين التي لا يمكن وصفها بالفاشلة او الناجحة، والتي انتهت الى نقل النصائح والمعطيات من مصادرها لكلا طرفي الحرب الدائرة في الجنوب كجهة اسناد للمقاومة الفلسطينية في حرب غزة، والمرشحة لان تتسع لتشمل ساحة الشرق الاوسط ككل، بعدما كشف الامين العام لحزب الله عن تدريبات يجريها الجيش الاسرائيلي في مناطق جبلية شبيهة بوديان وتلال وأودية جنوب لبنان تحضيراً لحرب مقبلة، يربطها البعض بوقف العمليات العسكرية في رفح، والبعض الآخر يربطها بتوافر عنصر المفاجأة، والضربة الاولى..

الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رسم سيناريوهات الحرب المقبلة، التي لا يرغب بها الحزب، ولكن لا يخشاها حسب قيادييه الاساسيين، سواء في ما خص الاسلحة الجديدة التي يمكن ان تدخلها او الاطار الجغرافي الذي يشمل البر والبحر والجو، بما في ذلك البحر المتوسط من يافا وعكا الى قبرص، بما في ذلك احتمال اقتحام المستعمرات الشمالية في الجليل.

وقال السيد نصر الله في مناسبة مرور اسبوع على استشهاد القيادي في المقاومة طالب عبد الله: قاتلنا بجزء من اسحلتنا الآن، وحصلنا على اسلحة جديدة وطورنا اخرى كانت موجودة لدينا، مضيفاً: اذا فرضت علينا الحرب فإن المقاومة ستقاتل بلا قواعد ولا ضوابط ولا اسقف.

وفي رسالة يكشف النقاب عنها للمرة الاولى، طالب السيد نصر الله الحكومة القبرصية ان تحذر من ان فتح مطاراتها وقواعدها لاسرائيل، يعني انها اصبحت طرفاً في الحرب، وستتعاطى معها المقاومة على هذا الاساس، ويعلم العدو سيده الاميركي ان تداعيات اي حرب من هذا النوع ستكون على المنطقة، ومن يجب ان يخاف من الحرب هو العدو وسادته ورعاته، اما نحن سنواصل اسنادنا وتضامننا مع غزة واهلها وسنكون جاهزين لكل الاحتمالات.

وعلى الطريق نفسها، اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هليفي من الحدود الشمالية مع لبنان: لدينا قدرات لا يعرف العدو الا القليل منها، وسيواجه حزب الله قدراتنا القوية في الوقت المناسب.

ما نقل عن هوكشتاين ان بلاده لا تدعم توسع الحرب، لكن ليس بمقدورها ان تمنعها.. بقي في دائرة المتابعة، وسط تقارير من ان الايام الثلاثة الاولى من اية حرب جديدة، ستكون كارثية وحتمية في مسار الحرب المفتوحة.

‎وشددت مصادر ديبلوماسية على ان توصيف زيارة هوكشتاين إلى لبنان، بانها حملت انذارا إسرائيليا، بمهاجمة حزب الله على نطاق واسع، ليس دقيقا، ولكنه واصل مهمته المكلف بها، لتطويق مضاعفات التصعيد الحاصل بين حزب الله وإسرائيل، ومحذرا من مخاطر وتداعيات استمرار المواجهة العسكرية المحتدمة جنوبا، على مساعي وقف التدهور، والتوصل إلى تفاهم يؤدي إلى عودة الامن والاستقرار إلى المنطقة.

‎واشارت المصادر إلى ان هوكشتاين، أعاد التأكيد على اصرار الولايات المتحدةالأمريكية على الحل الديبلوماسي للمواجهة بين الحزب وإسرائيل، وهي ترفض توسعة الحرب الإسرائيلية على لبنان بحجة إزالة خطر حزب الله على المستوطنات الإسرائيلية المقابلة للحدود اللبنانية، مستعرضا نقاط التفاهم التي تم التوصل اليها في المفاوضات خلال المرحلة الماضية، ومؤكدا على استمرار التفاوض على ثلاث مشاكل اساسية، مازالت تعترض التوصل إلى الاتفاق النهائي بين لبنان وإسرائيل.

‎وكرر المستشار الرئاسي الاميركي امام من التقاهم، بأن المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، ماتزال ضمن الضوابط التي سارت عليها منذ انفجار الوضع جنوبا، بالرغم من تصاعد التهديدات المتبادلة وان بلاده مازالت تشدد على تهدئة الاوضاع ومنع التصعيد العسكري، ولكنه حذر بالمقابل من تخطي حزب الله لهذه الضوابط، لئلا يؤدي ذلك تلقائيا الى ردة فعل قوية من إسرائيل.

وحسبما نقلت مجلة «فورين بوليس» الاميركية عن وجود اعتقاد بأن حزب الله بنى شبكة انفاق تحت الارض في لبنان، فقد استشهدت المجلة بموقف لمايكل اورين الذي عمل سفيراً لاسرائيل في واشنطن ايام حكومة باراك اوباما، قال فيه: لدى الحزب نحو 130 الف صاروخ وقذيفة قادرة على اكتساح انظمة الدفاع الجوي المتطورة في اسرائيل واصابة اكبر مدنها.

وحسب اورين فهذه تقديرات مرعبة، وتطرح السؤال المثير: ماذا يمكن لحزب الله ان يفعل بنا في 3 ايام، من ضرب كل بنيتنا التحتية الاساسية، ومصافي النفط، والقواعد الجوية، وصولاً الى ديمونا.

بالمقابل، نقلت «يديعوت احرنوت» عن مسؤول سياسي كبير: اذا واصل حزب الله مهاجمتنا فإن جنوب لبنان سيبدو مثل غزة ولا حصانة لبيروت.

ونقل موقع «اكسيوس» عن مسؤولين اميركيين ان الخلاف الجديد بين نتنياهو وادارة بايدن يعيق الجهود الدبلوماسية الاميركية – الاسرائيلية لتهدئة التوترات على الحدود بين لبنان واسرائيل. وهذا ما اكده هوكشتاين نفسه، من ان محاولات تسوية الوضع في شمال اسرائيل باءت بالفشل.

النشاط الرسمي

في النشاط الرسمي، استقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني، وتناول البحث العلاقات بين البلدين، ومساعي اللجنة الخماسية حول الملف الرئاسي.

وكان ميقاتي ترأس ظهر امس في السراي الكبير، اجتماعاً لبحث موضوع النازحين السوريين، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا وممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايسن. وتم خلال الاجتماع البحث في الخطة التي وضعتها المديرية العامة للامن العام لمعالجة ملف النازحين السوريين بما يتوافق مع الانظمة اللبنانية والقوانين الدولية ومذكرة التفاهم بين المديرية العامة للامن العام والمكتب الاقليمي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الموقعة عام 2003. وقال اللواء الياس البيسري بعد الاجتماع:«طلبنا مجدداً من المفوضية تزويدنا بالداتا كاملة تحت طائلة تطبيق «الخطة ب» التي أصبحت جاهزة وتحصيل الداتا بأنفسنا».

ميقاتي وبستاني

مالياً، ناقش رئيس لجنة الاقتصاد النيابية النائب فريد البستاني مع الرئيس نجيب ميقاتي موضوع التهرب الجمركي عبر المرافئ غير الشرعية، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة لمعالجة هذا الموضوع، كما اثير موضوع موظفي النافعة، وضرورة اعادتهم الى عملهم لان لا احكام قضائية ضدهم، ولا يستقيم وضع المؤسسة بدون خبراتهم.

الوضع الميداني

ميدانياً، ارتفعت وتيرة التصعيد الاسرائيلي المعادي على الجنوب فشن الطيران الحربي والمسيرات غارات على عدد من البلدات اسفرت عن سقوط 3 شهداء نعاهم حزب الله الذي رد على الغارات بسلسلة عمليات اوقعت العديد من الاصابات في صفوف العدو.

واستهدفت مسيرة اسرائيلية معادية بصاروخين ساحة بلدة ميس الجبل. كما استهدف القصف تلة العويضة لجهة الطيبة وبلدة حولا، كما تعرضت الخيام الى القصف قرب مركز لمؤسسة عامل.

وشن الطيران الحربي غـارة جوية استهدفت بلدة الطيبة واخرى على بلدة العديسة. وتعرضت بلدة عيتا الشعب بعد ظهر أمس لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض الجيش الإسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ونفذ الطيران المسير الاسرائيلي قرابة الثالثة وعشرة دقائق بعد ظهر أمس عدوانا جويا على حرج الراهب غرب بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.

وجدد الطيران الاسرائيلي اعتداءاته الجوية لليوم الثاني على البرغلية، فأغار طيرانه الحربي والمسير المعادي عليها، كما على المنطقة الواقعة لجهة البحر بين البرغلية والشبريحا. وافيد ان احدى الغارات التي شنت على البرغلية استهدفت فيلا تعود للوزير الاسبق علي عرب في المنطقة.

واعلن حزب الله مساء امس تنفيذ 3 عمليات جديدة استهدفت مواقع اسرائيلية عند الحدود، الاولى طالت موقع جل العلام بقذائف صاروخية، والثانية، طاولت تجمعاً لجنود العدو داخل موقع الراهب، والثالثة استهدفت موقع البغدادي بمسيرة انقضاضية.

وبعد الثامنة، استهدف حزب الله موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وموقع زبدين في مزارع شبعا، فضلاً عن استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا.

قبرص ترد: نحن جزء من الحل وليس المشكلة

لم يتأخر ردّ قبرص على ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن تدريب عسكريين اسرائيليين فيها استعداداً للهجوم على لبنان، فقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس: «قبرص لا تشارك في نزاعات، وهي جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة».

Leave A Reply